موضوع البرنامج:
أبيات للأديب عبد الفتاح المنيعي في مبايعة المهدي(عج)
الامام الغائب هو النعمة الباطنة
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول هلاك ثلثي الناس وطلوع الشمس من مغربها
ترائي قيم الزمان للعلوي المصري ونجاته
أبايعه قبل وقت الظهور
وعند الظهور فذاك لزام
وقد كنت في الذر بايعته
وتلك عهود وثاق قدام
ابا صالح كل عيش هوان
اذا لم يكن منك وصل يدام
الى الله نشكو غياب ولي
طال فأغرى بنا كل رام
وساد الفساد ببر وبحر
ودك عرى الدين اي انفصام
فعم البلاء وبان الخفاء
واعيا الدعاء قلوب سقام
واترعت الناس ظلماً وجوراً
فتاقت لقسط وعدل يقام
واظلمت الارض تحت السماء
فقم بأذن ربك آن القيام
وايد بنصرك من بايعوك
بعرب فدتك وقوم عجام
*******
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم، افتتحناها بأبيات جميلة في مبايعة امام العصر –ارواحنا فداه- تفجرت بها قريحة الأديب الولائي (عبد الفتاح المنيعي) ضمن قصيدة طويلة وضع لها عنوان «غريب الغرباء». وقد اخترنا لكم بعض ابياتها في مولانا المهدي وسنختار ابياتاً اخرى ان شاء الله في الحلقة المقبلة بإذن الله تبارك وتعالى.
اما عناوين الفقرات الاخرى في هذه الحلقة من البرنامج فهي اعزانا المستمعين:
- الامام الغائب نعمة ظاهرة
- ذهاب ثلثي الناس وطلوع الشمس من مغربها
- ترائى لي قيم الزمان خمس ليال متواليات
ايها الاخوة والاخوات بسبب محدودية وقت البرنامج نعتذر تقديم فقرة من وصايا الامام في هذه الحلقة ونوكل متابعتها الى الحلقة المقبلة بأذن الله جل جلاله.
*******
ونتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، بفقرة عقائدية اخترنا لها عنوان:
الامام الغائب نعمة باطنة
العالم الجليل السيد ابن زهره الحلبي هو من اكابر علماء مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) في القرن السادس للهجرة، قال (رضوان الله عليه) في كتابه «اصول الغنية» ضمن حديثه عن دليل الاجماع:
«فإن قيل كيف يمكنكم القطع على ان قول الامام الغائب في جملة اقوال الامامية مع عدم تمييزه، وعدم معرفته مع استتاره وغيبته؟
قلنا: قد بينا فيما مضى ان امام زماننا عندنا موجود العين فينا وبين اظهرنا، نلقاه ويلقانا وان كنا لا نعرفه بعينه ولا نميزه عن غيره، ومعنى قولنا انه غائب انه مجهول العين، غير متميز الشخص، ولا نريد بذكر الغيبة انه بحيث لا يرى شخصه ولا يسمع كلامه...».
وللعلامة الطباطبائي العارف القرآني وصاحب تفسير القرآن كلمة قيمة في الجواب على نظائر الاعتراض المتقدم، اوردها في كتابه «الشيعة في الاسلام» فعرض اولاً الاعتراض ثم رد عليه قال (رضوان الله عليه):
اعترض مخالفو الشيعة [فقالوا]: «ان الشيعة تقول بلزوم وجود الامام لبيان احكام الدين وحقائقه، وارشاد الناس وهدايتهم، وغيبة الامام تنقض هذا الغرض، لان الامام الذي قد غاب عن الأنظار ولا توجد اي وسيلة للوصول اليه، لا يترتب على وجوده اي نفع او فائدة وإذا كان الله سبحانه يريد اصلاح البشرية [في آخر الزمان] بواسطة شخص فإنه لقادر على خلقه عند اقتضاء الضرورة لذلك، ولا حاجة الى خلقه قبل وقته وقبل الاحتياج اليه بآلاف السنوات».
وبعد ان نقل هذا الاعتراض، بين اساسه الواهي فقال (رضوان الله عليه): «ان هؤلاء لم يدركوا حقيقة معنى الامامة ... ان وظيفة الامام ومسؤوليته لا تنحصر في بيان المعارف الالهية بشكلها الظاهري ولا تقتصر على ارشاد الناس من الناحية الظاهرية، بل ان الامام فضلاً عن توليد لهذه المهام له الولاية والارشاد الملكوتي للأعماد، وهو (عليه السلام) الذي ينظم الحياة المعنوية للناس، ويتقدم بحقائق الاعمال الى الله جل شأنه؛ وهذه الولاية والهداية الباطنية والملكوتية لا تؤثر عليها الغيبة وان بعد الامام عن الانظار وخفي عن الأبصار فان وجوده لازم دائماً وان تأخر وقت ظهوره واصلاحه للعالم».
ايها الأخوة والأخوات، كل ما تقدم في هذه الكلمات هو اجمال للبركات الالهية التي تصل للناس بمختلف طوائفهم ومراتبهم من وجود الشمس المهدوية حتى في زمن غيبته (عجل الله فرجه).
وهذا المعنى يتجلى بوضوح في حديث لمولانا الكاظم (عليه السلام) يبين هذه الحقيقة ويوصي المؤمنين ضمناً بدوام التوجه القلبي لامام زمانهم في غيبته.
والحديث مروي في عدة من المصادر المعتبرة عن (ابن زياد الأيادي) انه قال: سألت سيدي موسى بن جعفر (عليهما السلام) عن قول الله عزوجل:
«وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً» فقال (عليه السلام): النعمة الظاهرة الامام الظاهر، والباطنة الامام الغائب.
وهنا سأل ابن زياد الايادي الامام الكاظم قائلاً: ويكون في الائمة من يغيب؟
فأجاب (عليه السلام): نعم، يغيب عن ابصار الناس ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، نعم احباءنا وفي قوله (عليه السلام): «ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره» اشارة الى احد مصاديق هدايته الامام الغائب الملكوتية للمؤمنين التي ذكرها العلامة الطباطبائي.
ثم قال مولانا الكاظم (عليه السلام) في بيان هوية الامام الغائب: «وهو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير ويذلل له كل صعب ويظهر له كنوز الأرض، ويقرب له كل بعيد، ويبير به كل جبار عنيد، ويهلك على يديه كل شيطان مريد، ذلك ابن سيدة الاماء الذي تخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عزوجل فيملأ به الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
*******
مستمعينا الاكارم، ميكرفون برنامج (شمس خلف السحاب) ننقله الآن الى زميلنا وهو يتصل هاتفياً بسماحة الشيخ علي الكوراني ليعرض على سماحته بعض اسئلتكم للبرنامج، نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ من الاخ امين عبد الزهرة علي من ابو الخصيب بمحافظة البصرة العراق وردت رسالة عبر البريد الالكتروني يسلم عليكم ويعرض مجموعة من الاسئلة، السؤال الاول عن علامة شروق الشمس من المغرب ما معنى هذه العلامة هل هي من العلامات المحتومة قبل ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
الشيخ علي الكوراني: شروق الشمس او طلوع الشمس من مغربها وردت في بعض الروايات وليست من العلامات المحتومة، وبعضهم يفسرها بانها رمزية طلوع الشمس من مغربها يعني ظهور الامام سلام الله عليه وحتى لو كانت علامة حسية فهذه تكون بعد ظهور الامام سلام الله عليه مدار الشمس عندنا ايضاً روايات اخرى تؤيد هذا ان مدار الشمس يتغير وبعضهم يقول كيف يتغير مدار الارض يتغير المريخ اخيراً اذا كان قريب كم الارض يغير مداره.
المحاور: سماحة الشيخ التعبير الذي ورد في رسالة الاخ شروق الشمس وارد بهذا التعبير؟
الشيخ علي الكوراني: انا الذي اتذكره طلوع الشمس من مغربها.
المحاور: هل هو الامر وارد في روايات من مصادر الفريقين؟
الشيخ علي الكوراني: نعم وارد لكن مدى سند الرواية فيه كلام ودلالة الرواية هل هي حسية او رمزية ايضاً فيها بحث.
المحاور: كلاهما محتمل؟
الشيخ علي الكوراني: نعم.
المحاور: الاخ عبد الزهرة ايضاً يسأل سؤال آخر يقول هل ان من العلامات المحتومة هلاك ثلثي اهل الارض بالطاعون الابيض والاسود؟
الشيخ علي الكوراني: هذه الرواية عن حرب عامة او هلاك عام بالطاعون ورد في العلامات الطاعون الاسود غير وارد الطاعون الابيض هو المرض فسره بعضهم بالايدز وما شابه وطاعون احمر هو السيف، وهناك ثلثي اهل الارض يفنى فسأل الامام سلام الله عليه كيف نحن نفنى قال الا ما ترضون ان تكونوا في الثلث الباقي، يعني هذه الحرب او هذا الفناء او الطاعون لا يكون في بلاد المسلمين، الطاعون هو اولاً في سنة الظهور المفهوم من مجموع احاديث انها احداث تكون في سنة الظهور.
المحاور: سنة الظهور سماحة الشيخ ماذا تقصدون؟
الشيخ علي الكوراني: يعني بعد ظهور الامام.
المحاور: بعد الظهور لو قبله؟
الشيخ علي الكوراني: لا بعد الظهور، في علامات مثلاً الخسف في البيداء هذا مذكور انه من علامات الظهور وهو سيكون بعد الظهور بشهرين، فهذه اذا صحت الاحاديث هلاك قسم كبير من البشر فهذا بعد الظهور وبعضهم يحتمل ان تكون حرب بين الهند والصين، المهم انه هذه لا تمس منطقتنا.
المحاور: الاخ يسأل يقول هل هي من المحتوم هذه العلامات؟
الشيخ علي الكوراني: لا ليست من المحتوم.
المحاور: يعني ممكن ان يقع الظهور بدونها؟
الشيخ علي الكوراني: نعم وكذلك حديثها يكون من احداث بعد الظهور.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني هنالك اسئلة اخرى لو سمحتم نوكلها الى الحلقة القادمة، وشكراً جزيل الشكر لاخوتنا واخواتنا يتابعون مشكورين ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
نذكركم الآن احباءنا بعنوان البريد الالكتروني اذاعة طهران التي تستمعون منها لهذا البرنامج، وهو: [email protected].
نرحب بتواصلكم معنا عبر اقتراحاتكم ومساهماتكم واسئلتكم ونذكركم بأن بأمكانكم متابعة حلقات البرنامج مذخورة صوتاً وكتابةً على موقع الاذاعة على شبكة الانترنت، عنوان الموقع هو: www.arabic-irib.ir.
*******
تابعونا احباءنا وهذه الفقرة الروائية التي تحمل عنوان:
ترائى لي قيم الزمان خمس ليال متواليات
روى السيد الجليل علي بن طاووس في كتابه القيم «مهج الدعوات» وضمن ذكره للدعاء المعروف بأسم دعاء العلوي المصري، نقلاً عن محمد بن علي العلوي الحسيني وكان يسكن بمصر انه قال:
دهمني امر عظيم وهم شديد من قبل صاحب مصر (اي حاكمها) فحشيته على نفسي، وكان قد سعى بي الى احمد بن طولون، فخرجت من مصر حاجاً وسرت من الحجاز [بعد اداء مناسك الحج] الى العراق، فقصدت مولاي الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) عائذاً به ولائذاً بقبره ومستجيراً به من سطوة من كنت اخافه، فأقمت بالحائر خمسة عشر يوماً ادعو [ربي] واتضرع [إليه] ليلي ونهاري.
ثم قال هذا السيد الجليل مشيراً الى فوزه بلقاء امام زمانه (عليه السلام): فترائى لي قيم الزمان وولي الرحمان (عليه السلام) وانا بين النائم واليقظان فقال لي:
يقول لك الحسين: يا بني، خفت فلاناً؟
فقلت: نعم، اراد هلاكي فلجأت الى سيدي (عليه السلام) أشكو اليه عظيم ما أراد بي.
فقال (عليه السلام): هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالادعية التي دعا بها من سلف من الأنبياء (عليهم السلام) فكشف الله عنهم ذلك؟
فقلت: وبماذا ادعوه؟
فقال: إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل وصل صلاة الليل، فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء وانت بارك على ركبتيك...
ثم ذكر هذا العبد الصالح طريقة حفظه لهذا الدعاء الشريف الذي عرف بأسمه، قال (رضوان الله عليه):
ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني وانا بين النائم واليقظان... وكان يأتيني خمس ليالٍ متواليات يكرر علي هذا القول والدعاء حتى حفظته وانقطع عني مجيئه ليلة الجمعة، فأغتسلت وغيرت ثيابي وتطيبت وصليت صلاة الليل وسجدت سجدة الشكر وجثوت على ركبتي ودعوت الله جل وتعالى بهذا الدعاء، فأتاني (عليه السلام) ليلة السبت، فقال لي: قد اجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك عند فراغك من الدعاء عند من وشى بك اليه!
ثم ينقل هذا العبد الصالح (مستمعينا الاكارم) في ختام روايته كرامة تحقق ما اخبر عنه الامام (ارواحنا فداه) فقال:
فلما اصبحت ودعت سيدي وخرجت متوجهاً الى مصر فلما بلغت الاردن رأيت رجلاً من جيراني بمصر وكان مؤمناً فحدثني ان خصمي قبض عليه احمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحاً من قفاه.. وذلك في ليلة الجمعة .. كما اخبرني مولاي (عليه السلام).
وختاماً، تقبل الله منكم - مستمعينا الافاضل- طيب متابعتكم لهذا البرنامج، زادنا الله واياكم معرفة بأمام زماننا ومزيداً من التمسك بولايته. والى لقائنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******