البث المباشر

محمد بن ابي عمير البغدادي

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 413

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اتم المصاديق للصادقين هذا العالم الكبير فقيه اهل البيت المرحوم محمد بن ابي عمير البغدادي رضوان الله تعالى عليه، هذا له حق في اعناقنا ومن باب ان في قصصهم لعبرة، لم نعثر على تأريخ ولادته، المرحوم الكشي في رجاله يقول انه محمد بن ابي عمير ممن اجمع اصحابنا على تصحيح ما يصح عنه واقروا له بالعلم والفضل اما الشيخ الطوسي رحمه الله يقول ان محمد بن ابي عمير من اوثق الناس عند الخاصة والعامة ومن انسكهم واروعهم واعبرهم.
محمد بن ابي عمير لا غرابة اذا اصبح بهذا الموقع لانه عاصر وعاشر ثلاثة من الائمة الطاهرين ويكفي الانسان ساعات ان يعاصر اماماً فكيف بثلاثة من الائمة عاش معهم وحفظ منهم وروى عنهم وهم الامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه والامام الرضا والامام الجواد بابي هو وامي وكان الامام الرضا يعتبره ثقة والعلماء يقبلون مراسليه، اما بعض فصول حياته او جهاده او ورعه وترفعه او اباءه، المصادر تقول انه كاسباً فعمل اضافة الى موقعه العلمي كاسباً، الروايات تروي عنه هذه القصة تقول انه تعرض الى غرم يعني باصطلاحنا الشعبي افلس وتبخرت كل امواله واصبح بحاجة الى الدرهم الواحد وكان يعيش بصعوبة وذكروا انه كان في تلك الفترة دائناً ويطلب احد اصدقاءه مبلغ عشرة الاف درهماً فرغم هذه الضغوطات لم يطالبه بها ابداً لكن المدين وهو ايضاً من رجالات المؤمنين ابراهيم بن محمد رأى وضع محمد بن ابي عمير وهو مطلوب له فاضطر الى بيع منزله الذي يسكنه ليسدد دينه، هذه القصص لما ننقلها لا لنقتل الوقت بالقصص ولكن لتكون لنا عبرة وتكون لنا مدرسة وقدوة، هذا باع بيته الذي يسكنه من اجل ان يعطي دين محمد بن ابي عمير فجاء له بالعشرة الاف درهماً، استغرب محمد بن ابي عمير سأله هل وصلك ارث بشكل مفاجئ قال لا قال هل عثرت بكنز قال لا قال هل كانت لك ضيعة فبعتها فقال لا ولكن لما علمت بوضعك وضيق امورك بعت داري التي اسكنها من اجل ان افي دينك هذا سمع وتأذى واستشاط واعاد المبلغ اليه ورفض اخذه ولما سأله عن سبب امتناعه قال سمعت عن مولاي الامام الصادق انه قال لا يخرج الرجل من مسقط رأسه بالدين لذلك انت ترى في الفقه الاسلامي في باب الدين او في باب الغرامة او في باب الاقتصاص الفقهاء يبحثون هذه المسألة، في كل الحالات دار السكن يستثنوها التي يسكن فيها الانسان وعائلته، محمد بن ابي عمير يقول له انا الان بأمس الحاجة الى درهم واحد ولكن والله لن يدخل جيبي من اموالك هذه شيء ابداً واعاده اليه، هذا في باب سلوكه الاجتماعي اما على صعيد الجهاد والوقوف بوجه الطغاة فقد ذكرت المصادر ان محمد بن ابي عمير كان لسان صاخراً لفقه اهل البيت تضايقت منه السلطة وامر المأمون بسجنه فسجن في سجن قاسي وضيق عليه، يقول الفضل بن شاذان ان الحاكم العباسي كان يضغط عليه بالتعرف على من يراسل الامام الرضا ومن له صلة بالائمة وكان محمد بن ابي عمير يرفض ذلك ولم يعبء بتلك الضغوط ابداً ورفض ان يعطي اسم رجل واحد، هذا جانب من جوانب الجهاد المهم في سبيل الله دفاعاً عن الاسلام لكن هذا الدكتاتور العباسي وانتقاماً من محمد بن ابي عمير امر بصلبه عارياً كنوع من انواع التشفي والانتقام وامر بجلده بالسياط حتى يكشف عن اسماء هؤلاء، الرواية تقول ان التعذيب امض به وكان ان يذكر ذلك هذا ما رأيناه في سجون العراق زمان الطاغية الدكتاتور وعصابته، فنون التعذيب لا يقوى لساني عن ذكرها محمد بن ابي عمير عاري ومصلوب ويجلد بالسياط فكاد ان يذكر اسماً او اسمين للتنفس لكن احد زملاءه كان مسجون في زنزانة بجنبه وهو محمد بن يونس، هؤلاء مدارس كان يسمع انين محمد بن ابي عمير واستغاثته فناداه يا محمد اذكر موقفكم بين يدي الله واهوال القيامة يخف المك ويقوى صبرك يقول له هذا الالم والتعذيب لألا يضعف من صلابتك وارادتك ومن صبرك اذكر موقفك بين يدي الله من هذا تعرف اهمية وخطر وروع يوم القيامة فأنهال الجلادون يضربون محمد بن يونس لما سمعوا انه من زنزانته يقوي بعزيمة محمد بن ابي عمير انهالوا عليه يضربونه، اذكر هذه الملاحظة ايضاً لان الوقت تهرم عن محمد بن ابي عمير وهي كما رواها الفضل بن شاذان قال انني زرت العراق ولاحظت مشهداً "منظراً" وهو ان رجلاً يعاتب زميلاً على كثرة عبادته وطول سجوده فكان يقول له اخشى على عينيك من طول سجودك واذا ذهب بصرك ما تصنع وانت صاحب عيال كثير وفقير الحال فكان زميله يجيبه محتجاً بمحمد بن ابي عمير يقول له لو كان طول السجود يضر بالبصر لفقد محمد بن ابي عمير بصره انه كان يسجد عند طلوع الشمس ولا يرفع رأسه حتى تزول الشمس هذا ما ذكره الفضل بن شاذان.
ختاماً اذكر انه سجن ايام الرشيد في سجن السندي بن شاهك سجان الامام الكاظم وعذب في سجنه بامر الرشيد وكان يضرب في اليوم عشرين سوطاً لا لذنب الا لتشيعه حتى كتب الله له النجاة، توفي محمد بن ابي عمير في بغداد عام 217 هجرية ودفن هناك تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة