موضوع البرنامج:
أنصار المهدي أهل الهدى والاستقامة
حوار مع السيد محمد الشوكي حول محل خروج المهدي الموعود(عج)
قصة انقاذ الإمام العصر(عج) لجماعة من الحجاج التائهين في الصحراء
صلوات على أهل البيت(ع) يعلمها المهدي(ع) للمؤمنين
تحية الله ورضوانه
على الامام الحجة القائم
على امام حكمه نافذ
إذا اراد الحكم في العالم
خليفة الله على خلقه
والآخذ الحق من الظالم
العادل العالم اكرم به
من عادل في حكمه عالم
مطهر الارض ومحي الورى
العلوي الطاهر الفاطمي
ناصر دين الله كهف الورى
محيي الندى خير بني آدم
الصاحب الاعظم والماجد
الاكرم المولى ابو القاسم
وصاحب الدولة يحيى بها
ممتحن في الزمن الغاشم
والنافذ الحكم فرعياً له
وجوده الوابل من حاكم
*******
الحمد لله والصلاة والسلام على خلفاء الله محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله اهلاً بكم، هذا البرنامج افتتحناها بأبيات في الامام المهدي (ارواحنا فداه) للعالم الجليل الشيخ علي بن عيسى صاحب كتاب كشف الغمة في معرفة الائمة.
ونواصلها بفقرات تدور موضوعاتها عن:
- انصار المهدي والهدى والاستقامة
- من اين يخرج المنتظر الموعود
- لماذا لا نتوسل الى الله بأمام العصر في الشدائد؟
*******
تابعونا احباءنا ونحن ننتقل الى الفقرة الأولى وعنوانها هو:
انصار المهدي اهل الهدى والاستقامة
يعلم مولانا المهدي (عجل الله فرجه) المؤمنين في المقطع الثاني من دعائه الجامع، يعلمهم ان يطلبوا من الله عزوجل الامور التالية قائلين:
«اللهم .. واكرمنا بالهدى والاستقامة، وسدد السنتنا بالصواب والحكمة واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة، وطهر بطوننا من الحرام والشبهة، واكفف ايديناعن الظلم والسرقة واغضض ابصارنا عن الفجور والخيانة واسدد اسماعنا عن اللغو والغيبة...».
اذن على انصار المهدي )ارواحنا فداه( ان يتحلوا بالهدى والاستقامة ويستعينوا بالله عزوجل في ذلك ويدعوه ان يكرمهم بهما.
ومعنى الهدى واضح ولكن المهم هو معرفة مصداقه المتمثل في الايمان بالعقائد الحقة والعمل الصالح المشار اليهما في الآيات الاولى من سورة البقرة حيث يقول الله عزوجل:
«ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
هؤلاء مستمعينا الاكارم هم الذين اكرمهم الله بالهدى الذي هو من عنده عزوجل كما تشير لذلك الآية الاخيرة وتصرح بأن هؤلاء المكرمين هم «المفلحون».
وقد رويت في مصادرنا المعتبرة اعزاءنا المستمعين عدة روايات عن ائمة الهدى (عليهم السلام) تصرح بأن المصداق الكامل للايمان بالغيب في عصر غيبة خاتم الاوصياء المهدي، انما يكون بالايمان به وبأمامته وبغيبته (عجل الله تعالى فرجه).
فمثلاً روي في كتاب (كمال الدين) عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) في تفسير مصداق الغيب في الآية الكريمة المتقدمة انه قال «الغيب هو الحجة الغائب» اي الايمان بالامام المهدي في غيبته (عجل الله فرجه) من اوضح المصاديق للايمان بالغيب، كما يشير لذلك حديث الامام السجاد (عليه السلام) المروي في المصدر نفسه انه قال ضمن حديث في الغيبة:
«ثم تمتد الغيبة بولي الله عزوجل الثاني عشر من اوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله)... ان اهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره افضل من اهل كل زمان، لأن الله تبارك وتعالى اعطاهم من العقول والأفهام ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف، اولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً والدعاة الى دين الله عزوجل سراً وجهراً».
ومن هنا يتضح مستمعينا الاكارم ايضاً معنى الاستقامة التي نطلبها من الله عزوجل ان يكرمنا بها، فمعناها عقائدياً ان نؤمن بالامامة والولايه بصورة كاملة الى جانب التوحيد والنبوة فلا نكون من فرق «البترية» التي عرفنا التاريخ بأنهم امنوا ببعض الأوصياء دون بعض فبتروا ايمانهم.
اما الاستقامة السلوكية فتعني تجسيد هذا الاعتقاد عملياً كما سنبين ذلك بعون الله عزوجل في الحلقه المقبلة من البرنامج.
*******
ايها الاخوة والاخوات مع جزيل شكرنا لجميل متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ندعوكم الى الفقرة التالية وهي اتصال هاتفي اجراه زميلنا مع سماحة السيد محمد الشوكي للاجابة عن بعض اسئلتكم للبرنامج نستمع معاً:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد الشوكي الاخ زهير محمد يقول قرأت في بعض الكتب ان الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف يخرج من اليمن وفي بعضها انه يخرج من ايران فهل ان من الثابت خروج المهدي بين المسلمين من مكة المكرمة ام ان هنالك اقوال متعددة فيما يرتبط بهذا الموضوع؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلى على محمد وآل محمد، توجد بعض الاخبار التي تشير الى ما اشار الاخ الكريم لكن الثابت من الروايات الشريفة والذي عليه علمائنا هو ان الامام سلام الله عليه سوف يخرج من مكة وسوف يبايع هناك في مكة المكرمة وسوف يجتمع اليه اصحابه وايضاً في مكة المكرمة فتكون انطلاقته لفتح العالم من تلك الديار المقدسة من مدينة مكة المكرمة كما كانت بداية الدعوة الاسلامية وانطلاقة الاسلام على يدي جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة ايضاً، فالثابت بين العلماء والمعروف والمشهور في الاخبار هو ان خروجه سوف يكون من مكة المكرمة.
المحاور: سماحة السيد يمكن ان تجمع بين هذه الروايات المثبتة لخروجه من مكة والتي تسالم عليها تقريباً العلماء وبين تلك الروايات التي اشار اليها الاخ بان المقصود من خروجه من اليمن او من خراسان ليس هو حركة اعلانه وخطبته في المسجد الحرام واعلانه للخروج والحركة الاصلاحية انما خروجه بمعنى ممهدات خروجه باعتبار ان لدينا حركة او راية اليماني وراية الخراساني التي هي من الرايات المرتبطة بالامام المهدي؟
السيد محمد الشوكي: نعم هو بعد ان ثبت لدينا ان الخروج سوف يكون من مكة المكرمة وهذا مما لا ريب فيه يمكن حمل الروايات الاخرى لانه الحمل اولى من الرد كما يقال فيمكن توجيه وحمل الروايات الاخرى بنحو هذه المحامل.
المحاور: باعتبار ان خروج اليماني والخراساني حتمياً؟
السيد محمد الشوكي: اليماني نعم يمثل ركناً من اركان حركة الامام المهدي سلام الله عليه وكذلك ايضاً الخراساني فيمكن ان يحمل على هذا الوجه لكن بالنسبة الى الثابت قطعاً ويقيناً ان الخروج بما هو مصطلح عليه والظهور سوف يكون من مكة المكرمة وهو اساساً الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ومستوطن لتلك الديار المقدسة كما هو واضح فالرواية الشريفة نعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة طيبة يعني المدينة المقدسة مدينة النبي المنورة فهو مستوطن اساساً لتلك الديار سلام الله عليه مع انه له هامش وحرية كبيرة في الحركة سلام الله عليه.
المحاور: يعني اكثر سكناه المدينة المنورة؟
السيد محمد الشوكي: لا شك نعم والامام يملك قدرات خارقة لا تستعطي عليه الحدود فيتحرك بما شاء بما يأذن الله تبارك وتعالى، وبما يحقق مصالح الاسلام ومصالح المسلمين التي يراها الامام سلام الله عليه ولله جنود السماوات والارض.
المحاور: بقيت ملاحظة صغيرة في سؤال الاخ زهير محمد وهي هل يكون ذلك يعني خروج المهدي سلام الله عليه قبل عودة الحجاج الى ديارهم؟
السيد محمد الشوكي: لا قطعاً الامام المهدي سلام الله عليه خروجه سوف يكون في محرم ربما يكون هناك قسم كبير من الحجاج يرجعون وقسم ربما يتأخرون خصوصاً وان اعداد الحجاج في ازدياد كل سنة اساساً اعداد البشرية في ازدياد اعداد المسلمين في ازدياد ربما في السنوات الاتية سوف تكون حركة رجوع المسافرين بطيئة نوع ما بحيث يتأخر البعض منهم الى العاشر لانه خروج الامام سلام الله عليه سوف يكون عشرة محرم الحرام في يوم السبت او في يوم الجمعة مع السبت جمعاً بين الروايات.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي الجمع الذي اشرتم اليه بين بعض الروايات بعضها تقول الجمعة وبعضها تقول السبت؟
السيد محمد الشوكي: نعم هناك روايات تصرح بان الامام سلام الله عليه يخرج في يوم السبت وهناك روايات وبعض الادعية تدل على انه يوم الجمعة الذي هو اليوم المؤمل في ظهوره وانتظار الفرج للمؤمنين على يديه، وربما الظهور هو يكون الجمعة ما بين ليلة الجمعة والسبت في يوم واحد يعني.
المحاور: او يكون خطبته في المسجد الحرام يوم الجمعة وعشية الجمعة في حين بدء حركته؟
السيد محمد الشوكي: نعم بداية الظهور ربما في ليلة الجمعة ومن ثم اعلان ظهوره سلام الله عليه يكون في يوم السبت.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احباءنا تفضلوا بمتابعة باقي فقرات البرنامج.
*******
نواصل تقديم هذه الحلقة من البرنامج بتذكيركم مرةً اخرى بموقع الاذاعة على شبكه الانترنت الذي بأمكانكم متابعة حلقاته كتابةً وصوتاً، عنوان الموقع هو: www.arabic-irib.ir.
اما عنوان بريدنا الالكتروني فهو: [email protected] فأرفدونا بمشاركاتكم.
*******
حان الآن اعزاؤنا موعدكم مع رواية هذه الحلقة من روايات الفائزين بلقاء الشمس وقد اخترنا لها عنوان:
لماذا لا نتوسل الى الله بالمهدي
نقل عن آية الله الشيخ التقي النمازي الشاهرودي انه رافق في اواسط القرن الماضي قافلة توجهت من ايران الى الديار المقدسة لحج بيت الله الحرام.
وعندما كانت حافلة النقل التي تقلهم - وهم قرابة الاربعين حاجاً- تسير على طريق مكة الى المدينة، ضل السائق الطريق وزج بالحافلة في الصحراء فتاه فيها وظل يسير بالحافلة على غير هدىً حتى نفد وقودها وغارت عجلاتها في الرمل.
تحير الحجاج في امرهم، ثم اخذوا يتوسلون الى الله عزوجل، وبقوا في تلك الحالة الصعبة اسبوعاً حتى نفد بالكامل ما كان معهم من زاد السفر، واشتد حالهم حتى ايقنوا بحلول الاجل؛ واخذوا يستعدون له بالاستغفار والدعاء والتوجه الى الله عزوجل.
وفي تلك اللحظات الصعبة قال لهم الشيخ النمازي: لماذا لا نستشفع الى الله بإمام زماننا والمنقذ الموعود المهدي (عجل الله فرجه)؟
استجاب الحجاج لدعوته وقاموا ملتفين حوله وهو يدعوالله بتضرع ويقسم عليه بحق قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله)، حتى بلغ بهم التضرع والتوجه الى الله ذروته، فإذا بهم يرون رجلاً يقبلون عليهم يتوسطهم رجل ذو طلعة بهية وغرة منيرة، فتقدم الشيخ النمازي نحوهم وسأل الرجل البهي بعد السلام عليه قائلاً: هل انتم من اهل هذه البادية؟
اجابه الرجل: نعم، ايها الشيخ النمازي!
لم يلتفت الشيخ النمازي ورفاقه في ذلك الحين الى غرابة ان يسميه ذلك الرجل باسمه ومن اين يعرفه؟ بل بادر الى ان طلب منه ان يرشده الى طريق المدينة المنورة، فقال له الرجل: لا بأس عليكم، لا تستعجلوا، كلوا واشربوا اولاً من زادنا!
وقدموا لهم التمر والماء فطعموا وشربوا، وسرعان ما استعادوا قواهم ثم امرهم الرجل ان يركبوا الحافلة، فأستجابوا، ثم نادى سائق الحافلة وباسمه ايضاً وامره ان يشغل محركها، ففعل واشتغل المحرك رغم نفاد وقوده، ثم تحركت السيارة بسهولة رغم ان عجلاتها كانت غائرة في الرمل، وارتفعت اصوات الحجاج بحمد الله والصلاة على النبي وآله دون ان يلتفتوا الى غرابة ما يرون.
يقول الشيخ النمازي، في غضون ذلك كان الرجل يسألني عن اوضاع خراسان والزراعة فيها، فأثنيت عليها واخذت اتحدث عن بركاتها وهو يعلق قائلاً: هذا من فضلنا اهل البيت!
ثم سألني: كيف حال الشيخ حسين.
فقلت: تعني ذلك الحوزوي الذي يرتقي المنبر الحسيني - وكنت اعرفه- فهو من محافظتنا خراسان.
قال: نعم اعني هذا الخطيب الحسيني.
قلت: صحته جيدة ولله الحمد.
فأعرب عن تأييده له وقد اصبح هذا الخطيب الذي كان يومها شاباً فتياً احد مراجع الدين فيما بعد!
وبعد ان دلهم الرجل على الطريق ورأوا حافلات اخرى تسير عليه ودعهم، ورجع الى اصحابه، يقول الشيخ النمازي: انتبهت فجأة الى ما جرى وغرابته ومعرفة هذا الرجل ذي الظاهر البدوي بأسمائنا واوضاعنا والشيخ حسين وتشغيل الحافلة رغم نفاد وقودها وغير ذلك، فرجعنا فوراً الى محل توديعنا له فلم نر له ولا لأصحابه اثراً على امتداد البصر وهناك ادركت انه لم يكن سوى مولانا المهدي (ارواحنا فداه) واطلنا التفكير في قوله (عليه السلام): هذا من فضلنا اهل البيت!
ثم جلسنا نبكي شوقاً اليه ونحمد الله عزوجل ان من علينا بمحمد وآل محمد (صلوات الله عليهم اجمعين وعجل فرجهم).
اما مسك الختام لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب فهو منتخب من الصحيفة المهدوية وصلوات مولانا بقية الله عليه السلام على النبي وآله ضمن الصلوات التي امر (عجل الله فرجه) المؤمنين بتلاوتها يوم الجمعة.
«اللهم صل على محمد وأهل بيته الائمة الهادين والعلماء الصادقين، الابرار المتقين، دعائم دينك واركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك، وخلفائك في ارضك، الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم على عبادك وارتضيتهم لدينك وخصصتهم بمعرفتك وجللتهم بكرامتك وغشيتهم برحمتك، وربيتهم بنعمتك، وغذيتهم بحكمتك والبستهم نورك ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك، وشرفتهم بنبيك صلواتك عليه وآله. اللهم صل عليه وعليهم صلاة زاكية نامية كثيرة دائمة طيبة لا يحيط بها الا انت ولا يسعها الا علمك ولا يحصيها احد غيرك برحمتك يا ارحم الراحمين».
*******