بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4)
سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
ورد استحباب قراءتها ألف مرة في ليالي شهر رمضان، وكما ورد أيضاً في قراءتها فضائل كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: من قرأ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) في فريضة من الفرائض نادى مُنادٍ: يا عبد الله قد غُفِر لك ما مضى، فاستأنف العمل.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بــ(القدر)؛ على أول آية منها، وقيل: إنّ سبب تسميتها بالقدر لما لها من قدر عظيم وشرف كبير في القرآن، كقوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾. وآيات هذه سورة (5)، تتألف من (30) كلمة في (114) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.
ترتيب نزولها
اختلف في سورة القدر كونها مكية أو مدنية، لكنّ المشهور قال إنها مكية، وهناك مَن عَدّها مدنية في تفسيره، لِما أُخبِر من أنها نزلت على النبي (ص) في مسجد المدينة لا في مكة. وأما من حيث الترتيب فإنها نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (25)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل (97) من سور القرآن.
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
(ليلةالقدر): ليلة الشرف والعظمة، أو ليلة التقدير.. حيثُ يُقدّر الله فيها الأمور.
(الروح): جبرائيل أو مَلَك أعظم منه.
(بإذن ربهم): بعلمه وأمره.
(سلامٌ): أمان من كل أذى.
(مطلع الفجر): وقت طلوع الفجر.
محتواها
تُبيّن السورة إنزال القرآن في ليلة القدر وتعظيم الليلة بتفضيلها على ألف شهر، وتنزل الملائكة والروح في هذه الليلة المباركة، وكذلك فيها تقُدّر حوادث السنة إلى الليلة التي مثلها من السنة القادمة من حياة وموت ورزق وسعادة وشقاء وغير ذلك. كما وتدّل السورة على أنّ ليلة القدر لم تكن خاصّة بزمن النبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم، بل هي ليلة تتكرر في كل عام وباستمرار.
إثبات وجود إمام الزمان (ع)
وردت أحاديث كثيرة في هذه السورة تكفي لإثبات وجود وبقاء الإمام المهدي عليه السلام في أنّ الملائكة والروح تنزل في هذه الليلة على صاحب العصر عليه السلام، ويُعرضون عليه ما هو مُقدّر في هذه الليلة لكل شخص.
قراءتها في بعض الصلوات
ورد قراءة سورة القدر في الكثير من الصلوات، منها:
صلاة فاطمة عليها السلام وهي ركعتان، تقرأ في أول ركعة الفاتحة وسورة القدر مائة مرة، وفي الثانية تقرأ الحمد وسورة التوحيد.
صلاة النبي في يوم الجمعة وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وأنا أنزلناه في ليلة القدر خمس عشرة مرة.
صلاة ليلة الدفن وهي ركعتان يقرأ في الأولى الحمد وآية الكرسي، وفي الثانية يقرأ الحمد وعشر مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر.
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأها أُعطيَ من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر».
عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: «من قرأ ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ يجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله».
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «من قرأ ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ في فريضة من الفرائض نادى مُنادٍ: يا عبد الله قد غُفِر لك ما مضى، فاستأنف العمل».
وردت خواص كثيرة، منها:
يستحب قرائتها في ليالي شهر رمضان، والإكثار منها في ليالي القدر.