وقد روى أحد رواة ملحمة الدفاع المقدس (حرب الديكتاتور صدام على ايران في الثمانينات) موقفا يكشف مدى الحب والإجلال الذي يكنه البرفسور سميعي لابطال تلك الملحمة البطولية الخالدة لابناء الشعب الايراني المسلم والمضحي.
يروي الكاتب والروائي "حميد داود آبادي" عما حصل بين البرفسور سميعي وأحد معاقي ومضحّي ملحمة الدفاع المقدس ان "رضا" (لم يذكر الكاتب لقبه لعلمه بأنه لا يرضى بذلك تجنبا للشهرة والرياء) هو من جرحى ومعاقي الدفاع المقدس وقد فقد عيناه نتيجة اصابته بشظايا حينما كان يخدم الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الايراني في عام 1988 أي في نهايات تلك الحرب، وقد اصيبت زوجته بمرض عضال في المخ عندما اكتشف الاطباء في ايران وجود ورم سرطاني في دماغها وفي مكان حساس يعجز الاطباء عن اجراء عملية جراحية لاستئصالها.
وقد اقترح احد الاطباء في ايران ارسال الصور الطبية ونتائج التحاليل للمريضة (زوجة رضا) الى البرفسور سميعي في خارج ايران لعله يقبل باجراء عملية جراحية لها ، وتم ارسال هذه المستمسكات الطبية عبر البريد الالكتروني للبروفسور سميعي.
وقد ارفق الطبيب الذي راسل البرفسور سميعي هذه المستمسكات بشرح مقتضب عن عائلة المريضة وان زوجها احد مضحي الحرب وفاقد للبصر دفاعا عن الوطن، وقبل البرفسور سميعي الذي يزور ايران لفترات في السنة، باجراء عملية جراحية لها.
وبعد فترة جاء البرفسور سميعي الى ايران وعاين المريضة في مستشفى في طهران وحدد موعدا لاجراء العملية الجراحية، وكان الاطباء يحتملون عدم نجاح العملية وامكانية فقد المريضة لحياتها ، وكان النبأ أليما لـ "رضا" وبسبب ذلك ولأنه لم يتحمل مثل هذه المصيبة، لم يذهب "رضا" الى المستشفى في يوم اجراء العملية برفقة زوجته.
وعندما استعد الكادر الطبي لاجراء العملية في غرفة العمليات تريث البرفسور سميعي وسأل عن زوج المريضة، وقال الكادر له بأنه لا يتحمل هذا الموقف ولم يأتي الى المستشفى ، وحينها قال البرفسور سميعي انه سوف لا يقوم باجراء العملية الجراحية اذا لم يحضر زوجها.
واتصل المستشفى بالمضحي "رضا" شارحا القضية وطالبا منه بالتوجه فورا الى المستشفى، فتوجه الى المستشفى وحينما وصل هناك تقدم البرفسور سميعي وقبّل وجه "رضا" وقال له " أردت فقط رؤيتك لأقول لك بأن ما قمت به أنت وأمثالك للوطن هو أعظم قيمة بكثير وأكبر شأنا مما أقوم به".
وقد أجرى العملية دون أجر مادي ، وبكرم الله تعالى وعنايته، وبراعة البرفسور سميعي تحسنت حالة زوجة المضحي "رضا" وهي الان تعيش مع عائلتها معافة سليمة.