وأضافت الصحيفة أنه "في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى خنق العلاقات الاقتصادية مع بكين، يعمل محرّكان قويان للاقتصاد الألماني، هما فولكس فاغن، وشركة الكيماويات (BASF)، على توسيع استثماراتهما الصينية الضخمة".
وأعلنت شركة "فولكس فاغن"، التي لديها أكثر من 40 مصنعاً في الصين، عن جهد جديد لتصميم نماذج، وفقاً لرغبات العملاء الصينيين، وستستثمر المليارات في الشراكات المحلية ومواقع الإنتاج.
فيما تمضي "BASF"، مع 30 منشأة إنتاج في الصين، قدماً في خططها لإنفاق 10 مليارات يورو على مجمع إنتاج كيميائي جديد، من شأنه أن ينافس في الحجم مقرها الضخم في لودفيغشافن.
كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه "في جميع أنحاء ألمانيا، يدرك المسؤولون التنفيذيون أنّ هذه الاستثمارات تتعارض مع الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في عزل الصين اقتصادياً. ويجادلون بأنّ الإيرادات من الصين ضرورية لأعمالهم التجارية لتزدهر وتنمو في أوروبا".
من جهته، قال مارتن برودرمولر، الرئيس التنفيذي لشركة "BASF"، إنّ "الأرباح من الصين، سمحت للشركة بتعويض الخسائر من تكاليف الطاقة المرتفعة في أوروبا والقواعد البيئية الصارمة".
ووفق "نيويورك تايمز" تخضع العلاقات التجارية الوثيقة الآن للتدقيق في برلين، بناءً على طلب من المستشار أولاف شولتس، علماً أنه كان هناك اقتراح سياسي لإعادة ضبط علاقة البلاد مع الصين، أكبر شريك تجاري لها.
وبحسب الصحيفة فقد أظهرت دراسة أجراها معهد "كيل" أنّ "الانفصال عن الصين، سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة لأوروبا بأسرها، ولكن على وجه الخصوص ألمانيا. وقد أظهرت حسابات المعهد، بناءً على الناتج المحلي الإجمالي اعتباراً من عام 2019، أنّ ألمانيا قد تخسر دخلاً يزيد عن 131 مليار يورو. وقد يكلف الأمر أكثر، إذا ردّت الصين بخطوات أخرى.
وكان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، قد قال في وقت سابق، إنّ ألمانيا يجب أن "تتعلّم درسها" من حرب روسيا على أوكرانيا. والدرس المستفاد هو أنه "يتعين علينا تقليل الاعتمادات على الآخرين، حيثما أمكننا ذلك". وأضاف: "هذا ينطبق بشكل خاص على الصين".