البث المباشر

القاسم بن الإمام موسى الكاظم(ع)

الأربعاء 20 فبراير 2019 - 12:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 454

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن الصادقين المجاهدين الصابرين الذين صدقوا في مولاتهم لآل الرسول وهو من ابناء الائمة هو القاسم بن الامام موسى بن جعفر وأخ الامام الرضا بأبي هو وأمّي.
ولا يخفى على الأخوة والأخوات ان هناك مشهدان من مشاهد أولاد أهل البيت في العراق وفي منطقة وسط العراق تعرف بالحمزة والقاسم، الحمزة‌ والقاسم يقعان في منطقة تسمى بالهاشميات قديماً في تاريخ العراق وتسمى حالياً بمنطقة المدحتية وهي في المثلث بين الحلة والديوانية‌ والنجف الاشرف، من هذين المشهدين، المشهد الاول هو القاسم ابن الامام الكاظم عليه السلام واشتهر هذا المشهد بأنه باب من ابواب الحوائج، اصحاب الحوائج، المرضى، المضطهدون الذين يعانون من مآسي الحياة يتضرعون الى الله سبحانه وتعالى بوسائط ووسائل بأشخاص مقربين مظلومين لهم عند الله قدراً، واحد من هؤلاء هو السيد القاسم بن الامام الكاظم، الذي يقول فيه المرحوم الخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي:

