واغتيل خاشقجي بقنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية مطلع أكتوبر الماضي، واعترفت الرياض بالجريمة بعد إنكار استمر عدة أيام، لكن رغم ذلك لم تفصح عن مكان الجثة حتى اليوم.
وشغلت قضية مقتل خاشقجي الرأي العام الدولي؛ وتسببت في توتر علاقات كثير من الدول مع المملكة، وسط اتهام أطراف مختلفة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالتورط شخصياً فيها، وهو ما تنفيه الرياض، في حين تؤكده وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA).
"الإندبندنت"، التي تصدر في نسخة رقمية فقط، تحدثت عن زيارة بن سلمان آسيا، ضمن تحليل كتبه محرر الشؤون الدبلوماسية كيم سينغوبتا، حمل عنوان: "ولي العهد السعودي يبحث خلال جولته الآسيوية عن حلفاء جدد".
يقول سينغوبتا إن محمد بن سلمان تلقى استقبالاً حافلاً بباكستان، في الوقت الذي تتصاعد فيه الاتهامات بضلوعه في جريمة اغتيال الصحفي خاشقجي.
ويضيف سينغوبتا أن بن سلمان لن يكون في مقدوره بالطبع تكرار جولته الغربية التي أجراها الصيف الماضي، وتضمنت لقاءات مع كل من دونالد ترامب، وتيريزا ماي، وإيمانويل ماكرون، لسبب واحد وهو الجدل الذي يثار حوله بخصوص هذه القضية.
ويعتبر أن بن سلمان استعاض عن هذا الأمر بالتوجه شرقاً نحو آسيا، لصياغة تحالفات أقوى مع الهند والصين، وهما قوتان اقتصاديتان وعسكريتان صاعدتان، مشيراً إلى أن هاتين الدولتين "لن تعلقا كثيراً على ملف اغتيال خاشقجي، وتجنبتا توجيه أصابع الاتهام إلى الأمير (محمد بن سلمان)".
محلل الشؤون الدبلوماسية في "الإندبندنت" بيَّن أن تعهُّد بن سلمان بتوفير 20 مليار دولار لاستثمارها بباكستان يلقى ترحيباً كبيراً في البلد الذي عُرف دوماً باعتماده على السعودية واستثماراتها، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت السبت الماضي، إن جولة ولي العهد السعودي تأتي في إطار تعزيز التحالفات، وخشية تخلي الغرب عنه، خاصة عقب اغتيال خاشقجي، وحرب اليمن التي تعطّل العلاقات الطبيعية بين الرياض والغرب من جهة، وأمريكا من جهة أخرى.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مستشارين كبار للحكومة السعودية قولهم إن بن سلمان أغضب مساعديه عندما قال إنه سيسعى للحصول على دعم دبلوماسي من القوى الآسيوية، ومن ضمن ذلك الصين والهند، معتبراً أن هذه الخطوة يمكن أن تقلل من عزلته الدولية، وتسمح له بتأكيد نفوذه على نطاق دولي، وأن كل دولة من هذه الدول يمكن أن تمثل فرصة استراتيجية واستثمارية للرياض.
بن سلمان وفي آخر جولة خارجية له، جُوبه بمظاهرات ترفض وجوده في تونس التي زارها مؤخراً، لكن الأمر يختلف في جولته الآسيوية، بحسب "وول ستريت جورنال"، حيث تركز هذه الجولة على التجارة والعلاقات مع الحكومات التي لا يُتوقع أن تثير اعتراضات على سجل حقوق الإنسان في السعودية.
ويضاف إلى ما ذكرته الصحيفتان، أن بن سلمان فقدَ أبرز تحالفاته في المنطقة بعد افتعاله، بجانب أبوظبي والمنامة، الأزمة الخليجية التي مزقت أبرز تكتل عربي في المنطقة، متمثلاً بمجلس التعاون، كما خسر بحصاره دولة قطر علاقة استراتيجية مع الدوحة.