وقالت مصادر خبرية موثقة لصحيفة "العربي الجديد"، أن علي شمخاني امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني اجرى خلال زيارته الى موسكو في شباط/فبراير الماضي، لقاءا ومحادثات خاصة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغرقت عدة ساعات تناول خلالها مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والامنية.
وكتبت "العربي الجديد" مساء الاربعاء، ان اللقاء بين شمخاني وبوتين لم يُكشف عنه في الاعلام، ولكن يقال ان من اهم الموضوعات التي تم بحثها او التوصل الى اتفاق بشأنها تمثل في بحث سبل إفشال الحظر الاقتصادي الاميركي ضد طهران وموسكو، وإلغاء الدولار من التبادل التجاري الثنائي، واستخدام متوازن لموارد النقد الأجنبي غير الدولار، مثل اليوان والدرهم والروبل والريال والروبية.
وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن شمخاني خلال زيارته إلى بكين، الشهر الماضي، والتي توجت باتفاق مهم مع السعودية لاستئناف العلاقات، أطلع المسؤولين الصينيين على جملة اتفاقياته مع بوتين.
الجدير بالذكر، ان البيان الاخير لوزارة الخارجية الهندية، يشير الى ان الاتفاقات بين ايران وروسيا والصين بشأن الإلغاء التدريجي للدولار في التبادل التجاري بين هذه الدول، آخذ بالاتساع ليصل الى سائر الميادين التجارية في آسيا.
ويبين القرار الاخير للهند باعتبارها احدى القوى الاقتصادية المهمة في منطقة آسيا، بإلغاء الدولار في تبادلها التجاري وإحلال الروبية محله، يبين ان الهند بصدد الالتحاق بهذه العملية.
ولفتت المصادر إلى أن زيارات شمخاني المتسلسلة برفقة محافظ البنك المركزي ومسؤولين اقتصاديين آخرين إلى كل من الإمارات والعراق، خلال الشهر الماضي، بعد عودته من الصين، كانت تهدف بالأساس إلى دفع هذه الدول التي تعتبر من أكبر شركاء إيران التجاريين للمشاركة في سياسة إلغاء الدولار من المبادلات التجارية.
وفي هذا المجال فإن تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية وآثاره الاقتصادية المتوقعة، وما أقدمت عليه "أوبك بلاس" أخيرا من خلال خفض مفاجئ لإنتاج النفط، يضاف إلى تحركات آسيوية واسعة من قبل القوى الاقتصادية الاكبر في آسيا باتجاه الحد من سلطة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي، الأمر الذي من شأنه أن يُعزز خلال الشهور المقبلة، وهذا بحد ذاته لا يمكن ان يكون خبرا سارا بالنسبة للإدارة الديمقراطية الاميركية التي تستعد للانتخابات الرئاسية القادمة.