موضوع البرنامج:
أبيات الاديب صالح الكواز احلي في المهدي(ع)
وصايا مهدوية بالحذر والائتمام والاعتزاز بالله
قصة الشاب الشيرازي الذي توسلت عمته الى الله بالمهدي(ع)
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول كيف نميّز المهدي الحقيقي عن الادعياء
بكى جزعاً مما به من زمانه
فما لكما فوق الاسى تعزلانه
دعاه وما يلقى من الضر والجوى
اذا لم تكونا ويكما تنفعانه
لعل ابن خير المرسلين يغيثه
فينقذه من كربه وامتحانه
اقول لنفسي هوني الخطب واصبري
يهن او يزل بالصبر صرف هوانه
ولا تجزعي من جور دهر وان غدا
يروعك ما يأتي به ملوانه
فعندي مولى ضامن ما اخافه
وعندي يقين كافل لضمانه
وكيف تخافين الزمان ومفزعي
الى القائم المهدي من حدثانه
لئن خوفتني النائبات فانني
لجأت لسامي عزه وامانه
وان ضقت ذرعاً بالحياة لفاقة
فلي سعة من فضله وامتنانه
*******
الحمد لله عز المؤمنين والصلاة والسلام على ينابيع رحمته وهداه محمد وآله الطاهرين لا سيما خاتم الاوصياء امام زماننا المهدي المنتظر عجل الله فرجه وجعلنا من خيار انصاره والمقتفين لآثاره في غيبته وظهوره.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في الحلقة السادسة والاربعين بعد الاربعمائة من برنامج شمس خلف السحاب نلتقيكم احباءنا في هذه الحلقة من البرنامج وموضوعاته تحمل العناوين التالية:
- وصايا مهدوية بالحذر والائتمام والاعتزاز بالله
- كيف نعرف المهدي عند ظهوره
- العمة التقية توسلت الى الله بوليه المهدي
الابيات التي افتتحنا بها هذه الحلقة من البرنامج مستمعينا الاكارم هي من قصيدة للشاعر الولائي الاديب صالح الكواز الحلي المتوفى سنة ۱۲۹۰ رضوان الله عليه.
اما عناوين التواصل معنا احباءنا فهي:
موقع الاذاعة الالكتروني هو: www.arabic-irib.ir.
وبريدنا الالكتروني هو: [email protected].
*******
اما الآن فالى الفقرة الاولى من البرنامج التي تحمل العنوان التالي:
وصايا مهدوية بالحذر والائتمام والاعتزاز بالله
اشتملت رواية لقاء العبد الصالح ابراهيم بن مهزيار الاهوازي بمولانا صاحب الزمان الحجة بن الحسن (ارواحنا فداه) على جملة مهمة من وصاياه عجل الله فرجه للمؤمنين والتي يحتاجونها طوال عصر غيبته.
وابراهيم بن مهزيار هو وابنه من اجلاء اصحاب الائمة ووكلاء مولانا المهدي سلام الله عليه، وقد روى رواية لقائه بصاحب الزمان عليه السلام الشيخ الصدوق في كتاب اكمال الدين ورجح عدد من العلماء ان لعلي بن ابراهيم رواية اخرى ولقاء آخر بالحجة المهدي ارواحنا فداه غير رواية ولقاء والده رضوان الله عليهما.
نقرأ لكم بعد قليل بعض فقرات كلام مولانا المهدي في هذا اللقاء المبارك.
قال سلام الله عليه مخاطباً ابراهيم ابن مهزيار:
ان ابي (صلى الله عليه) عهد اليّ ان لا اوطن من الارض الا اخفاها واقصاها اسراراً لامري وتحصيناً لمحلي من مكائد اهل الضلال والمردة من احداث الامم الضوال "أي الضالين".
ثم قال عليه السلام: اعلم يا ابا اسحاق انه قال: "يعني الحسن العسكري" صلوات الله عليه: يا بني ان الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي اطباق ارضه واهل الجد في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها وامام يؤتم به ويقتدى بسبيل سنته، فعليك يا بني بلزوم خوافي الارض وتتبع اقاصيها، فان لكل ولي من اولياء الله عز وجل عدواً مقارعاً وضداً منازعاً، افتراضاً لمجاهدة اهل النفاق وخلاعة اولي فلا يوحشنك ذلك.
لكلام مولانا المهدي (ارواحنا فداه) مع ابراهيم بن مهزيار تتمة تشتمل على وصايا ضمنية للمؤمنين، نتناولها في الحلقة القادمة من البرنامج، اما الآن فنشير الى ابرز الوصايا التي تشتمل عليها العبارات المتقدمة.
اولاً: التنبيه الى لزوم اجتناب المؤمنين لكل ما يهدد امن الامام (ارواحنا فداه) وحركته، أي كل ما يثير الاخطار ضد الوجود الايماني من قبل الطغاة فهؤلاء وفي كل زمان يتربصون بامام الحق عجل الله فرجه وانصاره ويكيدون لهم بكل جهدهم مسخرين جميع وسائلهم المتشعبة.
