البث المباشر

السيد جواد العاملي الحسيني النجفي

السبت 23 فبراير 2019 - 09:59 بتوقيت طهران
السيد جواد العاملي الحسيني النجفي

إّاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 480

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن الصادقين بأقلامهم وبأنفسهم وبأموالهم في خدمة اهل البيت هو العالم المجاهد والمحدث الفقيه السيد جواد العاملي الحسيني النجفي، هو من ذرية الامام الحسين يرجع في نسبه للحسين ذي الدمعة من اولاد الامام السجاد ومدفون في الحلة، في الواقع كم كنت اتمنى ان اكون شعرة من بدن هذا العالم الجليل.
السيد جواد العاملي هو من مواليد جبل عامل بلبنان عام 1164 هجرية، هذا الرجل له الفضل على كل مجتهد من يوم انتج انتاجه هذا الفقهي والى هذه الساعة التي اتحدث فيها الى المستمعين الكرام والمستمعات الكريمات والسؤال هنا هل بنا عمارة مسجداً اعظم، في الواقع اعطى عطاءاً يعني لاينضب عين ماء لاتنقطع، الان اي طالب علم في المستوى الاعلى لا في السطوح او في المقدمات، اي طالب علم يرقى الى مراحل الدرس الخارج او الاجتهاد المتجزء الا ولابد من ان يكون في مكتبته كتاب اسمه مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة وكم رأينا علماء، مجتهدين كبار في شدة الحر والحر انهك بدنه يذهب الى مكتبة ال عنوس في النجف الاشرف او مكتبة الراضي لانه ما عنده كتاب مفتاح الكرامة فيطالعه هناك ويأخذ المطلب الذي يريده، الان الحمد لله هذا الكتاب طبع عدة طبعات واستغرق تأليفه اثنين وعشرين عاماً، طيب ما هو هذا الكتاب؟ هذا الكتاب من الموسوعات الفقهية المهمة وعلى صدر احد مؤلفاته كاتب المرحوم هذين البيتين له لانه كان عنده ذوق ادبي وعنده شعر سأتحدث بمقدار ما يسمح البرنامج، كاتب على صدر كتابه: 

اتعبت نفسي بهذا الشرح مجتهداً

ما صدني عنه شيء قل او كثرا

كل النهار وكل الليل في شغل

فلا ابالي اطال الليل ام قصرا

ما كان ينام يقول اهله ينام ساعة او ساعتين، مكب في مكتبته على الكتابة طبعاً هو نشأ في لبنان بعد ان اخذ المقدمات اتى الى المنبع، اتى الى البحر، اتى الى مدينة علم الرسول وهي النجف الاشرف، مهوى افئدة الملائكة، الانبياء.
تحول الى النجف الاشرف ولازم السيد بحر العلوم رضوان الله تعالى عليه ثم تحول الى كربلاء فلازم المحقق البهبهاني والى ان وصل الى مستوى عالي بسبب استعداداته، بسبب ابداعه، بسبب مواهبه الخلاقة فبدأ يكتب كتابه قلت اكثر من عقدين من الزمن هو يشرح، ما هو كتاب قواعد العلامة الذي هو شرحه؟ المرحوم العلامة الحلي سافر الى ايران وحدث هناك تحول بسبب سفر العلامة الحلي، اطلع على فقه الامامية، كانوا قالوا له ان علماء الشيعة مجانين واذا اكتشف انهم هم العقلاء والغير مجانين فأمر المدارس العلمية في ايران بأن تفتح ابوابها لتستمع لمحاضرات العلامة الحلي وطلب من العلامة الحلي ان يكتب له دستوراً لتعمل به الدولة وان يكون هذا الدستور قائماً على الفقه الجعفري فكتب كتابه المأثور قواعد العلامة سموه قواعد العلامة طبعاً يذكرون الخطباء والكتاب لكن في الواقع 11 مدرسة زارها العلامة الحلي في ايران وفي كل مدرسة كانت المحابر والاقلام تكتب وهو يتحدث صباحاً ومساءاً لعدة ايام ونستطيع ان نقول انه اثراهم بكثير مما كان يحمل في صدره من علم النجف الاشرف.
كتاب قواعد العلامة كتاب نفيس اخذه السيد جواد العاملي وبدأ يشرح القواعد، هذا العلم الزخار، موسوعة هذه مفتاح الكرامة لما يقرأها الشاب المجد يهجم على الاجتهاد هجوماً، كتاب جامع المقاصد، وسائل الشيعة، جواهر الكلام هذه اذا قرأها الطالب لكن قرأها بأبداع وبتفهم مبدئياً يحرم عليه ان يقلد يصبح مجتهد متجزء، يقولون السيد جواد العاملي ينقل عنه انه لم يفرح في حياته بيوم كما فرح يوم انتهاء هذه الموسوعة، يقولون اولاده كان يردد بيتين في وصف هذه الموسوعة:

كتاب لباغي الفقه اقصى مراده

يغني به عن جده واجتهاده

هذا يفتح له آفاق المعرفة والفقه

كحلت له جفني بميل سهاده

وخضبت كفي دائماً من مداده

تقول زوجته واولاده كلما نأتي نرى يديه مصبغة بالحبر الذي كان يستعمله، واقعاً هؤلاء لهم حقوق علينا، انا الان لما اتكلم عن هذا ارى بأن له حقاً على مدرسة النجف، على حوزة النجف وعلى هذا الوجود الالهي في النجف الاشرف، هنيئاً له انا اهنئه، وهنيئاً له من مولاه امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.
هذا العالم طبعاً لا اغفل عن عطاءاته الاخرى اولاً هو اديب له قصائد، ما كان يهوى الشعر لكن عنده قصائد في امير المؤمنين، في آل البيت، عنده قصيدة مثلاً في الحسن والحسين، من ابياته في هذه القصيدة:

شهيدان مقتولان جهراً وغيلة

وما عرفا نكراً ولا انكرا عرفا

امامان اهل العرش والارض والسما

من الله ترجو فيهم اللطف والعطفا

لقد ضاقت الدنيا بآل محمد

وقام عليها كل طاغية عنفا

زمان المرحوم السيد جواد العاملي وبعده الى ان ادركت انا معظم المجتهدين العظام امثال السيد جواد العاملي وغيره كانوا بقدر ما يحملون من الفقاهة والمعرفة والعلم والاصول كانوا يتفاخرون بذكر مصائب اهل البيت، واحدهم يفتتح البحث ويختم البحث بذكر اهل البيت وقسم منهم كان يفتخر يقول: انا رغم جهودي وجهادي اريد ان احسب في عداد خدام الحسين فكانوا ينظمون، السيد محسن الامين العاملي يوم الوفاة اذا جاء اربعة خمسة يقرأ تعزية من شعره هو، السيد جواد العاملي رضوان الله تعالى عليه على عظمته كان اذا دخل مجلساً يعطي ابياتاً للخطيب يقول نظمتها اقرأها او احياناً يقف هو ويقرأها في رثاء اهل البيت، في ذلك اليوم كان السفر بصعوبة الى الكاظمية وكان قد نذر نذراً ان كملت موسوعته يزور الامام الكاظم وقالوا له لا تذهب لان قطاع الطرق يؤذوك، هو كان حريص على ان يهتم بتراثه العلمي ان لا يدمر اكثر من حياته، كان يقول انا لااخاف من الوهابيين والتكفيريين والنواصب على حياتي اروح شهيداً لكن كتبي هذه التي هي تراث وذخيرة للاجيال القادمة اخشى عليها ان تتلف، فذهب الى الكاظمية وهناك ارتجل قصيدة منها هذا البيت:

عليك سلام الله موسى بن جعفر

سلام محب يرتجي احسن الرد

ويرجوك محتاج لأعظم حاجة هي

النعمة الكبرى على الحر والعبد

توفي رضوان الله تعالى عليه السيد جواد العاملي في النجف الاشرف ودفن بجوار امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فأهتزت النجف الاشرف لفقده وكان يوم عزاء كبير لا ينسى، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة