الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن خلص الصادقين المحبين للامام علي واولاده الطاهرين وتلميذ الامام امير المؤمنين بالذات هو الشهيد الصابر سيحان بن صوحان العبدي البحراني وطبعاً هو شقيق صعصعة وزيد ابني صوحان الشهيرين وذكرت انا عنه مرة على المنبر بعد ذلك سألني واحد من اهل الخبرة قال سمعنا ابي زيد وصعصعة اما سيحان ما سمعنا به، طبعاً هو اصغر الاخوة الثلاثة، اصغرهم سنا، سيحان هذا الاسم ربما يستعمل بشكل نادر، سيحان يعني الجود والسخاء وهؤلاء الاخوة الثلاثة سبحان الله هذه قضية الاخوة قضية لا يفرغ منها تاريخ اي مواجهة في عصر الرسول او في عهد الامام امير المؤمنين سلام الله عليه، نقف على واقعة بدر، واقعة احد، واقعة حنين هذه المواجهات ترى اخوة لكن واحد بهذا الجانب وواحد في الجانب الآخر واحياناً رمية الرجل تسدد اخاه او تصيب اخاه، ما معنى هذا؟ معنى هذا انه حينما تسود المبادئ على كل المعطيات الاخرى يعني القيم هي على رأس كل الاعتبارات فمن اجلها تقطع الوشائج وتقطع الصلات والى آخرها، هذه قضية الاخوة وقضية الاخوان لاحظنا مثلاً في كربلاء، لاحظنا يوم بدر، لاحظنا يوم صفين مع الامام امير المؤمنين هناك بعض الاخوة وهناك بعض الاباء والابناء حتى ان الامام امير المؤمنين الروايات تقول مر ومعه كميل على جسد شاب يوم صفين فهز رأسه وتأسف وهو يقول: رحم الله والد هذا فقد كان محباً لنا وناصراً.
فقلت له: من والده؟
قال: هذا معبد بن المقداد بن الاسود الكندي، الولد كان من ضحايا جماعة معاوية، عموماً هذا سيحان بن صوحان العبدي البحراني هجر البحرين مع اخويه والتحقوا جميعاً بالامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه واستوطنوا الكوفة ولشدة تعلقهم بالامام امير المؤمنين وسرورهم لما الت الخلافة الى امير المؤمنين ولو ترك الامر والمجال للامام علي لحول الدنيا الى جنة ولكن وقفوا بوجه الامام ليحبطوا اي مشروع يتبناه امير المؤمنين وبالتالي ينسبون الفشل الى مدرسة اهل البيت ابداً وحاشا، فسيحان وصعصعة وزيد كانوا هؤلاء اخوة ثلاثة يديرون اجواءً من الاعمال في خدمة امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه والان نحن في هذه الدقائق المختصرة نحصر الحديث عن سيحان بالذات لان سبق ان تحدثت عن صعصعة وعن اخويه وربما اتحدث مرة اخرى عنهم لان كل واحد حياته حياة واسعة وتاريخه تاريخ كبير.
سيحان كما يروي السيد محسن الامين العاملي في اعيان الشيعة يقول كان في الكوفة حينما ارسل الامام علي ولده الحسن وعمار بن ياسر ليستنفرا ويستجيشا اهل البصرة لمواجهة الناكثين، طيب هذا كان في الكوفة طبعاً راح سيحان مع الامام الحسن مع عمار بن ياسر وهو كان خطيباً بليغاً فأثروا في البداية تجاوب عدد منهم لكن ابو موسى الاشعري عمل بكل جهده على ان يحبط اي مشروع يهدف الى دعم امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ومهما عمل ابو موسى الاشعري فلم يقدر على مقاومة خطب سيحان بن صوحان رضوان الله تعالى عليه وكان سيحان له خطبة طويلة ومن جملتها: ايها الناس لابد لهذا الامر ولهذه الامة من والي يدفع الظلم والظالم ويعز المظلوم ويجمع كلمة الناس، ايها الناس هذا واليكم ووليكم وطبعاً يقصد الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، ايها الناس هذا واليكم ووليكم يدعوكم لتنظروا فيما بينه وبين صاحبيه، ولازلنا مع خطاب سيحان بن صوحان رحمة الله عليه، يدعوكم يقصد الامام امير المؤمنين ثم يقول وهو المأمون على الامة الفقيه في الدين، تقييم رائع لأمير المؤمنين، فمن نهض اليه فأنا سائرون معه، كأنه يريد ان يزيح الشبهات التي آثارها انذاك الحاكمون والحركات التي انحرفت ووقفت بوجه الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وكانت تنشر التشكيك لان هناك خطوات للامام علي نعوذ بالله غير مدروسة في حين ان الامام مأمون كما يقول سيحان على الامة فقيه في الدين فمن نهض اليه فأنا سائرون معه، امام مسدد والامام مؤتمن والامامة تجري بنفس الخطوات التي تجري او جرت بها النبوة، عموماً خطابه التاريخ يقول اثر في النفوس وهذا طبعاً هو جهاد، واحد يجاهد بسيفه، واحد يجاهد بأمواله ولكن من انواع الجهاد المهمة والخطيرة هو جهاد الكلمة، جهاد النصرة باللسان كما يقول احد الادباء رحمه الله وما فاتني نصركم باللسان اذا فاتني نصركم باليد، لذا دائماً وابداً وفي كل المجالات الانسان ابواب نصرته للحق لاتغلق بوجهه، بالمال، بالقلم، باليد، باللسان، يستطيع ولو في كل يوم ان ينصر اهل البيت وان ينصر الحق وان ينصر دين الله ولو بكلمة واحدة، اللهم اجعلنا ممن ينصروا اهل البيت بألسنتنا، بأقلامنا، بأموالنا الى اخره، يوم الجمل هذه ما تسمى بحرب الناكثين وقف سيحان وطبعاً اخوانه معه وقف وامير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه امره على رأية الميسرة وبعد كفاح وجهاد مرير ومواجهة شرسة سقط اخوه زيد مضرجاً بدماءه واستشهد بعد لحظات شهيداً في نصرة الاسلام اما سيحان فواصل مواجهة الخصوم واستمر وهو يقتص لأخيه، الروايات تقول اردى قاتل اخيه وهو لم يزل في اصيل الحياة وكان الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يسشعر بالنشوة ويشعر بالسرور لمواقف هذا البطل ولدفاعه عن الحق رغم انه شاهد بنفسه اخاه استشهد مضرجاً بدماءه فلم يفلل عزمه ولم يقل ثباته، الامام امير المؤمنين اكبر فيه هذا الدور وهذه المشاعر حتى ان المرحوم الممغاني اعلى الله مقامه في كتابه الخالد تنقيح المقال لما يترجم سيحان بن صوحان يقول سيحان بن صوحان ثقة معتمد ولو لم يكن له الا خطبه وشهادته في حرب الجمل لكفاه ذلك فضلاً وشرفاً، فلم يزل سيحان يدافع ويناضل والامام امير المؤمنين كان يشجعه ويدعو له بالنصر ويدعو على خصومه بالهزيمة فقاتل وامتلأ بدنه بالجراح وبالتالي سقط على الارض جريحاً ووقف امير المؤمنين ليعطيه جرعة من الماء وتأثر الامام امير المؤمنين حينما شاهده يلفظ انفاسه الاخيرة فأستشهد رحمه الله في شهر جمادي الاولى عام 36 هجرية وظهر التأثر والحزن عند الامام امير المؤمنين حينما نظر الى سيحان والى حالة استشهاده.
أسأل الله سبحانه وتعالى لهذا الشهيد البطل ولأخويه الرحمة والرضوان وجزاهم عن الاسلام وعن امير المؤمنين خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******