ثانياً: ان على المؤمنين ان يروا عزتهم بالائتمام بامام زمانهم الذين يعلمون يقيناً بوجوده فيما بينهم، فيهتموا بان تكون جميع حركاتهم وسلوكياتهم موافقة لسنته ومنهاجه سلام الله عليه.
ثالثاً: ان عليهم ان لا يستوحشوا من تكالب قوى الشر واعداء الله بمختلف صورهم ومشاربهم على اهل الحق لان الله تبارك وتعالى هو ناصرهم ووليهم، فيكون منشأ امنهم وزاد قلوبهم في جهادهم التوكل على الله والثقة بعونه عز وجل.
*******
نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب من اذاعة طهران، وننقل الميكرفون الان الى زميلنا لكي يعرض بعض اسئلتكم للبرنامج على ضيفنا في هذه الحلقة سماحة الشيخ علي الكوراني:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، سلام من الله عليكم احباءنا ورحمة منه تعالى وبركات، معنا على خط الهاتف مشكوراً سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ من الاسئلة التي وردت البرنامج سؤال من الاخت الكريمة رؤى جميل من محافظة البصرة في العراق تقول في سؤالها عند ظهور الامام الحجة المهدي ارواحنا لتراب مقدمه الفداء هل يخفى او يستعصي على كثير من الناس بالاخص العامة منهم معرفة شخص الامام كما تعلمون سماحتكم ذكرتم بان عدة اشخاص يظهرون قبيل ظهور القائم ويدعون الشخصية المهدوية هل يكون هذا من شأن مراجع الدين مختصر السؤال انهم هم الذين يفتون للناس هذا الذي ظهر هو الامام المهدي فيطمئن الناس عند اذن المقلدون الى كونه الامام الواجب الاتباع تفضلوا سماحة الشيخ؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، حاشا لله عز وجل ان يجعل حجته غير واضحة تشتبه بغيرها، ان الله عز وجل يعطي للمعصومين صلوات الله عليهم من الانبياء والاوصياء من الوضوح والبراهين والحجج ما لا يشتبه معه غيره، والامام المهدي روحي له الفداء عندما يظهر ما ممكن ان يشتبه به لا يشتبه به قادة ثورة ولا بزعماء سياسيين ولا بضباط جيش ولا بمعممين وحتى بمراجع، نوعيته ارقى من الجميع ثم تكون المعجزات بين يديه ومعه ترافقه ايضاً وهذا السؤال سؤال للامام الصادق سلام الله عليه عندما قال انه قبل ظهور الامام سلام الله عليه سوف تظهر اثنى عشر آية يدعون المهدية، بعض الحاضرين بكى قال لما تبكي قال انت تقول ان الرايات لا تعرف أي من أي فكيف نعرفه اذا ظهر فنظر عليه السلام الى الشمس تدخل من نافذة وقال له ان امرنا ابين واوضح من هذه الشمس، فاذن الامام ما يمكن ان يلتبس بغيره سلام الله عليه نداء جبرائيل باسمه هو شخصيته كلامه منطقه معرفته في اللغات يخبر سلام الله عليه لديه ادلة معجزات يطلبون معجزة الله عز وجل يجريها على يده، فاذن لا صفاته ولا المعجزات تسمح بان يشتبه بغيره سلام الله عليه، فالاخت والمؤمنين ليكونوا مطمئنين من هذه الناحية.
المحاور: الاخت تقول ارجو من سماحتكم بيان هذا الجانب من القضية المهدوية بشيء من التفصيل فهذا سؤال يدور في اذهان جموع غفيرة من الناس الموالين حبذا لو في نقطتين او ثلاث يعني اهم ما يميز الامام عن مدعي المهدوية؟
الشيخ علي الكوراني: نوعية الامام سلام الله عليه تختلف كلياً عن غيره وهؤلاء الذين يدعون المهدوية ما يمكن ان يلتبس امرهم على عاقل فضلاً عن مؤمن، اولاً نحن عندنا قاعدة انه قرب ظهور الامام سلام الله عليه النداء والسفياني باشهر من ظهور الامام يمكن هو يظهر في شبهة يستبين امره يعني يكون غيابه غياب طبيعي مثل الغيبة الصغرى لكن قبل هذا كل من يدعي انه هو الامام او يدعي هو سفير الامام او له ارتباط خاص بالامام سلام الله عليه فنحن نكذبه وقد صح عندنا عند جميع الطائفة علماء الطائفة وباسانيد صحيحة عندنا ان السفير الرابع علي بن محمد السمري رضوان الله عليه جمع العلماء وكل الفقهاء في بغداد فقهاء الطائفة واخبرهم وقرأ لهم نصاً من الامام سلام الله عليه وفيه معجزة تثبت صحته يقول له علي بن محمد السمري عظم الله اجر اخوانك فيك انك ميت ما بينك وبين ستة ايام فاجمع امرك ولا تعهد الى احد يقوم بعدك كمقامك فقد وقعت الغيبة التامة حتى يأذن الله عز وجل وسيأتي من يدعي