ويمكن للإختبار، الذي يبحث عن أدلة وراثية في الخلايا السرطانية، تحديد نسبة 10% من المرضى الذين لا يرون تأثيراً ولو ضئيلاً لمادة الليناليدوميد المنقذة للحياة على مرضهم.
وقد يجنبهم ذلك الآثار الجانبية غير الضرورية مثل الإرهاق والالتهابات وزيادة خطر الإصابة بسرطانات أخرى، على الرغم من أن الخبراء يحتاجون إلى مزيد من البيانات قبل أن يعرفوا ما إذا كان من الآمن التوقف عن استخدام الدواء.
ولكنه يساعد أيضاً في تحديد المرضى الذين قد يحتاجون إلى أدوية أخرى إلى جانب ليناليدوميد، ويمنح راحة البال لأولئك الذين من المرجح أن يستفيدوا. والاختبار مفيد للغاية لدرجة أن الخبراء يطالبون باستخدامه لتوجيه العلاج لـ 6000 بريطاني تم تشخيص إصابتهم بالورم النخاعي - نوع من سرطان الدم - كل عام.
ويأخذ العديد من مرضى سرطان الدم الليناليدوميد لمدة تصل إلى عقد لمحاولة السيطرة على مرضهم.
ويقول الدكتور مارتن كايزر، استشاري أمراض الدم وعالم إكلينيكي في معهد أبحاث السرطان بلندن: "بالنسبة لمعظم الناس، العقار جيد التحمل، لكن البعض يعاني من آثار جانبية مثل الشعور بالتعب أو التعرض للعدوى. البعض يأخذها لمدة تصل إلى عقد من الزمان. السؤال الشائع الذي يطرحونه هو "هل يجب أن أستمر في تناول هذا الدواء حقا؟"".
وأظهرت بعض الدراسات أن تناول الدواء لفترة طويلة قد يكون مرتبطا بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين. ويؤثر الورم النقوي على نوع من خلايا الدم يسمى خلايا البلازما التي تساعد في مكافحة العدوى وتتكون في نخاع العظام - النسيج الإسفنجي في وسط العظام.
ويتسبب في تكاثر خلايا البلازما بشكل مفرط، ما ينتج عنه تراكم للخلايا المعيبة في نخاع العظام، ما قد يؤدي إلى تلف العظام.
ويؤدي هذا أيضا إلى تعطيل إنتاج خلايا الدم الأخرى، ما يوقف الجسم عن مكافحة العدوى بشكل فعال.
ولعلاج السرطان، يتم إعطاء العلاج الكيميائي والستيرويدات لقتل الخلايا المعيبة، لكن الغالبية العظمى من المرضى سيرون عودة المرض في غضون بضع سنوات.
ويمنع ليناليدوميد نمو الخلايا غير الطبيعية، مم يبقي السرطان في مأزق لمدة ثلاث سنوات في المتوسط، مقارنة بسنتين بدون علاج. ويقول البروفيسور كايزر: "لكن هناك تباينا كبيرا - فبالنسبة للبعض عقد من الزمان، وبالنسبة للآخرين كل عام".
وفي السابق، لم تكن هناك طريقة لمعرفة من لن يستجيب للعقار. لكن الدراسة حددت مجموعة من "المستجيبين الفائقين"، الذين تزيد احتمالية توقف نمو السرطان لديهم 40 مرة أكثر من غيرهم.
وفي الدراسة، أجرى باحثون في معهد أبحاث السرطان وجامعة ليدز الاختبار الجديد على 556 مريضا تم تشخيصهم مؤخرا بالورم النخاعي. وهي تنطوي على أخذ عينة من أنسجة نخاع العظام عبر إبرة في الظهر، وتحت مخدر موضعي، والبحث عن أنماط في الحمض النووي للسرطان.
ووجد العلماء أن ثلث المرضى الذين يعانون من نمط معين عاشوا في المتوسط لمدة أقصر من خمس سنوات على الليناليدوميد، مقارنة بمتوسط يبلغ حوالي ثلاث سنوات. وفي الوقت نفسه، لم يستفد شخص واحد من كل عشرة لديه نمط وراثي آخر بنفس القدر - وكانت النتائج مماثلة لتلك التي لم تتناول الليناليدوميد.
ويقول كايزر: "نحن نجرب تركيبات جديدة من الأدوية لهذه المجموعة والتي أثبتت فائدتها". وقد يرغب أولئك الذين قد لا يستفيدون بنفس القدر في التفكير في خيارات مثل التجارب السريرية التي تختبر تركيبات أدوية جديدة.
ويقول الخبراء إنه سيكون من الممكن استخدام الاختبار بهذه الطريقة، لأنه متاح بالفعل على نطاق واسع في NHS. ويقول البروفيسور كايزر: "يستخدمه العديد من المتخصصين بعد التشخيص لإعطاء المرضى فكرة عن مدى عدوانية السرطان. إنه يساعدنا على تقديم المشورة للمرضى بشكل أفضل طالما يتعلق الأمر بعلاجهم".