الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن خيار الصادقين واخيارهم شهيد من شهداء الاسلام الصحابي كميل بن زياد النخعي اليماني اصلاً كميل بن زياد هو من اترعت نفسه بحب الامام علي بن ابي طالب حتى اصبح لصيقاً به لا يفارقه، كان الامام يودعه اسراره وهو كميل لما اصفه بالصحابي هو لم يرى النبي لكن في الواقع عاش ايام النبوة ولهذا يعتبروه من الصحابة، البعض يقول من كبار التابعين، بما ان الامام علي هو شخص رسول الله كما يقول القرآن في آية المباهلة «وانفسنا وانفسكم» فمن يعاشر علياً صلوات الله وسلامه عليه كمن يعاشر النبي، طبعاً اذكر الاخوة المستمعين والاخوات المستمعات مامنّا من لم يسمع بدعاء كميل، دعاء كميل الامام امير المؤمنين اودعه كميل بن زياد ذلك اليوم لم يكن هناك تدوين ثم انه تتلف الوثائق فحفظه الامام كميل بن ابي زياد، هذا الدعاء (اللهم اني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبقوتك التي قهرت بها كل شيء وخضع لها كل شيء)، طبعاً هذا الدعاء هو من اعظم ما تركه لنا اهل البيت من تراث وقد دأب العلماء واهل العلم في النجف الاشرف قبل خمسين سنة او اكثر كما اتذكر كان العلماء والفضلاء يحفظون اطفالهم من الصغر اربع مواد طبعاً بعد القرآن الكريم منها دعاء الصباح وزيارة الجامعة وزيارة امين الله ودعاء كميل، في السبعينات كنت اقرأ في عمان مرة من المرات دعاني مفتي السلطنة، دعاني الى وجبة طعام عنده واعطيته بعض الكتيبات قال لي انا مغرم بدعاء كميل فوضع المسجل وانا قرأت له دعاء كميل فسجله وكان يقول انا لم اسمع في حياتي جمل بهذه الثروة العالية كهذه الجمل، من هذا كميل قلت له ان الكلام هذا للامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه والامام حفظه تلميذه ولصيقه كميل بن زياد واوصاه الامام ان يقرأه في ليالي الجمعة حتى ان كميل لما كان في مدينة هيت وسط العراق كان هناك والياً من قبل الامام امير المؤمنين كان ليالي الجمعة هذا الوالي كميل بن زياد يجمع الناس ويقرأ لهم دعاء كميل، المؤرخون ذكروا لقطة لطيفة عن كميل بن زياد وهي تظهر لنا جانباً من غزارة علم امير المؤمنين وعمق تفكيره يقول كميل بن زياد نتمشى انا والامام امير المؤمنين في الكوفة في ليلة مررنا على كوخ واذا برجل في الكوخ في منتصف الليل مشغولاً بالتهجد ويبكي بشدة وهو يقرأ هذه الآية «امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائماً» كميل يقول نظرت الى الرجل رأيته ودموعه وعبادته تعجبت فوصفت ذلك للامام امير المؤمنين وانا اشيد بعبادته يقول كميل لاحظت عدم اكتراث الامام بما نقلته له ثم قال لي الامام يا كميل لا يغرنك طنطنة الرجل ونحيبه هذه نقطة مهمة انه من اهل النار، كميل صعق لذلك وكأن الامام اعطاه سراً او لغزاً وستكشف له الايام ذلك اللغز، سبحان الله كم وكم انا وانت نؤخذ بالمظاهر والشعارات والعبارات الجميلة التأريخ يقول ان الخوارج من ابرز صفاتهم حفظهم للقرآن وتلاوته لكن لا يغيب عن اذهاننا حديث الرسول صلى الله عليه وآله كم قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، الان هؤلاء الذين يقومون بقتل الناس بالجملة في العراق وفي باكستان وفي افغانستان يذبحون الناس يفجرون ويقتلون ويهدمون البيوت على رؤوس الناس يقتلون الاطفال ويقطعون الرؤوس ترى مظاهرهم ولحاهم نفس القوم ابناء القوم والخط