فيا بنفسي وبأهلي افتدي

سليم موسى واخ المولى‌ الرضا

القاسم الندب الذي في وجهه

سنى النبي والوصي قد اضا

ذاك الذي فيه وفي آباءه

جميع حاجات البرايا تقتضى

لم يتسنى لنا معرفة او الوقوف على تاريخ ولادته بالضبط، تعلمون ايها الاخوة ان الامام الكاظم سلام الله عليه اطول الأئمة امامة واكثر الأئمة‌ نسلاً، عنده من الذكور ثمانية عشر كما قيل او روي، اولاد الامام الكاظم مشاربهم وتوجهاتهم مختلفة لكن بعد الامام الرضا سلام الله عليه احد اولاد الامام الذين كان موضع عناية الامام موسي بن جعفر هو السيد القاسم، هو من ضحايا حملات الإبادة العباسية ضد أهل البيت، السيد بن طاووس اعلا الله مقامه في كتابه مصباح الزائر يبين على ان زيارته لا تقل ثواباً عن زيارة العباس (عليه السلام) او علي الاكبر وقرأت رأياً للعلامة الشيخ باقر القرشي في كتابه حياة الامام موسى بن جعفر ذكر هناك احاديث مفادها ان زيارته تضاهي زيارة الحسين (عليه السلام) او اخيه الامام الرضا (سلام الله عليه)، في الواقع زيارة‌ القاسم او زيارة الشاه عبد العظيم تعادل زيارة الامام الحسين هذه نصوص وردت من الائمة تشمل تلك الحقبة من الزمن الذي كانت زيارة الامام الحسين بمثابة موت محتم لمن يزور الحسين لان كان التكفيريون والنواصب يقتلون الزوار وفي عقليتهم البائسة كانوا يتصورون ان قتل الزوار عمل يقربهم من الله كما يفتي بذلك بعض من ينسب نفسه الى الدين زوراً وبهتاناً، فالأئمة في تلك العهود الصعبة كانوا يشوقون او يدفعون بالزوار بأستعاضة هذه زيارة الحسين (عليه السلام) بزيارة القاسم ان تيسر او شاه عبد العظيم واشاروا اليهم بأن هذه الزيارة لا يقل ثوابها عن زيارة الحسين، لكن يبقى موضوع او عنوان زيارة الحسين عنوان منفرد وعنوان له المعنى الأخص، القاسم ابن الامام موسى بن جعفر سلام الله عليه هرب واضاع نفسه في البلدان لينجو من حملات الإبادة أيام هارون الرشيد وأيام المهدي العباسي وأيام المنصور، هذه الأيام التي قتل فيها الالاف من العباسيين وحتي بنوهم في اسطوانات المباني، هرب القاسم وقلت ان له علاقة خاصة مع ابيه الكاظم سلام الله عليه، كان يوده، وكان يقول الامام موسي بن جعفر (عليه السلام): لو كانت الامامة بيدي لجعلتها فيه، يعني منتزع من كلام الكاظم ان الامام وتعيين الامام وقضية الامامة هي خارج من قوس تعيين شخص او جماعة وانما هي من باب «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ» بحيث الامام الكاظم هو امام ومفترض الطاعة وهو حجة الله على الخلق يقول لو كانت الامامة‌ بيدي لجعلتها فيه، لكن بهذا يعطي الامام الكاظم (عليه السلام) قيمة خاصة لولده القاسم بأنه يحمل من اللياقة ما يعطيه الكفاءة لمنصب كهذا، فكان القاسم متخفياً يسير الى درجة كان من الحذر على حياته، يغير اثوابه يغير لباسه، وكان يظن بأن الوجود بكاملة هو معادي لأهل البيت ولكن فوجيء وهو يتمشى على ضفة ترعة من ترع الفرات واذا يسمع اطفال وطفلتين تتشاجرات واحداهما تقول للاخرى لا وحق الامير صاحب بيعة الغدير ما كان هذا او ما فعلت هذا، فهو تفاجأ بالقسم هذا وكأن ماءاً بارداً صب على قلبه تأمل قليلاً‌ ثم التفت الى هذه الطفلة التي اقسمت وقال لها: بنية من هذا الذي تقسمين به؟ 
قالت ذاك: هو ابن عم الرسول وزوج البتول مولاي اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه. 
سألها: هل انتم من هذه المنطقة؟
قالت له: نعم هذا الحي اهلنا فيه وابي كبيرهم. 
قال: بنية أيمكن ان ترشيدني؟ 
قالت: بلى تفضل وسر من هذا الاتجاه وكانت هي تسير خلفه العادة هناك عند المناطق تلك ان المرأة تمشي خلف الرجل فكانت تسير وتقول: يا عم من هنا ومن هنا، وطبعاً هو رجل لم يكن بالشيخ الكبير لكن هي من باب الاحترام فأنزلته في مضيف ابيها وبقي هناك فترة لكنه لم يفصح عن اسمه وانتسابه لآل الرسول وكان يسقي الماء وقصته طويلة البرنامج لا يسع ذلك الى ان مرض وزوج هناك وزوجته لا تعرف اسمه وحسبه الى‌ ان حضرته الوفاة كشف لوالد زوجته حسبه ونسبه، اخذ ذلك الرجل يبدي تأسفه وحزنه على انه قصر مع هذا السيد العظيم وتوفي هناك غريباً ودفن وبنيت انذاك على قبره بنية صغيرة، اما الطفلة وامها بموجب وصيته قال: احملوها الى اهلي في المدينة ‌ولما جاءا بها الى المدينة وحسب المواصفات وصلوا بها الى منزل الامام الكاظم صار عجيباً في ذلك اليوم لان ام القاسم كانت لا تعرف شيئاً عن ولدها فلما نظرت الى الطفلة صاحت: وا قاسماه. 
سألن النساء: كيف اهتديت الى انها حفيدتك؟ 
قالت: شمائلها شمائل ولدي القاسم. ثم لما سؤلت الطفلة أين ابوك فقالت: مات في ديار غربة، في الواقع هذه المأساة وهذه المحنة قد الآن تتكرر لما يفعله وراث اولئك القتلة في العراق وفي مناطق اخرى في ابادتهم لابناء الرسول ولمحبي آل الرسول، والصراع قائم بين الحق والباطل وبين الحسن والقبح، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لمعرفة قدر أهل البيت والتمسك بموالاة أهل البيت الذي أصبح هو أمراً مهماً يجازى عليه من يتمسك بآل البيت بهذه العدواة وهذه الأساليب، ونسأل الله ان يرزقنا زيارة‌ هذا السيد الجليل سليل الأئمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة