موضوع البرنامج:
أبيات للاديب محمد الصحاف في التشوق للمهدي(ع)
منبع عزة المهدويين "وصية من إمام العصر(ع)"
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول بلوغ الكمالات وحدودها في العصر المهدوي
لقاء في حرم الامام علي (عليه السلام)
توحيد أنصار الحجة المنتظر (عجل الله فرجه)
*****
بمدحكم الاقلام تفرح والحبر
وطرس به من حسن اوصافكم سطر
يفوز سواكم بالقوافي وانها
تفوز بكم اذا كان منكم لها فخر
فليلة قدر ليلتي بمديحكم
لاني اذا احييتها يرفع القدر
فلا كان في غير الرسول ورهطه
اولي الامر لي مدح ولا قدر الامر
هم عشرة مع احمد ثم اربع
تلتهم بليل التم شوله البدر
ومن كانت الزهراء فاطم امه
فلا شك فيهم انهم انجم زهر
ذراع العدى دع عنك قوس شماتة
تصيب بها قوماً هم السادة الغر
فلابد من حرب ايا حرب يرتجى
بعصر يريك النجم من بؤسه الظهر
ظهور سمي المصطفى وسليله
امام همام طيب طاهر طهر
يثور لاخذ الثأر من بيت ربه
فيؤمئذ يختصه النهي والامر
ابا صالح المهدي ادرك موالياً
حياتهم موت ودنياهم قبر
ايا شمس ليل الانتظار فاننا
بليل اختلاف لا صباح ولا عصر
تدارك عباداً لا فكاك لأسرهم
الى ان تراك الناس يزهو بك الحجر
*******
الحمد لله ذي الاناة الذي لا يعجل والذي يمهل ولا يهمل والصلاة والسلام على مجاري مشيئة وولاة امره محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في لقاء جديد تجمعنا في رحابه الحلقة اخرى من حلقات برنامج شمس خلف السحاب، تستمعون اليه من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
كما تتابعون على موقع الاذاعة الالكتروني الذي بامكانكم متابعة الحلقات السابقة من البرنامج ايضاً مذخورة صوتاً وكتابة فيه وعنوانه هو: www.arabic-irib.ir.
هذه الحلقة من البرنامج اعزاءنا اخترنا لمطلعها ابيات منتخبة من قصيدة ولائية بليغة في مضامينها وصورها تفجرت بها قريحة الولاء في الاديب المرحوم السيد محمد الصحاف من منطقة سوق الشيوخ في ناصرية العراق والمتوفى سنة سبعين وثلاثمائة بعد الالف للهجرة رحمه الله تعالى.
اما بالنسبة لفقرات هذه الحلقة الاخرة فعناوينها هي:
- منبع عزة المهدويين
- بلوغ الكمالات في العهد المهدوي
- كان اللقاء في الحرم العلوي
- توحيد انصار الحجة
*******
لنفتح قلوبنا لاحدى وصايا امام زماننا بقية الله المهدي ارواحنا له الفداء تسعى لتبيانها الفقرة التالية وعنوانها هو:
منبع عزة المهدويين
مستمعينا الافاضل، قال الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة روي انه يكون في رأية المهدي عليه السلام مكتوباً: (الرفعة لله عز وجل).
كما ورد في بعض النسخ ان العبارة المكتوبة هي: (البيعة لله عز وجل)، وتشتمل هذه العبارة على وصية ضمنية من مولانا صاحب الزمان (ارواحنا فداه) للمؤمنين نحاول القاء الضوء على بعض ابعادها بعد قليل.
الوصية المهدوية التي يمكن ان نستفيدها من الرواية المتقدمة اذا اخذنا بصيغة الرفعة لله هي انها تدعونا الى ترسيخ حقيقة ان العزة والرفعة الحقيقة لله عز وجل فلا ينبغي ان نطلبها من غيره جل جلاله.
هذا اولاً وثانياً ان لا يكون هدف المؤمنين من نصرتهم لامام زمانهم او الدعاء او تمني تعجيل فرجه ان تكون لهم السلطة او السلطان بل اعلاء كلمة الله عز وجل واقامة معالم دينه وعدله لكي يأمن الخلائق وينعموا بالحياة الكريمة.
وهذا الاخلاص لله عز وجل في النية والهدف هو الذي تتضمنه الرواية المتقدمة اذا اخذنا بصيغة البيعة لله، واضافة لذلك يكون المعنى ان نصرة المؤمن لامام زمانه المهدي ومبايعته له ارواحنا فداه هي نصرة لله وبيعة له وهو العدل الرحيم جل جلاله.
*******
نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب من خلال نقل الميكرفون الى زميلنا ليعرض بعض اسئلتكم على ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا شكراً لكم على طيب المتابعة لبرنامجكم هذا (شمس خلف السحاب) رزقنا الله واياكم نصرة مولانا المهدي في غيبته وظهوره، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ آخر الاسئلة في رسالة الاخ ابراهيم جميل البديري من النجف الاشرف سؤال عن العصمة الثانوية مصطلح يستخدمه يقول هل يصل الفرد المؤمن في زمن ظهور الامام المهدي عليه السلام الى العصمة الثانوية وما المقصود من ذلك؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، وردت هذه التعبيرات العصمة الواجبة والعصمة الجائزة العصمة الاولية والعصمة الثانوية واول مورد وجدت فيه العصمة الجائزة والواجبة في شرح البخاري عندما يشرحون هذا الحديث الذي يروونه انه اذا سلك عمر طريقاً سلك الشيطان طريقاً آخر وان الشيطان يخاف من عمر واذا لقيه وقع على وجهه، بينما يروون ان النبي صلى الله عليه وآله اشتبك مع الشيطان فيقولون هذا عمر على درجة من العصمة اعلى من عصمة النبي صلى الله عليه وآله، على ذلك قالوا انها عصمة جائزة فيمكن ان تكون اعلى من العصمة الواجبة هذا اقدم شيء رأيته في العصمة الجائزة والواجبة، في ثقافة اهل البيت عليهم السلام في مذهبنا لا يوجد نوعين من العصمة ابداً، العصمة نوع واحد الامام الصادق سلام الله عليه عرف المعصوم بانه الممتنع بالله عن جميع معاصي الله والمعصومون اربعة عشر، ائمتنا فوق العصمة بمراتب لذلك لا يمكن ان نصف غيرهم بالمعصوم لهم مقامات قمم لكن المعصومين الاربعة عشر سلام الله عليهم قمم سماوية وغيرهم قمم ارضية، مهما كانوا فانا لا افضل تقسيم العصمة الى جائزة وواجبة او اولية وثانوية نعم هناك درجات يصل اليها المؤمنون وقد وصل اليها بالفعل مثل ابو الفضل العباس عليه السلام والسيدة زينب عليها السلام وغيرهم لكن لا يقال لهؤلاء معصومين.
المحاور: ولكن فيما يرتبط بخصوصية عصر ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هل هناك خصوصية في وجوده؟
الشيخ علي الكوراني: المقام الذي يبلغه المؤمنون في عصر الامام مقام عظيم تكمل عقولهم يرون الملائكة ويصافحونهم لكنهم ليسوا معصومين، ابداً ولا يصح تسميتهم بذلك، انا اعتبر ان تسمية غير المعصوم بالمعصوم كسلب العصمة عن المعصوم.
المحاور: ولكن يبلغون مراتب عالية من الايمان؟
الشيخ علي الكوراني: نعم يبلغون مراتب عالية سمها أي اسم لكن المعصوم او العصمة مخصوص بهؤلاء الذين عصمهم الله سبحانه وتعالى واجبي العصمة الاربعة عشر صلوات الله عليهم.
المحاور: وهذا من مقتضى التأدب معهم عليهم السلام؟
الشيخ علي الكوراني: حتماً انا اعتبر لما نأخذ صفات معصوم ونعطيها لغيره تعدينا على حقه وكثير من المصائب التي تقع علينا لاننا نرفع غير المعصوم الى درجة المعصوم وتقع على رؤوسنا المشاكل.
المحاور: اجارنا الله واياكم من ذلك سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احباءنا على طيب المتابعة لهذا البرنامج تفضلوا مشكورين بمتابعة فقراته مع زملائنا.
*******
ارفدونا باقتراحاتكم واسئلتكم ومساهماتكم في برنامج شمس خلف السحاب عبر رسائلكم الكريمة او اتصالاتكم الهاتفية، عنوان بريدنا الالكتروني هو: [email protected].
*******
كونوا احباءنا معنا في رواية اخرى من روايات الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لحبيبنا وامامنا المهدي (ارواحنا فداه) في الفقرة التالية التي اخترنا لها عنواناً هو:
كان اللقاء في الحرم العلوي
نقل العلامة المتتبع الشيخ علي النمازي الشاهرودي في الصفحة الثامنة عشر من الجزء الرابع من كتابه الموسوعي، مستدرك سفينة البحار ان المرجع الديني المرموق المرحوم السيد محمود الشاهرودي (رضوان الله عليه) حدثه بتأريخ العاشر من شهر صفر سنة اربع وثمانين وثلاثمائة للهجرة النبوية المباركة عن رؤيا صادقة للعالم الجليل الشيخ اسد الله من العلماء الاخيار من تلامذة المولى الشيخ حبيب الله الرشتي بان منها فوزه بلقاء الامام المهدي (عليه السلام) دون ان يعرفه ننقل لكم الرواية بعد قليل:
نقل المرجع الديني السيد محمود الشاهرودي رضوان الله عليه ان الشيخ اسد الله المذكور رأى في عالم الرؤيا الصادقة الامام امير المؤمنين عليه السلام وذلك اثر شكه في بعض الاحاديث الشريفة، فسأل الامام عنها فأجابه وكان فيما سأله هو عن حديث تكذيب من ادعى رؤية المهدي عجل الله فرجه في زمن الغيبة الكبرى؛ وكيف يمكن فهم ما صح من حكايات لقاء كثير من المؤمنين بان التكذيب موجه لمن ادعى رؤيته المهدي مع معرفته بهويته، والذين التقوه لم يعرفوه الا بعد رحيله.
ثم قال عليه السلام للشيخ اسد الله: وانت رأيته مرات، منها في حرمي في طرف زاوية جهة الرجلين، اذ رأيت سيداً يصلي في حالة حسنى فنويت ان تعطيه اثنتين ثم ثلاثة لما وقع في قلبك من حسن تلاوته ودعائه، فلما اردت ان تخرجها من جيبك لكي تعطيه اياها، ولم يكن في جيبك غيرها، التفت نحوك وبادرك بالقول: احتفظ بها فانت احوج ولم يقل لك غير ذلك.
ثم ذكر الشيخ اسد الله بعد الانتباه من النوم انه تذكر الرجل الذي وصفه له الامام في الرؤيا وجرى له معه مثلما ذكر لكنه كان قد نسي الامر.
*******
تابعونا والفقرة الدعائية التالية التي استلهمنا منها العنوان التالي:
توحيد انصار الحجة
من المضامين السامية التي تشتمل ادعية الصحيفة المهدوية اعزاءنا المستمعين هو مضمون التوسل الى الله تعالى برؤية ظهور قدرته عز وجل في كل شيء، فيما يراه الانسان وفيما لا يراه وهذه من الحقائق المعرفية الكبرى التي ينبغي للمؤمن ان يرسخها في اعماق روحه، ومن وسائل تعميقها تلاوة امثال هذا المقطع من دعاء مولانا المهدي ارواحنا فداه في قنوته المروي في كتابي الاقبال والبلد الامين والذي نجعله مسك هذه الحلقة من البرنامج قال عليه السلام: (اللهم اسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم الذي استأثرت به في علم الغيب عندك لم يطلع عليه احد من خلقك، واسألك باسمك الذي تصور به خلقك في الارحام كيف تشاء، وبه تسوق اليهم ارزاقهم في اطباق الظلمات من بين العروق والعظام، واسألك باسمك الذي الفت به بين قلوب اوليائك، والفت بين الثلج والنار، لا هذا يذيب هذا، ولا هذا يطفئ هذا، واسألك باسمك الذي كونت به طعم المياه، وأسالك باسمك الذي اجريت الماء في عروق النبات بين اطباق الثرى، وسقت الماء الى عروق الاشجار بين الصخرة الصماء، واسألك باسمك الذي كونت به طعم الثمار والوانها، واسألك بالوحدانية، المتوحد بالصمدانية، واسألك باسمك الذي فجرت به الماء من الصخرة الصماء وسقته من حيث شئت واسألك باسمك الذي خلقت به خلقك ورزقتهم كيف شئت وكيف شاؤوا).
وها نحن الى ختام هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، كونوا معنا في الحلقة المقبلة التي تأتيكم من اذاعة طهران في مثل هذا الوقت في الاسبوع القادم. نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******