الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن جنود الصادقين واعيان الصادقين المخلصين لمدرسة اهل البيت ولتراث اهل البيت هو العالم المقدس الورع الولي هو الشيخ خضر شلال رضوان الله تعالى عليه، الشيخ خضر شلال هو ينتمي الى اسرة تتوزع بين مدينة عفك في الفرات الاوسط وايضاً في النجف الاشرف، في النجف الاشرف كانوا اسرة شلال، في الحلة اتخطر الشلاه، سادة، ال الشلاه، سادة اولاد الرسول.
الشيخ خضر شلال رحمه الله يقول عنه صاحب معالم الرجال الشيخ الحرز رحمة الله عليه، يقول كان ممن يستسقى به الغمام اذا منعت السماء قطرها وتروى عن هذا الولي المقدس كرامات غريبة وعديدة وطبعاً هو استاذه، هو من تلاميذ السيد محمد مهدي بحر العلوم رحمه الله ومن الصحوة الذين صحبوه في اسفاره، السيد محمد مهدي بحر العلوم تغمده الله بواسع رحمته اصحابه معدودين عدد اصابع اليد وما كان يأذن لأي احد ان يصطحبه الا بعد ان يتأكد منه وايضاً هو الشيخ خضر شلال تلميذ للشيخ جعفر الجناجي صاحب كتاب كشف الغطاء الذي اصبح بعد ذلك يعرف بشيخ جعفر كاشف الغطاء، هذه الاسرة لقبها الجناجي، هم من جناجة قرب طويريج لكن الشيخ جعفر هذا المتعملق في الفقه والاصول هو صاحب او زعيم التجديد الفقهي في عصره، استاذ الفقهاء فلما كتب كتابه كشف الغطاء سميت هذه الاسرة بهذا الاسم اشتقاقاً من اسم الكتاب.
هنا نصغي الى الشيخ اغا بزرك الطهراني رحمة الله عليه يقول: الشيخ خضر شلال من اعاظم علماء الامامية في القرن الثالث عشر الهجري ومن اشهرهم براعة في الفقه والاصول ومن اتقى علماء زمانه وابرزهم انقطاعاً الى الله سبحانه وتعالى وسلامة الباطن وكان يضرب المثل في تدينه، طبعاً لم نحصل على تاريخ ولادته لكن نعلم انه من اهالي مدينة عفك في الفرات الاوسط في العراق وهاجر الى النجف الاشرف وتدرج في الكمال وتهذيب النفس حتى وصل الى هذه الدرجة الرفيعة، طبعاً المؤرخين يذكرون له ونحن كنا صغار نمر على قبره نرى يضعون الشموع وقسم يقرأ له شيء من القران وقسم ينذر له، لكن انا اذكر حادثة يذكرها المرحوم شيخ الشريعة الاصفهاني المتوفي عام 1339 هجرية، يقول ايام دراستي في النجف الاشرف كنت ضعيف الحال فما كان وضعي يساعدني، هذا انا ادركته في النجف قبل خمسين سنة، كل عالم نحرير مثل الشيخ محمد جواد مغنية ما هو اكله؟ خبز وجبن واحياناً بدون عشاء بصراحة اقول جاء ليكون عالماً، ليحصل العلم، على اي حال المرحوم شيخ الشريعة يقول وضعي كان بحيث لا استطيع ان اشتري كتاب والكتب هم لم تكن متيسرة، يقول شيخ الشريعة رضوان الله تعالى عليه احتجت الى كتاب بغية الفقيه للمرحوم الكاظمي، الشيخ محمد حسين الكاظمي، كم مرة صار احتاج هذا الكتاب اتي الى المرحوم الكاظمي، ادق الباب، سلام عليكم اعطني الكتاب، استعيره منه ثم ارجعه له، يقول المرحوم شيخ الشريعة يوم من الايام احتجت الى كتاب البغية واتيت الظهر بعد الغداء قلت اذهب الى بيت الشيخ محمد حسين الكاظمي واستعيره منه لكن يقول بالصدفة مررت على قبر الشيخ خضر شلال، هذا بعد وفاته بستين سنة او اكثر، يقول وقفت عند قبره وقرأت له الفاتحة طبعاً الناس يقرأون الفاتحة وقسماً يقرأون سورة ياسين، يقول قرأت الفاتحة واتيت بعد ذلك الى بيت الشيخ محمد حسين الكاظمي، طرقت الباب وطرقت الباب يأست ورجعت ومشيت حوالي عشرين خطوة وقلت لأرجع مرة ثانية واطرق الباب، رجعت وطرقت الباب فتحت الباب واذا الشيخ الكاظمي اعلا الله مقامه وراء الباب وبيده الكتاب وقال لي: تفضل هذا الكتاب، يقول شيخ الشريعة انبهرت قلت شيخنا اولاً انا اطرق الباب مدة قال: نعم انا كنت نائماً، طيب المرة الثانية اول ما طرقت الباب فتحت، قال: انا كنت نائم نوماً عميقاً بعد الغداء ولكن فجأة رأيت في عالم المنام الشيخ خضر شلال يقول ان على الباب شيخ الشريعة يريد كتاب البغية فأستيقظت من النوم واتيت بالكتاب طبعاً هذا ما معناه، معناه ان هؤلاء مثل هذه الارواح الطاهرة، الشخصيات هذه المهذبة، الانسان هو روح لا جسد، هذه تحوم في عالم فوق مستوانا، فوق مستوانا بكثير، تلتقي ورسائل من هنا وهناك ولدي الكثير من الشواهد والخواطر، كان الناس والمعروف في النجف الاشرف يأتون اصحاب الحوائج يتوسلون الى الله بهذا الولي وطبعاً كان مشهور ان الذي ينذر له تتسهل اموره وان الله سبحانه وتعالى ببركة هذا الولي، طبعاً هو عنده اثار فقهية مثلاً كتاب التحفة الرضوية في شرح اللمعة الدمشقية، عنده كتاب في الزيارات والادعية اسمه ابواب الجنان وبشائر الرضوان، يقولون انه كان معلماً للاخلاق وتربوي واشتهر عنه انه هو احد المراجع والعلماء الكبار الذي كان يدرس قبل دراسة الفقه والاصول في دورة التدريس، عشرة دقائق يتكلم في الاخلاق، في التربية وبعد الدرس دقيقتين يذكر مصيبة من مصائب اهل البيت وخصوصاً مصائب ابي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه يعني خير الحديث هو كتاب الله وبعد كتاب الله هو حديث اهل البيت، فضائلهم، حكمهم، نصائحهم ومواعظهم.
الشيخ خضر شلال وفاته كانت عام 1255 هجرية ودفن في منطقة العمارة، باب صحن امير المؤمنين، باب تسمى باب الفرج امام منطقة العمارة ودفن قرب الحسينية الشوشترية ولكن تضايق طاغية العراق وبأسم التوسعة هدم المنطقة كلها، معالمها، مدارسها، مزاراتها، قبور العلماء كله هدمه وجعله فنادق واعطاه استثمار الى اعداء اهل البيت ليغير طبيعة البلد السكانية فمن جملة المقابر هدم قبر هذا العالم الجليل، ظهر جسده طرياُ وهنا زاد او تجدد ذكره على الالسن وشيع تشيعاً كبيراً ودفن في مقبرة جديدة والان ايضاً كالمعتاد قبره يزار، اكثر من مئة وخمسين سنة يمر على وفاته واذا الجسد طري على حالته كأنما دفن قبل لحظات هذه معناها «بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ»، «بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» معنى من معاني بل احياء تبقى اجسادهم على حالتها والان قبره شاخص ومعروف، هذا الشيخ خضر شلال تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة.
*******