الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. وممن يتفاخر بهم الصادقون المخلصون لأهل البيت هو شاعر اهل البيت وناصر اهل البيت بلسانه المجاهد المظلوم منصور بن سلمة النمري النزاري، هذا البطل المجاهد لم نعثر على تاريخ ولادته لكن هو من شعراء القرن الثاني الهجري وهو من الشعراء المجاهدين الشيعة الذين ترجمهم المرزباني رحمه الله في كتابه تلخيص اخبار الشيعة يعني فيه ترجمة لسبعة وعشرين شاعراً هؤلاء من شعراء اهل البيت الذي مزقت ابدان الكثير منهم، منصور النمري بسبب توجهه الشديد نحو اهل البيت وخصوصاً في اثارة مظلومية الزهراء فاطمة يعني انا اهنئه واقعاً، الموت فليكن في طريق مظلومية الزهراء، شرد، مات غريباً، نبش قبره، عدة مقابر، يعني تقرأ رذالة وحقارة المعادين لأهل البيت، الله سبحانه وتعالى يريد ان يكشف ما انطوت عليه نفوسهم من حقارة والوحشية والقذارة، هؤلاء الذين يهدمون قبر الامام الهادي، قبر الامام العسكري، قبور البقيع، تلاحقوه حتى في قبره وهو الاف السنين ميت، لكن ابوا الا ان يكشفوا ماانطوت عليه نفوسهم الدنيئة، قبور نبشت بحثاً عن رفات هذا الشاعر، طيب دعنا في هذا الوقت المختصر نتكلم عن هذا الشاعر، هذا الشاعر، طيب لأقرأ هذين البيتين التي صارت السبب يعني فجرت في الواقع، ماذا يقول منصور النمري في الزهراء سلام الله عليها:

مظلومة والنبي والدها

نذير ارجاء مقلة حافل

الا مصاليت يغضبون لها

يا للمصاليت والقنا الذابل

يعني يستجيش العواطف، يستنهض الهمم، يتظلم للزهراء وطبعاً انا سمعت احداً من كبار الخطباء في النجف الاشرف يقول ان هذه الابيات فيها اضافة لكن ضاعت او غيبت المهم ان قضية مظلومية الزهراء يعني حكمها حكم فدك اصبحت رمزاً للعداء والولاء لان هي المفتاح لما صب على اهل البيت:

لو لا سقوط جنين فاطمة

لما اودى لها في كربلاء جنين

وآخر يقول: 

واريتكم ان الحسين اصيب من يوم

على اي حال هذا منصور النمري بسبب هذين البيتين او ثلاث ابيات مالذي لاقى، طبعاً هو من استعمل التقية لان كانت دمائهم مهدورة، لو عرف دورهم الجهادي في الدفاع عن اهل البيت فلذلك استعماله للتقية مثلاً احياناً كان يجاري بعض الطواغيت درءاً للشر، التقية ما معناها «إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً» او «إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ» بالنسبة الى عمار بن ياسر رضوان الله عليه، يضطر الانسان المؤمن احياناً اذا عرف ان حياته مهددة وقتله لايفعل شيئاً، يضطر ان يظهر عكس ما يبطن، طبعاً البعض يقول لا هذه الشيعة فيها يكذبون ينافقون هذا ليس نفاق، يجب ان لايكون هناك خلط وانما هذا من مصاديق «إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً» عمار بن ياسر اخذوه واظهر بكلامه ما دفعهم للافراج عنه.
هذا منصور النمري كان صديقاً للرشيد، طبعاً اول ما تعرف عليه هارون الرشيد جاء وفد الى الرشيد يشكون مشاكلهم قال لهم خذوا منكم ناطقاً فأختاروا منصور، منصور النمري عكس بيانه الى شعر وبدأ اول ما بدأ بهذا صدر البيت:

ما تنقضي دمعة مني ولا جزع

الرشيد كان عنده ذوق ادبي فأهتز فقال اكمل يا فتى فقال:

ما تنقضي دمعة مني ولا جزع

الا ذكرت شباباً ليس يرتجع

فتنفس الرشيد نفساً مهموماً لان الحسرة على الشباب حسرة لاتعالج فقال له اكمل فقال:

ما كنت اوفي شبابي كنه عزته

حتى مضى فأذا الدنيا له تبع

الرشيد قال ويحك جئتنا بشعر لم نسمعه من قبل واعجب به وصار يتبناه واختاره نديماً، يتردد عليه ويعطيه الهدايا لهذا جاء بعض الكتاب هكذا عشوائياً واخذ يتهمه انه يشرب الخمر وانه يمدح الطواغيت مثل الفرزدق مثل دعبل هؤلاء لم يسلموا من تهم هؤلاء الخراصين، الشريف المرتضى اعلا الله مقامه عنده كتاب الامالي يتكلم عن تقية النمري يقول هو حتى اذا مدح هارون لم يكن يقصد هارون الرشيد انما كان يمدح بذلك علياً لان امير المؤمنين موقعه من رسول الله كما قال له النبي انت مني بمنزلة هارون من موسى.
من روائع شعر هذا الشاعر والعالم منصور النمري عنده قصيدة في الحكمة تقرأ احياناً على المنابر، واقعاً هي كراس او نسميه كتيب اخلاقي مطلعها او جزء منها هذا البيت:

ان المنية والفراق لواحد

او توأمان تراضعا بلبان

طبعاً انا سمعت من ذوي الادب بالاختصاص الادبي قالوا له قصائد كثيرة نظمها في آل البيت وفي مصائبهم ومع الاسف اختفت، قبل ان يفوت وقت البرنامج لأذكر هذه الملاحظة هذا الرجل قضى وطراً من حياته مع الرشيد والرشيد استأنس اليه لكن في يوم اتى خبيث وهمس في اذن الرشيد قال هذا خرج من هنا واعطيته هكذا مبلغ قال: نعم. 
قال: اتعلم بأنه يوالي علياً وفاطمة.
قال: كيف غير معقول فأخرج من جيبه قصاصة صغيرة قال: اقرأ شعره في الزهراء، هؤلاء وان كانوا اعداءاً لبني امية لكن يكرهون اسم الزهراء ومن يأتي بأسم الزهراء وطبعاً هناك قواسم مشتركة بينهم وبين الامويين مثل ما الخوارج يكفرون الامويين الامويين يكفرون الخوارج ولكن ضد امير المؤمنين، اتحدا ووقفا سوية، قال له: اقرأ يقول مظلومة والنبي والدها فصعق الرشيد وقال عجيب انه يظهر موالاتنا ويبطن عدائنا، اضطر منصور الى الاختفاء وكلف الرشيد فرقاً خاصة تبحث عنه وبعد سنين علم انه مات فأخذ يجهز الجماعات لنبش القبور ومعرفة رفاته فأخفي قبره لكي ينجو من شر هؤلاء الطغاة.
أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******