البث المباشر

الشيخ علي القمي النجفي

السبت 23 فبراير 2019 - 09:57 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 478

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن اعمدة الصادقين الذين قل نظرائهم خصوصاً في دنيانا المعاصرة هو الحبر الاعظم نصير اهل البيت الزاهد والعالم والتقي الشيخ علي القمي النجفي اعلا الله مقامه، زاد الله في علو درجاته وهذا العالم وهذه الشخصية، هذا الرجل المبارك هو من مواليد عام 1273 هجرية وطبعاً ولد في ايران واخذ مبادئ العلوم هناك وبعد ذلك تحول من هناك الى مدينة النجف الاشرف معقل العلم ومعقل العلماء فلما وصل الى النجف الاشرف جاء لهذا الغرض ان يجاور مثوى امير المؤمنين باب مدينة علم الرسول وذلك اليوم كان جوار امير المؤمنين في الواقع هو جهاد وسبحان الله عادت عقارب الساعة الى الوراء والان ايضاً في زماننا هذا بسبب التكفيريين والنواصب اعداء الانسانية عاد الوضع كما هو اصبح جوار العتبات الان هو نوع من الجهاد، العتبات مهددة من هؤلاء اعداء الله واعداء القران واعداء الانسانية الوحوش فذلك اليوم عام 1290 سافر المرحوم الشيخ علي القمي الى النجف الاشرف وكانت النجف بهذه الصورة، يصوروها "ماي بير وخبز شعير ومجاورة الامير" سلام الله عليه فالعامل الامني سبحان الله الخوف الوهابيين النواصب كانوا بين فينة واخرى يعني يهاجمون البلد ويريدون هدم الحرم ويقتلون الشيعة ويقتلون المؤمنين وفي ذلك الزمن الشيخ علي القمي سكن غرفة من غرف الصحن الحيدري في البداية واصبح تلميذاً على ايدي اساطين الحوزة ذلك اليوم في النجف الاشرف كالشيخ رضا الهمداني صاحب كتاب مصباح الفقيه والميرزا حبيب الله الرشتي وتلمذ في الاخلاق وتهذيب النفس عند السيد علم الهدى الثاني وهو السيد مرتضى الكشميري وبالتالي صار هذا العالم الجليل رقماً بارزاً في النجف الاشرف واشتهر بالزهد والتقوى والتواضع وصار مدرسة هذا الرجل لايلتقيه انسان الا ويتأثر به وسبحان الله ما كان الشيخ علي القمي يقيم اي وزن للدنيا وملذاتها وهو دليل الكمال وكان متواضعاً الى درجة ان لايسبقه احد بالسلام مهما كان الطرف وسبحان الله مسألة التواضع التي هي من صفات الانبياء وائمتنا هي ايضاً من رموز كمال الانسان، هذا الانسان هذا العالم هذا الطبيب هذا الكاسب هذا الموظف هذا الثري لما يزداد تواضعاً معناه ان باطنه اصبح مهذب، معناه انه اصبح كاملاً، معناه انه اصبح انسان يحتذى به ويقتدى به، وان كريم الاصل كالغصن كلما تكاثر اثماراً تواضع وانحنى، غصن العنب، اشجار التفاح، اشجار التمر لما يزداد الثمر فيه ينحني، لما الانسان ازداد علماً، ازداد ايماناً، ازداد عقلاً، ازداد تهذيباً ازداد تواضعاً، ما كان المرحوم الشيخ علي القمي رضوان الله تعالى عليه يهتم بأي امر من امور الدنيا بالعكس كان كلما ازداد قرباً من الله تضعف الدنيا في عينه يحتقر الدنيا ووصل الى مستوى من العلماء العظام، سبحان الله هذا العالم الجليل الله عزوجل ابتلاه بما ابتلى به الانبياء والائمة نقرأ في القران «بسم الله الرحمن الرحيم وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ» الثمرات الاولاد، الله عزوجل من جملة ما امتحن به انبيائه وادخلهم في فلتر الامتحان الصعب هي مسألة فقد اولادهم مثلاً امثلة وقت البرنامج لايسع، ابراهيم يذبح ابنه اسماعيل، ايوب عشرة من اولاده فقدهم، يعقوب ابنه يوسف، نبينا نبي الرحمة رسول الله بفارق ثلاثين يوماً فقد اثنين من اولاده الطيب والطاهر وفي المدينة فقد الثالث وهو ابراهيم، الحسين عليه السلام يوم كربلاء فقد عشرة اخوان هذا ابتلاء وامتحان عسير من الله فالمؤمن في هذه الحالة يزداد يقيناً وايماناً وقرباً من الله ومعرفة بالله سبحانه وتعالى، الشيخ علي القمي رضوان الله تعالى عليه مر بهذا الامتحان العسير فأصبح من الذين رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ، الله عزوجل يصلي على هكذا انماط «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ» الله عزوجل كيف ادخله في هذا المجال من الامتحان فقد ولدين هذا العالم في فترة قليلة يقولون رجع من دفن ابنه الاول رأى الثاني ميت والذي عزز موقعه ان الناس زرافات زرافات يأتون يعزوه هم يبكون وهو لم يهتز كأنه الجبل لما بلغه ما نسميه بدرجة اليقين وما نسميه بدرجة القرب من الله، سبحانه وتعالى يحدثونا اساتذتنا الكبار يقولون اعظم مسجد في النجف الاشرف انذاك مسجد الهندي كان يصلي فيه امام فيأتم به الناس ويتحسر قسم منهم اذا لم يحصل على مكان للائتمام به، كيف الله يعز اولياءه في الدنيا قبل الاخرة ومن الذين كانوا يأتمون به خيرة علماء ومجتهدي النجف الاشرف والاولياء والكسبة وغيرهم كانوا يتمنون هذا الشرف وهذا الوسام، قالوا عنه الشيخ علي القمي رضوان الله عليه انه ما كان يجامل ويساوم على الحق ومبادئه، كان صلباً الى درجة يعني لا يضع اي اعتبار في طريق احترامه لمبادئه وللحق وهذه عملية ليست سهلة فكان لا يخشى في الله لومة لائم وطبعاً الحديث عن هذا العالم الجليل طويل لكن الان انا اتخلى عن كل اوراق ملفه واصل الى ملف او صفحة مهمة في ملفه تعلقه بأل البيت، حمل هو لواء الاصلاح، اصلاح الشعائر الحسينية وعاضد السيد محسن الامين العاملي والسيد ابو الحسن الاصفهاني وغيره.
لما هدمت قبور البقيع، قبور الائمة في الثامن من شوال عام 344 هجرية ظهرت مظاهر العزاء في العالم الاسلامي واقام مجلس، عشر سنوات هو ضجيع الفراش الشيخ علي القمي ولكن مستمر في اقامة هذا المجلس، في السنين الاخيرة من حياته كان يقرأ له الخطيب المجاهد الشهيد السيد جواد شبر، مجلس روحاني كان، في يوم ثمانية شوال وبعد ذلك استمر ابنه في اقامة هذا المجلس، كان يحب ذرية الرسول.
توفي رحمه الله عام 1371 هجرية ودفن بجوار امير المؤمنين سلام الله عليه أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة