فتحت السلطات الأوكرانية تحقيقا في الساعات الأخيرة بشأن سرقة مخازن أسلحة وذخيرة في الجبهة الشرقية وبالأخص مقاطعة خاركيف، وتسجيلها على أنها “مفقودة” في مناطق القتال، وبيعها لأجانب.
يعرض خبراء عسكريون وباحثون، ما يرونها مؤشرات لتحول أوكرانيا إلى “سوق سوداء” لبيع السلاح، وتأثير هذا على المدد القادم لها من حلفائها في حلف الناتو، خاصة مع معاناة بعض حلفائها من نقص الأسلحة.
السوق السوداء
يرجح الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، أن تتأخر شحنات أسلحة وعدت بها واشنطن عن الوصول إلى كييف؛ خشية بيعها في السوق السوداء ، مذكرا بأن بلاده سبق وأن حذرت من أن الأسلحة القادمة لأوكرانيا يسقط كثير منها في يد المليشيات والعصابات.
يضرب مينيكايف أمثلة على مؤشرات الفساد داخل أوكرانيا في هذا الملف:
حلّت أوكرانيا عام 2021 في المرتبة 122 على “مؤشر الفساد” الذي يصنّف 180 دولة.
تشكك الجمهوريون بالكونغرس الأميركي في وصول المساعدات الأوكرانية إلى جبهات القتال.
عبّر الإنتربول عن قلقه من أن تقع الأسلحة في أيدي المجرمين في أوروبا وخارجها.
تم كشف أسلحة غربية في بؤر صراع في الشرق الأوسط وإفريقيا.
تقارير غربية تُفيد بأن 30 بالمئة فقط من الأسلحة المقدمة لكييف تصل إلى وجهتها النهائية.
واشنطن غير قادرة على تتبع الأسلحة بعد دخولها لأوكرانيا.
خصصت الولايات المتحدة دعما عسكريا لأوكرانيا بقيمة 23 مليار دولار منذ بدء الحرب فبراير 2022، بينما خصصت بريطانيا 3 مليارات و700 مليون دولار، وألمانيا 1.4 مليار، وبولندا 1.8 مليار، بخلاف الدعم من دول أخرى.
مساع أوكرانية
الأكاديمية سمر رضوان، نائب رئيس تحرير مركز “رياليست” للدراسات ومقره موسكو، تتفق في أن “الدعم الغربي لكييف سيتأثر فعلا نتيجة سرقة الأسلحة وبيعها في السوق السوداء، كما أن تاريخ أوكرانيا كمركز لتهريب الأسلحة لا يدعو للتفاؤل”.
وفق الباحثة، فإن جميع الإحصائيات والمعلومات ميدانيًا كشفت أن الأسلحة الغربية تصل إلى طريقين في أوكرانيا لا ثالث لهما؛ الأول: البيع والتجارة سواء على مستوى القيادات العسكرية بكميات كبيرة أو الأفراد وهم المجندون.
الطريق الآخر هو الإعدام حرقا؛ خشية أن تقع الأسلحة في قبضة القوات الروسية وكشف ما بها من وسائل اتصالات.
وأبدت نائبة رئيس تحرير “رياليست” دهشة من استمرار الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي ، في الإلحاح على واشنطن وأوروبا لإمداده بأسلحة جديدة وثقيلة، وسط هذا “الواقع غير المريح للحلفاء فيما يخص مصير هذه الأسلحة”.
“ستعرفون بعد سنوات”
في يناير الماضي، قال جون سوبكو، المفتش العام لهيئة إعادة إعمار أفغانستان في الولايات المتحدة ، إنه في غضون سنوات سيعرف الناس ويقرأون قصصا حول تعرض أموال في أوكرانيا للاحتيال والهدر والتبذير.
أضاف سوبكو، الذي قضى نحو عقد في رصد ملايين الدولارات الأميركية التي أسيء صرفها في أفغانستان: “حتى عندما يتعلق الأمر بقضية نبيلة، فإن السرقات تقع حتما، كما يُساء التصرف أيضا، إلى جانب أمور أخرى مثل المحسوبية والقرارات الغبية، وهذا الأمر من صميم الطبيعة البشرية”.