وعقد الاجتماع التخطيطي والتنسيقي والتآزري الأول لاقامة مراسم "يوم القدس العالمي" بشكل ملحمي بحضور أعضاء لجنة انتفاضة القدس التابعة لمجلس تنسيق الإعلام الإسلامي في إيران ومسؤولين ونشطاء في الشأن الفلسطيني والقدس.
وقال رمضان شريف، رئيس لجنة الانتفاضة والقدس، في هذا الاجتماع، وضمن اشارته إلى سبب وكيفية احتلال الصهاينة للأراضي المقدسة في فلسطين، ان الاحتلال التدريجي لفلسطين كان خطة وبرنامجًا دوليًا اتفقت عليها القوى العالمية في ذلك اليوم بهدف احتلال أرض فلسطين بل والهيمنة على العالم الإسلامي كله، بمعنى آخر، السيطرة على غرب آسيا، ولهذا السبب تابع القادة اليهود الاحتلال من النيل إلى الفرات كإستراتيجيتهم الرئيسية.
وأضاف ان الصهاينة ومن أجل احتلال فلسطين في ذلك الوقت، ابتكروا أدبيات ذات طابع مظلومية للشعب اليهودي، وفي هذا الصدد التزمت القوى الأوروبية والأمريكية أيضاً، وجرى في هذا السياق التأكيد على تعرض اليهود للضغوط من قبل النازيين، وزعموا أن اليهود كانوا مسالمين، كما استخدموا القصة المزيفة للهولوكوست للحصول على دعم الغربيين في المجالات السياسية والدعائية والفنية والقانونية.
وأشار رئيس لجنة الانتفاضة والقدس، الى سبل دعم قادة نظام الهيمنة والغطرسة للصهاينة، وقال انه للقيام بمهمة ضمان هيمنة الغرب في العالم الاسلامي بواسطة الكيان الصهيوني قاموا بتشكيل جيش بحجم قوة عظمى قوامه مليون وثلاثمائة ألف شخص وقد جهزوه بجهاز استخبارات قوي وخطير وجنائي في نفس الوقت.
وشدد على أن الأمة الإسلامية تواجه مؤامرة عالمية على مواردها وثرواتها منذ 75 عاماً، وأضاف: "اليوم أصبح واضحا للعالم أجمع أن هذه المؤامرة لم تصمم فقط لتشكيل حكومة على أرض مساحتها الجغرافية 27 ألف كيلومتر مربع، وتكشف قائمة الجرائم ووحشية الكيان الصهيوني المزيف والقاتل للأطفال على مدى العقود السبعة الماضية بوضوح أبعاد الأهداف الخفية والعلنية لإنجلترا وأمريكا والكيان الصهيوني وباقي حلفائهم في هذا المشروع.
ولفت شريف في جانب اخر من كلمته إلى التطورات الأخيرة المهمة والمفاجئة في فلسطين المحتلة، وقال: بعد الانتخابات الأخيرة وتشكيل حكومة نتنياهو وعودته إلى السلطة، اثار تنظيم التجمعات الاحتجاجية غير المسبوقة وإحتمالات تصعيدها ميدانيا وتحولها الى حرب أهلية كخيار جاد مخاوف وقلق الكيان الصهيوني الشديد بحيث أنه حتى الجدران الخرسانية التي بناها الصهاينة لم تعد تضمن أمنهم.
وقال ان الكيان الصهيوني في مجال السياسة الخارجية يحاول من خلال "اتفاقيات إبراهام للسلام" تعويض ضعفه الجيوسياسي، واكتساب الشرعية وزيادة عمقه الإستراتيجي، خاصة في منطقة غرب آسيا، لكن الأدلة تظهر أنه بالرغم من إبرام بعض اتفاقيات الدفاع والأمن المشترك مع دول المنطقة وتطبيع العلاقات فإنه لم يكن أكثر من سراب ويتجهان بسرعة الاضمحلال والفشل.
وأكد رئيس لجنة الانتفاضة والقدس أن سرعة التطورات في الأراضي المحتلة وثقة فصائل المقاومة بنفسها لمواجهة قوات الكيان الصهيوني الغاصب، فضلاً عن زيادة العمليات الاستشهادية ومهاجمة الصهاينة في عمق الأراضي المحتلة، تظهر حساسية ومصيرية الحوادث والأحداث الجارية وخاصة في الضفة الغربية، وقال: اتساع التهديدات من غزة الى الضفة الغربية والأراضي المحتلة وتفعيل نمط جديد من الجهاد الشعبي، وخاصة في اوساط جيل الشباب ضد الصهاينة تكشف أن الشباب الفلسطيني يفضل المقاومة المسلحة على الحلول الأخرى.
وفي إشارة إلى توصيات قائد الثورة الإسلامية لرؤساء بعض الدول الإسلامية والعربية بالتعويض عن الخطيئة الكبرى الناجمة عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، أكد: أن القضية الفلسطينية تحولت من قضية عرقية وعربية إلى قضية عالمية ودولية كمطلب دولي، وانفتحت أنظار العالم على جرائم الكيان البربري الغاصب للقدس، وان أحداث وتطورات الأشهر الأخيرة، خاصة في الضفة الغربية المتمركزة في جنين، تظهر انهيار معادلات وحسابات الإستكبار في منطقة.