موضوع البرنامج:
أبيات بليغة لبعض الأدباء في ندبة المصلح الأكبر(ع)
الامام المهدي(ع) يوصي أنصاره بالاستقامة ومجاهدة الشكوك
حوار مع السيد محمد الشوكي حول ظهور المهدي(ع) وكثرة القتلى في العراق
قصة الشاب الأرمني المسيحي الذي هداه المهدي للاسلام
*****
الى كم ترى العلياء دامية الطرف
مذ اكتحلت بالذل في وقعة الطف
فيا وقعة لا يرتجى الفتح بعدها
فلا زحف منصور وان جل من زحف
ابى الله اخذ الثأر الا بقائم
بسيف اله يحصد الجيش كالعصف
ترى طائر النصر الالهي واكراً
على سيفه مخلابه دائم الخطف
يثير عجاجاً يلحق الارض بالسما
ويدني السما للارض من شدة الرجف
اذا بالجبال الشم يدعو تسارعت
اليه والا هدها عاجل النسف
ولو خالفته الشمس والبدر بدلا
عقيب الضيا والنور بالكسف والخسف
فيارب عجل بالظهور فأنما
سواه غليل القلب يارب لا يشفي
عليه السلام الله يزداد ما ورى
بقلبي ضرام من لظى وقعة الطف
*******
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات ورحمة الله وبركاته. وعظم الله اجورنا واجوركم بمناسبة ذكرى ايام الملحمة الحسينية واستشهاد ثار الله وسيد شباب اهل الجنة وصفوة اهل بيته واصحابة الاوفياء.
نسأل الله ان يعجل فرج محي العدل ومقيم السنة الاخذ بثار الحسين مولانا بقية الله، وان يجعلنا من خيار اصحابه ومواليه وانصاره المخلصين.
نذكركم اولاً بأن بامكانكم متابعة حلقات هذا البرنامج مذخورة صوتاً وكتابة في صفحة اسلاميات، من موقع الاذاعة على شبكه الانترنت وعنوانه هو: www.Arabic-irib.ir.
كما نرحب بتواصلكم معنا عبر عناوين الاذاعة ومنها بريدها الالكتروني وعنوانه هو:[email protected].
مستمعينا الافاضل، في هذه الحلقة من البرنامج نلتقيكم وفقرات موضوعاتها:
- وصية مهدوية بالاستقامة ومجاهدة الشكوك
- ظهور المهدي وكثرة القتل في العراق
- قصة الشاب الأرمني المهتدي بالمهدي (عليه السلام)
اذن لنبدأ على بركة الله (اعزاءنا المستمعين) الجولة بأن نفتح قلوبنا وعقولنا لأحدى الوصايا المهمة التي يوصينا بها امام زماننا (ارواحنا فداه).
*******
كونوا معنا والفقرة التالية التي اخترنا لها عنوان:
احمدوا الله واحذروا الشيطان
قال مولانا المهدي (ارواحنا فداه) مخاطباً بعض اصحابه: «احمد الله على ما من الله به عليك، ولا تشكن، فود الشيطان انك شككت»صدق ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
مستمعينا الاكارم جاءت الوصية المهدوية المتقدمة، ضمن رواية نقلها ثقة الاسلام الكليني في (اصول الكافي)، والمخاطب في هذه الوصية هو الشيخ الجليل الحسن بن النضر وكان (رضوان الله عليه) من وكلاء الامام الحسن العسكري (عليه السلام) وبعد استشهاد الامام الحادي عشر توجه للحج وجاء الى بغداد للفحص بشأن خليفته الامام الثاني عشر (عليه السلام)، لكي يسلمه ما عنده من الحقوق الشرعية.
وقد وافى بغداد لهذا الغرض فوردت اليه رسالة مولانا المهدي (ارواحنا فداه) يأمره فيها بالقدوم الى سامراء في وقت محدد وبكيفية خاصة اشتملت على بعض دلائل الامامة الواضحة التي تزيل عنه الشك بشأن خليفة العسكري (عليه السلام).
وعندما دخل البيت الذي فيه الامام الصاحب (عجل الله فرجه) خاطبه الامام منادياً من خلف ستار «يا حسن بن نضر، احمد الله على ما من الله به عليك فود الشيطان انك شككت».
لا يخفى عليكم اعزاءنا المستمعين ان لهذه الوصية بعداً خاصاً يرتبط بالمخاطب بها اولاً، اي الحسن بن النضر، كما ان لها بعداً عاماً يشمل الأخرين من مختلف الاجيال، وهذه حقيقة واضحة في وصايا الله وأوليائه (عليهم السلام).
ولذلك من الضروري ان نتعرف على معنى هذه الوصية وكيف نجسدها في حياتنا العملية كمصداق للتمسك بولاية امام زماننا بقية الله المهدي (عجل الله فرجه)؛ فما هو معناها؟
واضح من الرواية المشار اليها ان خطاب الامام لهذا الوكيل الصالح جاء بعد ان ازال الامام المهدي (عليه السلام) الغموض بشأن هوية خليفة الامام العسكري (عليه السلام).
وبملاحظة ذلك يتضح انه علينا ان نحمد الله عزوجل عندما نتعرف على اي بينة من بينات الامامة ودلائلها او اي مظهر من مظاهر وجود امام العصر الغائب (عجل الله فرجه) وقيامه بمهام الامامة وانتفاع الناس من وجوده كما ينتفع بالشمس اذا سترها السحاب.
ثم نجعل من تلك المعرفة وقوداً لترسيخ الاستقامة والثبات على التمسك بولايته (ارواحنا فداه) ولا نسمح للشيطان بأن يثير الوساوس والشكوك التي تسقط الانسان في مضلات الفتن اعاذنا الله واياكم منها.
*******
تكثر الاسئلة الواردة للبرنامج (ايها الاخوة والاخوات) عن ما يجري في العراق وعلاقته بعلامات ظهور الامام المهدي (عجل الله فرجه) لنستمع الى ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وهو يجيب عن احدها في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد الشوكي من الاخت سمية كريم من الناصرية وردنا هذا السؤال هل ان من علائم ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كثرة القتل في العراق؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطاهرين الواقع انه ربما يفهم من بعض الاخبار ان من جملة العلامات خوف شديد يشمل اهل العراق لا يقر لهم معه قرار، فهذا الخوف الشديد وهذا الاضطراب والاحتراب في بعض الاخبار جعل من جملة العلامات لكن ان سألتني هل هو من علامات الدرجة الاولى اقول لا، المستفيضة من الاخبار الحتمية الوقوع ليس من هذه العلامات الدرجة الاولى ثم ان الذي افهمه من الاخبار ان الوضع العراقي مرتبط بوضع المنطقة يعني لا يكون استثناءاً من وضع المنطقة وانما حالة الاضطراب والاحتراب الداخلي والاقتتال الداخلي تكون شاملة لكل المنطقة، يعني مثلاً في الشرق الاوسط في الشام في غير الشام هناك احتراب واقتتال طائفي.
