وأشارت الصحف اللبنانية إلى حالة الإرباك التي عاشها كيان العدو، على صعيد مؤسسة القرار السياسي والأمني التي تدرس أي ردٍ مخافة الانزلاق إلى حرب مع حزب الله في لبنان، وعلى صعيد مستوطنيه الذين فتحوا الملاجئ بأنفسهم تحسبًا من أي تصعيد.
كتبت صحيفة البناء أن حضور فلسطين والقدس والأقصى كان مخيباً في المنابر الدولية والعربية، حيث كلام بكلام. فالجامعة العربية تبدي القلق الشديد والأمين العام للأمم المتحدة يعبّر عن الذهول، ومجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة مخصصة لما تشهده القدس والأقصى، فشل في إصدار بيان بسبب الفيتو الأميركي، وواشنطن تحاول التبرؤ من تغطية الاعتداءات الإسرائيلية ببيان يدعو للتهدئة وضمان أمن الأماكن الدينية وأمن المصلين في الأقصى، خصوصاً بعدما ترتب على العدوان المتوحّش على المسجد الأقصى تصعيد عبر الحدود اللبنانية تمثل بإطلاق 34 صاروخاً من منطقة القليلة جنوب صور نحو الجليل الغربي، سقط منها تسعة صواريخ وفقاً للإعلام الإسرائيلي أدت الى اصابة ثلاثة مستوطنين بجروح، واحتراق محطة بنزين وأضرار مادية أخرى.
حكومة بنيامين نتنياهو التي حاولت استجماع ما بقي من شتات قوتها للتصرّف على طريقة الطرف القوي، اكتشفت أنها عاجزة عن المخاطرة، فمصطلح تجنب الانزلاق إلى الحرب تكرر على ألسنة العسكريين والأمنيين، وصولاً الى التعبير الصريح قبل اجتماعات أمنية وعسكرية ووزارية وبعدها، وهم يؤكدون يجب تفادي الاصطدام مع حزب الله ومعادلات الردع.
ما توصل إليه قادة الكيان وفقاً لإذاعة جيش الاحتلال قبل منتصف الليل هو توزيع الرد بين لبنان وغزة، والمقصود في لبنان مناطق يمكن أن لا يستدرج استهدافها رداً من المقاومة الإسلامية، وفي غزة مواقع عسكرية وقيادية لحركة حماس التي حمّلها جيش الاحتلال مسؤولية الصواريخ، واللافت قبل الرد المفترض أن المصلين في المسجد الأقصى تمكّنوا ليلة أمس، بخلاف الليلتين الماضيتين من إكمال صلواتهم دون التعرّض لأي اقتحامات كنتيجة فورية لسقوط الصواريخ على الجليل الغربي، وفي لبنان حيث الترقب سيد الموقف أكدت مصادر متابعة أن المقاومة في أعلى درجات الجهوزية تتابع عن كثب ما سوف يقوم به الاحتلال ومعادلاتها واضحة، أي استهداف لأي موقع أو شخصية في لبنان، والمقصود واضح، استهداف مواقع وشخصيات لبنانية أو فلسطينية، سوف يعني استدراج الرد السريع والقوي.
ويعتقد خبراء عسكريون أن من مصلحة اسرائيل نقل المعركة من داخل الكيان الى ساحات أخرى من ضمنها لبنان لاستدراج التدخل الدولي لفرض معادلة أمنية جديدة مع لبنان تضمن لها مصالحها الأمنية لسنوات عدة، لكنها تخشى ردة فعل المقاومات في المنطقة ولا تضمن أن تحسم أي حرب تشنها على أي دولة في المنطقة، ولا يستبعد الخبراء أن تكون الصواريخ إشارة من محور المقاومة ومن حركات المقاومة لـاسرائيل بأن الحرب لم تعد بعيدة واننا سنخوض الحرب من جبهات متعددة ولن تستطع «إسرائيل» أخذ هذا المحور فرادى.
كتبت صحيفة الأنباء ا تقول: أحداث غير مسبوقة منذ العام 2006 شهدها الجنوب اللبناني، أمس، بعد إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه شمال الأراضي المحتلة، وبالتحديد الجليل الغربي، وإصابة مستوطنين بشظايا. وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، فإن الجيش الإسرائيلي اتهم حركة حماس بالوقوف خلف الهجوم، وحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية لأن العملية انطلقت من الأراضي اللبنانية.
وبالرغم من عدم تبنّي أي فصيل لبناني أو فلسطيني الهجوم، إلّا أن الخيوط تدل على بعض الفصائل الفلسطينية، بحسب مصادر متابعة، تساءلت عن دور حزب الله لأن المنطقة التي أُطلقت منها، هي محيط بلدتي زبقين والقليلة في صور، التي تخضع بشكل مباشر وكلّي للحزب، ومن غير الممكن أن يقوم أي طرف بأي عمل أمني دون إعلام حزب الله بالموضوع، وإلّا فإن أجهزة الحزب الأمنية ستعرف بالهجوم قبل حصوله وتمنع حدوثه في حال لم ترغب به.
كتبت صحيفة الاخبار اتّجهت أنظار العالم اليوم إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. الخارج كما الداخل يتابع بترقّب وحذر لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور بعد أكثر من ستّ ساعات على إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وتجدّد إطلاق 4 قذائف هاون باتجاه المطلة المحتلة.
و برز الموقف الأميركي المندّد بإطلاق الصواريخ من دون الإشارة إلى الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكررة في المسجد الأقصى، أو الدعوة إلى تجنّب التصعيد، وذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية فيدانت باتيل