المشاهدة وانت ما توصي لاحد وسيأتي من يدعي هذا المقام مقامك، الا ومن ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهو كذاب مفتري ولا حول ولا قوة الا بالله، الصيحة نداء السماء، السفياني يحكم سوريا ويكون عدو للامام ولاهل البيت عليهم السلام قبل هذين العلامتين اذا احد يقول رأيت الامام او يدعي ان له علاقة خاصة اذا ادعى السفارة يعني الامام كلفني هذه الكلمتين بلغها للناس مثل هذا الذي في البحرين يقول ان الامام اعطاني خاتم سليمان وهذا الذي يقول انه سفير الامام حفيد الامام وصي الامام يعني الامام يحكم وانه اليماني، هذه الادعاءات وامثالها نقول لاصحابها نحن حتى تكون النداء السماوي الصيحة والسفياني قل من يدعي ارتباط خاص بالامام او كلفني او امرني بشيء، نقول له انت بين ثلاثة امور اما ان نقول ان هناك خلل في عقلك واما ان نقول صاحب مشروع كذاب مفتري واما ان تعطينا معجزة، اذا انت مرتبط بالامام سلام الله عليه ما اسهل اطلبها منه، اذن نحن مأمورون بتكذيب كل من ادعى ما لم يأتي بمعجزة ولم يأتي قبل هذا الوقت نعم اذا ظهر الامام سلام الله عليه اهل البيت يبعثون رسالة ومعها معجزة يبعثون الانسان العادي ومعه معجزة، لذلك لابد ان يكون وعي عند الناس ان لا يقبلون من هؤلاء الا بمعجزة ودليلاً واضح.
المحاور: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ علي الكوراني، مستمعينا الافاضل تابعوا مشكورين ما تبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.
*******
نجدد اعزاءنا المستمعين ترحيبنا بتواصلكم الكريم مع البرنامج عبر رسائلكم له تبعثوها على عناوين الاذاعة ومنها عنوان بريده الالكتروني وهو: [email protected].
*******
اما الآن فمع رواية اخرى من روايات الفائزين بالطاف مولانا بقية الله عليه السلام اخترنا لها عنوان هو:
العمة التقية توسلت الى الله بوليه المهدي
نقلت في كتابي (كرامات المهدي) و(لقاءات النساء بأمام العصر) وكلاهما مطبوعان بالفارسية، نقلت الحادثة التالية وملخصها ان شاباً من اهل مدينة شيراز اصيب بحالة من التسمم الشديد نقل على اثرها الى احدى مستشفيات المدينة وهو فاقد الوعي.
حاول اطباء المستشفى معالجته الا ان التسمم كان قد استشرى في بدنه سالباً منه علائم الحياة وبصورة تدريجية حتى يأسوا من امكانية الحيلولة دون وفاته.
كان الى جانبه اخوه يراقب حالته بقلق بالغ واضطراب شديد بلغ ذروته لما رأى على شاشة قياس عمل القلب ان مؤشر حركة القلب قد ظهر على شكل خط افقي كعلامة على مفارقة اخيه للحياة الدنيا.
عندها انفجر الاخ بالبكاء والقى بنفسه على جسد اخيه، فبادر الاطباء والممرضون الى ابعاده عنه واخراجه من الغرفة، وبدأوا بفتح الاجهزة الطبية الموصلة به استعداداً لنقل جنازته الى حيث يتم تسليمها لعائلته.. ولكنهم توقفوا فجأة عندما شاهدوا مؤشر حركة القلب يعاود الحركة الاهتزازية.
اجل لقد بدأت آثار الحياة تظهر مرة اخرى على هذا الشاب بعد ان اتصل اخوه بارحامه واخبرهم بوفاته.. ارتفع ضغط دمه من ثلاث درجات الى عشر درجات في لحظة واحدة.
بقي الاطباء في حيرة لا يعرفون سر ما حدث لهذا الشاب الى ان اخبروهم بقولة قالتها لاخيه عبر الهاتف عمته المرأة العجوز الصالحة.
يقول الشاب الشيرازي في تتمة بيان ما جرى:
كانت لي عمة مؤمنة نقية وتقية .. كانت كثيراً ما ترى المعصومين عليهم السلام في رؤى صادقة .. كان عمرها يومذاك تسعة وتسعين عاماً .. عندما ساءت حالتي الصحية توسلت الى الله عز وجل بامام العصر عليه السلام لشفائي ولما اخبروها بنبأ وفاتي .. نفته بجزم وقالت: لقد رأيت مولاي الصاحب (روحي فداه) في النوم فقال لي:
لا تخافي ولا تحزني، لقد طلبنا شفاء ابن اخيك من الله وسيعافيه عز وجل.
ثم قالت: لقد شممت عند انتباهي من النوم رائحة طيبة .. انها رائحة مولاي الامام.
لقد اخبرت عمتي اقاربنا بشفائي فلم يصدقوا اولاً ولكن المعجزة حصلت وجاء النبأ الثاني من المستشفى فسجدوا لله شاكرين.
وختاماً نستودعكم الله احباءنا بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******