المحاور: روايات اقتتال القبائل في الحجاز تأكيد انه قبيل الظهور تحدث اقتتالات؟
السيد محمد الشوكي: لانه وارد في الروايات ان السلطة المركزية في الحجاز تنتهي قبيل ظهور الامام سلام الله عليه في منطقة الشام حتى في المغرب العربي في مصر وما يليها، الوضع هو كله مضطرب فاذن هذه العلامات اشارت الى وضع العراق كمفردة من مفردات الوضع العربي والاسلامي العام وهذه الاضطرابات حتى في صفوف الشيعة يعني في نفس مدينة النجف الاشرف عندما يدخل الامام سلام الله عليه توجد هناك اضطرابات يدخل في الكوفة وفيها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفوا له بطبيعة الحال كما تشير الرواية، نعم الظروف اذا ما قرأنا فيها الامام سلام الله عليه في العراق هي مشابهة لهذه الظروف لكن اقول ليس الوضع العراقي هو كذلك الظاهر من الروايات ان اوضاع المنطقة كلها تكون على هذا الشكل من الاضطراب والاحتراب والبلبلة والضغط الشديد بحيث يتمنى المؤمن الموت صباحاً ومساءاً، فاذن ينبغي ان نقرأ الاحداث كجملة واحدة بدون اجتزاء لبعضها عن البعض الآخر من ناحية اساسية نعم من جملة العلامات التي وردت انه خوف شديد يشمل اهل العراق لا يقر لهم معه قرار وقلنا ان هذه ليست من علامات الدرجة الاولى.
المحاور: سماحة السيد اذا ضممنا اليها الاحاديث التي تتحدث عن ذهاب ثلثي العالم هل يفهم من ذلك انه ظهور المهدي سلام الله عليه يأتي في خضم اضطراب عالمي ايضاً كثرة الحروب حتى على الصعيد العالمي خارج المنطقة الاسلامية؟
السيد محمد الشوكي: نعم هو لان الموتان ورد في الروايات ان هناك قبل الظهور موتان موت ابيض وموت احمر فيسأل هذا السائل الراوي الامام سلام الله عليه عن معنى ذلك فيفسر له ان الموت الاحمر هو القتل يعني حالة من الحروب المدمرة والموت الابيض هو الطاعون الاوبئة المختلفة التي تنتشر في العالم، فهو الوضع العالمي هو الوضع العربي جملة الوضع العالمي كل العالم يعيش حالة من الاضطراب ولهذا يتطلع الناس الى الامام المهدي سلام الله عليه عندما يعز الانسان الذي يمكن ان يصلح امر البشرية وامر العالم، فهناك حالة من التطلع للامام حالة من التوق الانشداد للامام لكي يخلص العالم كله مما يعيش فيه من مآسي كبيرة.
المحاور: اللهم عجل فرجه الشريف واجعلنا من خيار مواليه، شكراً جزيلاً سماحة السيد محمد الشوكي، احباءنا وشكراً لكم على طيب المتابعة وتفضلوا مشكورين بمتابعة باقي فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
شكراً لكم احباءنا مستمعي اذاعة الجمهورية الاسلامية في ايران وانتم تتابعون هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب).
نذكركم مرة اخرى احباءنا بأن بأمكانكم متابعة الحلقات السابقة من البرنامج كتابة وصوتاً على موقع الاذاعة في شبكة الانترنت وعنوانه هو:
www.Arabic-irib.ir.
ونشكر لكم طيب تواصلكم بالمساهمات والاقتراحات والاسئلة ارفدونا بها على عناوين الاذاعة ومنها بريدنا الالكتروني وعنوانه هو: [email protected].
*******
مستمعينا الاكارم، اما الآن فكونوا معنا والفقرة التالية التي تشتمل على احدى روايات الفائزين بلقاء الامام المهدي (ارواحنا فداه) اخترنا لها عنوان:
احببت الامام فأنجاني
نقل الرواية التي اخترناها لهذه الحلقة المحدث الفاضل الشيخ الميثمي (رضوان الله عليه) في كتابه (دار السلام) وكان قد التقى بصاحب القضية بنفسه، قال (رحمه الله) ما ملخص ترجمته:
تشرفت في سنة الف ومائتين وسبعين للهجرة بزيارة مولانا الحسين (عليه السلام) لأداء زيارته الخاصة في الأول من رجب، وكنت عازماً على الرجوع الى النجف الاشرف، بسرعة، لكن احد الاصدقاء الاذربيجانيين منعني من سرعة العود ودعاني الى البقاء في كربلاء الى حين زيارة النصف من رجب، فأستجبت واقمت ضيفاً عليه في داره.
ويتابع الفاضل الميثمي روايته قائلاً: وذات ليلة زاره جمع من اهل اذربيجان لخطبة بنت يتيمة كان صاحبي قد تكفلها ورباها، فشد انتباهي قولهم ان الشاب الذي جاء معهم غريب وهو حديث العهد بالاسلام فينبغي مساعدته في هذا الامر.
عندها دنوت من الشاب وحدثته فأخبرني انه تركي لا يجيد العربية، فأخبرته اني اجيد لغته ويسرني ان اتولى ترجمة كلامه لأهل المجلس، وعندها سألته عن دينه السابقه وكيف تعرف على الاسلام ولماذا اعتنقه؟
ونبقى مع المحدث الميثمي مؤلف كتاب (دار السلام) وهو ينقل لنا قصة اسلام هذا الشاب، قال:
اجابني الفتى قائلاً: انا من اهل احدى قرى «ارومية» وكنت ارمني المذهب نصرانياً واعمل في النجارة. وقد اشتهرت بالمهارة فيها، وذات يوم خرجت مع زميل لي الى الغابة لتقطيع شجرة، ثم مضى زميلي لأمر، فبقيت وحدي، فإذا برجل ذي هيبة لم ار نظيرها في غيره، كان نير الطلعة بهيها، فدخلني من هيبته ما جعلني استسلم لامره بأن امد اليه يدي، فاخذهما وامرني ان اغمض عيني...
ثم ذكر هذا الشاب - مستمعنيا الافاضل- انه رأى كرامة من هذا الرجل ادرك معها انه قديس عظيم، وقد نقله الى مكان آخر لم يره من قبل ثم غاب، فاضطرب مستوحشاً، قال الشاب:
بقيت هنيهة متفكراً في امري ومتحيراً، تفحصت حالي فعلمت انني في يقظه، واذا برجل يقترب مني، خاطبني بلغتي وناداني بأسمي وقال لي برفق ومودة: الحمد لله لقد نجوت وفتح الله لك باب الفلاح!
انست كثيراً بهذا الرجل وسألته عن مغزى قوله ومن هو الرجل المهيب الذي نقلني الى هنا ولماذا جائني انا بالذات؟
اجاب الرجل: انه الامام الغائب مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله) قد اتاك منقذاً لك ونقلك من دار الشرك والكفر الى دار الاسلام، بعد ان نفذ حبه الى قلبك!
يقول هذا الشاب: لما سمعت قوله تذكرت ما كنت قد سمعته من قبل من بعض شيعة ارومية عن امامهم الغائب الموعود بالظهور لاقامة العدل، كنت اشعر بالحب لهم ولامامهم الذي يتحدثون عنه، لكنني كنت اكتم ذلك عن ابوي وعشيرتي خوفاً منهم.
ثم تابع هذا الشاب بيان ما جرى له فذكر انه سأل الرجل الثاني عن هويته فأخبره انه من اعوان الامام وملازميه، وسأله عن سبيل النجاة من الشرك فأجابه بأن علمه عقائد الاسلام الحقة وكيفية اعتناقه والدخول في دين الله، ثم نقله الى رجل ثالث ليعلمه احكام الدين ثم رابع وهكذا الى ان انتهى به المطاف الى كربلاء المقدسة فأرسل الى العالم الجليل الشيخ عبد الحسين الطهراني الخليلي الذي كان يومذاك منهمكاً بالاشراف على اعمار الروضة الحسينية المباركة.
فأجرى له آية الله الحيكم الخليلي راتباً وامره بالعمل في مهنته اي النجارة في مشروع اعمار الروضة الحسينية.
ختاماً ندعو الله لنا ولكم ان يرسخ في قلوبنا محبة امام زمانه واتناعه (عجل الله فرجه) الى لقاءنا المقبل نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******