وفي مقابلة صحافية أوضح كوليبا أن "البلدان التي فشلت في دعم أوكرانيا، وتلك التي أساءت التصرف أثناء هذه الحرب وأساءت معاملة أوكرانيا، ستدفع الثمن في المستقبل".
وأضاف: "إذا كان أي شخص في العالم يعتقد أن الطريقة التي تتصرف بها هذه الدولة أو تلك، أو الطريقة التي تعاملت بها مع أوكرانيا في أحلك لحظة في تاريخها، لن تؤخذ في الاعتبار في بناء العلاقات المستقبلية، فهؤلاء الناس لا يعرفون كيف تعمل الدبلوماسية".
وتابع، مشيراً إلى ما تعتبره أوكرانيا تخاذلاً من بعض الدول الغربية في دعمها في الحرب الجارية ضد روسيا، بأنّ "الحرب هي الوقت الذي يتعين عليك فيه الاختيار.. وقد تم تسجيل كل خيار".
وهدد كوليبا بأنه "إذا سقطت باخموت، فستكون المدن الأخرى هي التالية، لذا من أجل إنقاذ المدن وسكانها، علينا القتال في باخموت طالما استطعنا جسدياً".
وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي قال، أمس الخميس، إنّ "كبار القادة العسكريين الأوكرانيين يفضّلون الدفاع عن القطاع الذي يضم مدينة باخموت وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات الروسية"، مشيراً إلى أنّ "الوضع صعب جداً في الشرق"، لا سيما في باخموت"، ومشدداً على أنّ "مستقبل بلاده يتوقف على نتيجة المعارك الجارية هناك".
كما أكّد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زلوغني، أنّ "الدفاع عن باخموت أساسي للحفاظ على الاستقرار على الخطوط الأمامية" لجبهة القتال شرقي أوكرانيا.
ويأتي هذا الموقف الأوكراني ليظهر التباين الحاد الحاصل بين القيادة الأوكرانية والقيادة الخلفية للحرب في الدول الغربية، ولا سيما في واشنطن.
إذ تناقض تصريحات زيلينسكي وكوليبا وزلوغني، كلام وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأسبوع الفائت، والذي قلل فيه من أهمية السيطرة الروسية المرتقبة على المدينة، وقال إنّ "مدينة باخموت لها أهمية رمزية أكثر منها عملياتية، وإنّ أي تقدّم فيها لا يعني بالضرورة أنّ موسكو استعادت قوة الدفع" في جهودها العسكرية المستمرة منذ عام.
"بوليتيكو": التمسك الأوكراني بباخموت يثير شكوكاً متزايدة في الغرب
وفي السياق ذاته، أشار تقرير لموقع "بوليتيكو" الأميركي، أنّه "إذا كان البقاء في باخموت منطقياً حينما كانت روسيا تعاني من خسائر أكبر بكثير، فإنّ منطق التمسك بها حالياً أصبح موضع تساؤل".
وأكّد التقرير أنّ "الشكوك تتزايد بشأن الحكمة من البقاء في مدينة باخموت المهدمة، للتصدي للهجمات الروسية التي لا هوادة فيها، لكنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصرّ على أنّ كبار قادته متّحدون في الحفاظ على دفاع استنزافي استمرّ لأشهر".
وأشار الموقع إلى أنّ "الانتقادات تزايدت بين البعض في صفوف الأوكرانيين، وبين الحلفاء الغربيين، بشأن الاستمرار في المعركة".
وأكّد أنّ بعض الجنود الأوكرانيين عبّروا على وسائل التواصل الاجتماعي عن محنتهم، وكتب أحدهم في تويتر إنّ "باخموت مدينة من الزجاج والطوب والأنقاض، تتطاير تحت الأقدام، مثل مصائر الناس الذين قاتلوا هنا".
وأوضح تقرير بوليتيكو أنّ "السؤال الاستراتيجي الرئيسي هو ما إذا كان زيلينسكي صارماً في ذلك، وما إذا كان القتال قد أصبح اختباراً للإرادة أكثر من الاشتباك الضروري من الناحية التكتيكية".
ووفقاً لمايكل كوفمان، المحلل العسكري الأميركي الذي سافر إلى باخموت لمراقبة المعركة الشرسة مباشرة، فإنه "في حين أنّ المعركة قدّمت أرباحاً للأوكرانيين قبل بضعة أشهر، إلا أن هناك الآن تناقصاً في العوائد من الاستمرار في المعركة".
كما غردت إليا بونومارينكو، مراسلة الشؤون الدفاعية في كييف إندبندنت، قائلة: "آمل أن تعرف القيادة الأوكرانية حقاً، حقاً، حقاً ما تفعله في باخموت".
وكان وزير الدفاع الأميركي أوستن ألمح عدة مرات إلى أنه "لا يرى أيّ سبب عسكري تكتيكي للدفاع عن باخموت"، معبراً عن المزاج الغربي العام تجاه هذه القضية.
وفي منتصف الأسبوع الفائت، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنّ "المسؤولين الأميركيين كانوا يحثّون الأوكرانيين، منذ نهاية كانون الثاني/يناير، على الانسحاب من باخموت، خوفاً من أنّ استنفاد قوّاتهم هناك قد يؤثر على هجوم الربيع المخطط له في كييف".
وقد دفع كلّ ذلك بعض القوات الأوكرانية إلى الشكوى من أنّ كييف تضحي بجنود الاحتياط ذوي التدريب السيئ في باخموت، كما قال قائد اللواء 46 الأوكراني، في تصريح، بأنّه "يتمّ استخدام المجندين عديمي الخبرة لسدّ الخسائر" في باخموت، وقد لفت تقرير "بوليتيكو" إلى أنه "تمّت إزالة هذا الضابط من منصبه الآن، مما أثار حفيظة جنوده الذين أشادوا به".