نفس الخط، كميل يقول لما ذكرت عبادة هذا الرجل الامام قال لي لا يعجبك ولا تؤخذ بطنطنته يقول دارت السنين والايام صارت فتنة الخوارج وهم المارقون وآخر الامر انتهت المواجهة بالنهروان يقول انا والامام امير المؤمنين كنا نتمشى وننظر الى اجساد القتلى والى قوادهم فوقع بصر الامام امير المؤمنين على جسد من قتلى قواد النهروان، يقول انا جنب الامام فلم انتبه لكن الامام قرأ هذه الآية بصوت عال «امن هو قانت اناء الليل ساجداً وقائماً» كميل يقول لما قرأ الامام هذه الآية نظرت الى وجه ذلك القتيل واذا به هو ذلك الرجل الذي كان في الكوخ يتعبد وينتحب يقول انا قبل سنين لما سمعت الامام يقول لي لا يغرنك طنطنة الرجل وعبادته انه من اهل النار واذا انكشف لي هذا اللغز هناك، كميل بن زياد طرد ايام الحجاج لانه عنصر حي وشخصية صارخة بالنسبة الى فضائل اهل البيت وتلميذ مقرب من الامام امير المؤمنين بالحجاج بن ابي يوسف الثقفي جزار العراق احد جزاري العراق كان يطارد رجالات الشيعة واهل البيت وكل من يعرف ميله لاهل البيت كان يطارده فكان يبحث عن كميل بن زياد وجاهر في طلبه حتى حرم كل اصحاب كميل وقومه وصار يضايقهم ويهينهم وحبس قسماً منهم. بعض المصادر تقول انه في سبيل القبض على كميل حبس ابنتيه وتركهما في الحبس بوضع فجيع سبحان الله هذا السلوك لجأ اليه هدام العراق في هذه الثلاثين سنة او الاربعين سنة التي حكم بها العراق كم من العلماء والخطباء والشخصيات اذا ماكان يتمكن من القبض عليهم كان يأتي بزوجته او ابنه او ابنته يعذبه الى ان يضطر الطرف ان يسلم نفسه فيقتله نعم باساليبه المعروفة والقوم ابناء القوم والمدرسة نفس المدرسة، كميل بن زياد لما وصله الخبر ان الحجاج زج ابنتيه في السجن ويتعمد بهتكهن كان يقول عمري انتهى وانا ابن ثمانين سنة فسلم نفسه فلما سلم نفسه للحجاج انهال عليه بالشتائم وكالعادة وعادة الطغاة الامويين اخذ يتهمه، ايام بني امية كانت التهمة رائجة ورخيصة لزج الشيعة وتبرير قتلهم، انت ممن اشترك في قتل عثمان والحال انهم هم بني امية الذين قتلوا عثمان ومعاوية المسؤول الاول عن قتل عثمان، والتاريخ، العلايلي وغير العلايلي ومن يتتبع التأريخ بدقة يعرف ان الامويين هم قتلة عثمان ومروان بن الحكم هو احد العناصر القوية التي خططت لقتل عثمان ولكن الذريعة انت شريك في قتل عثمان، قال كميل للحجاج، قال هذه ذرائع وانا اعرف وانت تعرف، انت تريد قتلي اقول لك وجهاً لوجه لقد اخبرني مولاي امير المؤمنين بكل ما يجري علي فاصنع ما انت صانع وهنا من اجل ان يكشف الامور على طبيعتها قال جميع اقراني واصحابي ما اخبرهم الامام امير المؤمنين الا وحدث وانا شاهدته بعيني ولاحظته فأنا اخبرني مولاي بما سيجري علي فاصنع ما انت صانع فامر الحجاج هنا بقطع رأس كميل، واستشهد رضوان الله عليه ودفن سراً في صحراء بين النجف الاشرف وكربلاء والكوفة وبعد ذلك بسنوات ظهر قبره وبني عليه بناء واليوم له مزار كبير يعرف بمزار كميل بن زياد استشهاد كميل عام 83 والان قبره معلماً من معالم اهل البيت ومن معالم سجل الشهداء وفي صحن كميل مقابر لكثير من شهداء الحملة التكفيرية وغيرهم وهناك ايضاً مقبرة خطيب الاسلام خطيب المنبر الشيخ الوائلي تغمده الله برحمته أسأل الله الرحمة والرضوان لهذا الشهيد كميل بن زياد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******