الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين المؤمنين والثائرين على الباطل هو السيد يحيى بن عبد الله المحض حفيد الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه، هذا العالم المجاهد هو احد ابطال واقعة فخ، واقعة فخ التاريخية الرهيبة بفجائعها وبعد القضاء عليها من قبل الطاغية الهادي العباسي هرب هذا العالم وعدد آخر من القواد منتشرين في المدن النائية للنجاة بانفسهم فالتجأ يحيى الى عدد من البلاد واخيراً استقر في بلاد الديلم لذلك تأريخياً اشتهر بصاحب الديلم، يحيى بن صاحب الديلم يعني يحيى بن صاحب الديلم يحيى بن عبد المحض. في بلاد الديلم عمل على تشكيل تجمع مناهض للبطش العباسي وفي هذه الاثناء قتل الهادي العباسي وجاء مكانه في الخلافة هارون الرشيد والرشيد كان يعاني هاجساً مقلقاً له من انتفاضات العلويين، من جملة قواد الانتفاضات يحيى بن عبد الله المحض، الفضل بن يحيى البرمكي كان والياً من قبل هارون الرشيد على شرق خراسان، الفضل بن يحيى البرمكي علم بمكان اختفاء يحيى فابلغ الرشيد، الرشيد كتب للفضل بن يحيى البرمكي انه يعطيه الامان فكتب له ان اعطيه الامان واذا قبل الامان فليتجه الى بغداد ويفد على البلاط هذا حدث وكتب الفضل اماناً موثقاً من قبل الرشيد وللاسف اطمئن يحيى الى ذلك الامان واخذ به دون ان يشعر بان الغدر من صفات العباسيين، الواقع ان هذه غابت عن ذهن يحيى فسلم نفسه وشهد ببغداد ووفد على الرشيد فالرشيد اجراءاً للامور على ظاهرها اكرمه واخلعه وبقي يحيى حراً طليقاً ببغداد فترة وقلت انه خفي عليه ما يفعله العباسيون من خدع وغدر واذا فجأة قبض عليه بحجة ان الرشيد جعل حجة كشبه فرصة لتصفية يحيى، خلق له بعض التهم منها ان الرشيد يزعم انه في يوم من الايام وفدت اليه معلومات بان يحيى يتآمر عليه المهم القاه في الحبس وبعد فترة احضره مقيداً بين يديه ولما احضر كان من جملة الحضار عبد الله بن مصعب بن الزبير فشهد، الظاهر ان الخطة مدبرة ومفبركة بهذه الصورة ان عبد الله بن مصعب شهد امام الرشيد بان يحيى يتآمر ويخطط لمؤامرة واخذ يذكر اشياء مصطنعة ومزيفة هنا التفت يحيى بن عبد الله المحض يخاطب الرشيد قال له: كيف تطمئن لاقوال رجل معروف بعداءه للعلويين اباً عن جد، هذا الذي يشهد عليَّ هو خصم الي وهو غير مستقل ثم قال له هذا حفيد عبد الله بن الزبير الذي خطب اربعين جمعة ولم يذكر في الخطبة اسماً للنبي ابداً وكان يكتفي بالبسملة فقط ولما اعترض عليه قال اذكره بقلبي فقيل وما يمنعك عن ذكره بلسانك قال ان له اهيلة سوء فاذا ذكرته احمرت اوداجهم وانا لا اريد ان ادخل عليهم سروراً ثم سرده تفاصيل، كيف هم؟ كيف جدهم؟ عبد الله بن عباس مبعد من قبل عبد الله بن الزبير الى الطائف وكيف شرد اولاده وساءهم سوء العذاب وحتى ان يحيى بن عبد الله المحض في هذا المجلس استشهد باشعار مصعب في ذم العباسيين، هنا انقلب السحر على الساحر والتف الخناق على عبد الله بن مصعب فاخذ يقسم بالايمان المغلظة ان لا صحة لذلك ولكن يحيى قال للرشيد ان هذا القسم كاذب وسترى انعكاس هذا عليه بعد ايام فالرشيد مع غضبه على عبد الله بن مصعب اعاد يحيى بن عبد الله المحض الى السجن وامر السجان بان يشدد من معاملته واما عبد الله بن مصعب بن الزبير سبحان الله نتيجة هذه الشهادة المزورة والتهم بعد ذلك بثلاث او اربع ايام ابتلي بعاهة شديدة ومات على اثرها اما هذا العالم الذي اتحدث عنه وهو يحيى بن عبد الله المحض بقي سجيناً في زنزانة مظلمة لفترة ثم احضره الرشيد وامر بضربه في المجلس مئة سوط وكانت حلاوة هؤلاء الطواغيت ولذتهم هتك العلويين وايذاء اولاد رسول الله صب الاذى عليهم باي صورة، فلما ضرب يحيى في المجلس اغمي عليه واعيد الى الحبس بعد ايام اعيد الى المجلس وضرب ايضاً ومرة ضربوه ضرباً الى ان مات فظنوا انه انتهى رموه في حظيرة للوحوش وكان قد اجاعوا الوحوش عمداً فوثبت عليه وقطعته وكان مشهداً مؤلماً بحيث تجمع الناس ان العديد منهم كان يرى هذا المشهد وكان لا يستطيع ان يكتم حزنه، نقل بعض رفاته او ما تبقى من رفاته حفيده ادريس وكان ادريس بعد ذلك لما هرب الى تلمسان كان يتحدث عن الفجائع والمعاملة التي مر بها اولاد الامام الحسن سلام الله عليه وهم اجداده واعمامه كان يروي مآسيهم الواحد بعد الاخر فوصل الى مأساة جده وهو يحيى قال مات جدي يحيى بالتعذيب والجوع والعطش، وبعد ذلك نقل رفات جده الى مقابر قريش التي كانت مشهد الامامين الامام الجواد والامام موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليهم وهذه المقبرة كانت مشهورة ببقيع العراق يعني مقبرة السادة من ابناء الرسول ومقبرة الكثير من اتباع اهل البيت الذين قتلوا في مناسبات مختلفة مثلاً في مسجد براثا ايام الخلفاء العباسيين حدثت ثلاث مذابح لاتباع اهل البيت دفنت اجساد الشهداء كلها في مقابر قريش فبعض الثوار او القادة والحركات والانتفاضات التي حدثت ايام العباسيين دفنوا في مقبرة قريش او مقابر قريش ببغداد ومنهم هذا العالم الجليل السيد يحيى بن عبد الله المحض حفيد الامام الحسن المجتبى دفن هناك عام 186 هجرية طبعاً كان الامام الصادق والامام الرضا لما يتحدث حينما تزوره المواكب والوفود من بعض البلاد يتحدث عن ما عاناه ابناء الامام الحسن سلام الله عليه فلما كان الائمة يذكرون يحيى بن عبد الله المحض يترحمون عليه كداعية للاسلام ورفع لواء الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وشرد من بلد الى بلد وخضع الى تلك الخديعة والغدر وبالتالي استشهد بهذه الطريقة الحزينة والمؤلمة وشرد اهله واولاده وكانوا لمدة طويلة لا يعرفون عن امره وعن مصرعه وعن مكان قبره.
نسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******