وفي كلمة له بجامعة رن مين في بكين اليوم الاربعاء، بحضور أساتذة وطلاب الجامعة، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي: على الرغم من أن الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي، رفضت مطالب أمريكا غير المشروعة، وعملت بجد للحفاظ عليه، إلا إننا نتوقع منها أن تف بصورة كاملة ومتوازنة بتعهداتها في الحفاظ على هذا الاتفاق ورعاية التعددية وأن لا ترضخ لإملاءات الآخرين.
وأشار لاريجاني الى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكدت 13 مرة إمتثال إيران لالتزاماتها، مؤكدا على ان أمريكا تهربت، وتحت ذرائع واهية من الوفاء بالتزاماتها في هذا الاتفاق، وبانسحابها من الاتفاق النووي، تحث وبوقاحة الأطراف الأخرى الى انتكاثها.
وتابع قائلا، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحترم بقوة وتحمي مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والحفاظ على سيادتها وحقها في تقرير مصيرها، ولكن للأسف امريكا تحاول وبأشكال مختلفة، مثل حماية الإرهابيين الدوليين والتطرف، الإطاحة بالدول المستقلة وفرض أنظمة غير شرعية في أجزاء مختلفة من العالم، وهذا التدخل الامريكي في الشأن الداخلي للدول يشكل تهديدا خطيرا على العالم.
وأشار رئيس مجلس الشوري الإسلامي، الى أن الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (رض) تمكنت قبل أربعين عاما من إجتثاث جذور نظام الشاه الفاسد والأمريكي من إيران، وطردت أمريكا من إيران، مضيفا بأن نظرية الإمام مبنية على التعايش السلمي بين الشعوب ودعم السلام والدفاع عن المظلومين.
وقال لاريجاني، إن مواجهة إيران مع الإرهابيين، كانت بناء على طلب من الحكومتين العراقية والسورية، ومن أجل إحلال السلام والدفاع عن الشعوب المظلومة، والذي تحقق هذا الأمر بدراية وحنكة قائد الثورة آية الله الخامنئي.
وأعتبر رئيس مجلس الشوري الإسلامي، امريكا بالداعم الرئيسي للإرهاب، الذي عرض أفغانستان والعراق وسوريا ودول أخرى، لانعدام الأمن وعدم الاستقرار لسنوات عديدة.
وأضاف لاريجاني أن الكيان الصهيوني الإسرائيلي، الذي لا يمكن اطلاق اسم دولة عليه، بل يمكن تشبيه بالبيروقراطية الشريرة، هو الآخر يسعى وراء الفوضى في الشرق الأوسط للحد من حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد تحت عنوان صفقة القرن الامريكية المزيفة.
وقال إن مواجهة مثل هذا العمل الشرير يتطلب عملا جماعيا للتعامل معه، وإلا فإن السلام والاستقرار الدوليين سيتعرضان للخطر الشديد.
وأضاف، أن امريكا ومن خلال تبني موقف عدائي تجاه الدول الأخرى في مختلف أشكال النشاط الاقتصادي، مثل العقوبات الأحادية وغير الشرعية وفرض التعريفات التجارية على منتجات التصدير للدول، تعتزم ضرب الشعوب الأخرى، بما في ذلك الشعب المتحضر في الصين وإيران، لكنها بالتأكيد لن تنجح.
وقال لاريجاني، إن السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على تعزيز السلام والتنمية المستدامة والرخاء للشعوب وتسوية النزاعات بطريقة سلمية من خلال الحوار والمشاورات المشتركة، وقد ساهمت بأكبر قدر من حصتها خلال العقود الأربعة الماضية، و لعبت دورا في الساحات الإقليمية والدولية.
وأضاف: نحن على استعداد تام لوضع القدرات الفريدة لبلدنا في مختلف مجالات التعاون لاسيما في مجالات الطرق والمواصلات والبنية التحتية والطاقة وغيرها، وذلك في اطار مبادرة 'حزام واحد طريق واحد' .
كما أعلن لاريجاني، نيابة عن الشعب ونواب الشعب الإيراني، عن استعداد مجلس الشورى الإسلامي، لاستخدام القدرات البرلمانية للبلدين الإيراني والصيني لتحقيق ودور مشترك للتعاون في اطار 'حزام واحد طريق واحد'.
ولفت لاريجاني الى أن مبادرة 'حزام واحد طريق واحد' يذكرنا بطريق الحرير القديم، والذي تأسس على أساس مفهوم 'السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعليم والمنفعة المتبادلة'.
وأكد لاريجاني أن طريق الحرير القديم، كان له دور فعال في المساعدة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية والمالية للشعوب، وإقامة الحوار والتفاهم بين الدول وأن القيام برحلات تجارية أسهمت بشكل كبير في إرساء السلام العالمي والنمو الاقتصادي وتعزيز الصلات الشعبية والتعايش السلمي.