البث المباشر

جابر بن عبد الله الانصاري

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:00 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 410

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن مشاعل الصادقين وهو رمز من رموز اصحاب اهل البيت ومناصري اهل البيت وهو جابر بن عبد الله الانصاري رضوان الله تعالى عليه، جابر بن عبد الله الانصاري ثالث زائر للحسين صلوات الله وسلامه عليه بعد استشهاده بعض الادباء يقولون: 

وثالث الناس من الزوار

قبر الحسين جابر الانصاري

جابر الانصاري له سابقة طويلة مع رسول الله صلى الله عليه وآله والنبي يوم دخل المدينة كان معه مجموعة وهم المهاجرون، هؤلاء كان غريباً عليهم جو المدينة فالنبي آخا بينهم وبين الانصار، الانصار الذين من جماعته والانصار من اهل المدينة، آخا بينهم اخوة الايمان، الاخوة في الله، قسم منهم دخل المدينة وما عنده حتى ثوباً فلما كان النبي يؤاخي بين الانصار والمهاجرين يقول للذي من الانصار ناصفه ما عندك، نعم جابر بن عبد الله الانصاري آخا النبي بينه وبين واحد من المهاجرين ولم يملك شيئاً فقال لجابر ناصفه، يقول جابر من يوم ناصفت هذا ما عندي اعطاني الله اضعافاً واضعافاً، هذه ان شاء الله تكون قدوة ودرس لنا وامثالنا، الامام الهادي سلام الله عليه له كلمة يقول من آمن بالخلف جاد بالعطية، يعني اذا احداً يعتقد ان الله يعوضه فالله يعطي وفعلاً رأينا هذا في حياتنا ورأيناه مع انفسنا والحمد لله، جابر الانصاري اخلص بالصحبة لرسول الله، يقولون النبي كان يوماً يزن ويعني بيده ميزان طعاماً او تمراً وكل واحد من الانصار يقول له يا رسول الله اعطيني الميزان تعبت النبي يقول لا، يجب ان اعطي الميزان لاحد تكون يده تطرح البركة واقبل جابر الانصاري فصاح النبي اهلاً بمن كنت انتظره واعطاه الميزان، هذه ميزة ملفتة للنظر، اكثر من هذا كان النبي يودعه بعض الاسرار، اروي حادثة ويرويها ابن حجر في الصواعق رغم ان هذا الرجل متصلب ومتطرف بالنسبة الى افكارنا وتراثنا ولكن يروي الرواية وهي من النصوص على اهمية الامامة وموقع الامامة وموقع الامام وتسمية الامام، نستفيد من هذه القضية عدة اشياء واحدة مثلاً ان اسماء الائمة مرة تأتي من منطلقات ذاتهم يعني الامام الكاظم سمي بالكاظم لكظمه الغيظ، الامام الصادق سمي بالصادق لصدق حديثه، الامام الباقر سماه رسول الله كيف سماه رسول الله وهو ولد بعد وفاة رسول الله بكذا سنين، هنا نعود الى جابر الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة، جابر بن عبد الله الانصاري في احد الايام يسأل النبي يقول يا رسول الله كم اعيش بعدك؟ وكيف اموت؟ في الواقع مسألة الآجال هي من صنع الله ومن فعل الله ومن اسرار الله يستحيل ان يستطيع احد ان يقول اعيش كذا وكذا، نعم هنالك تلميحات، هناك علامات لان الانسان اعماله وتصرفاته تقصر عمره وتكثر عمره لكن جابر الانصاري لما سأل النبي انا كم اعيش بعدك؟ النبي لم يقل له كذا سنة لكن اعطاه بعض المؤشرات منها قال يا جابر ستبقى حتى تلقى لي ولداً من الحسين اسمه اسمي، اسماء الائمة اما النبي ينص عليها مثل اسم الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه نصل عليه رسول الله بالاسم وبالملامح والكنية، الباقر عليه السلام يقول النبي لجابر ستبقى حتى تلقى لي ولداً من الحسين اسمه اسمي وشمائله شمائلي فاذا لقيته فأقرأه عني السلام بمعنى انت اذا رأيته تحضر وتعرف انك تعيش آخر ايامك، النبي ارتحل الى جوار ربه وجابر الانصاري عاش عيشة صعبة وذهبت عيناه مع ذلك لم يعتبر نفسه ساقط عن التكليف، وهو بصير كان يقف في التقاطعات التي كانت مركزاً للتجمع من كل الاطراف، يقف هناك ويصيح ايها الناس علموا اولادكم حب علي فلقد كنا نختبر ولد الحلال بحب علي، هكذا خدموا اهل البيت، هكذا وفقوا لخدمة ونصر اهل البيت، يصيح ايها الناس علموا اولادكم، جابر الانصاري في آخر عمره كبر وكان يتمنى الموت سمعوه يصيح الا موت يباع فاشتريه فهذا العيش ما لا خير فيه، كان يجلس في المسجد النبوي ويصيح يا باقر العلم، الناس يقولون هذا مجنون يقول لهم لست بمجنون ولكن النبي قال لي هكذا الى ان ذات يوم مر الباقر وهو صبي صغير مع اطفال يتحدثون، سمع صوتاً ركض وصاح للاطفال قال لهم تكلموا واحداً واحداً فتكلم الباقر قال له بني انت من قال انا ابن الامام زين العابدين قام فقبله وقال له لك رسالة من النبي يقرأك السلام، رجع الباقر لابيه وقال له القضية هكذا فقال يا بني اكتم ذلك ولا يستخبر به اعداءنا ربما يقتلوك فاسألوا جابراً قال النبي اخبرني والحمد لله كل ما اخبرني به النبي تحقق الا هذه وما اصابني شيء من الشك حتى تطبقت والحمد لله، جابر الانصاري مكفوف البصر في المدينة رأت ام سلمة في المنام الحسين قتل والنبي مغبر اللون جلست واتت الى القارورة التي تركت فيها تربة من كربلاء النبي كان قد اعطاها اياها، رأتها تحولت دماً عبيطاً اقامت عزاءاً على الحسين، على ضوء هذا تحرك جابر الانصاري من الحجاز من المدينة اتى صوب الكوفة واذا اخبار مصرع الحسين واستشهاده فجعل يلطم على رأسه واصطحب عطية الكوفي الذي هو من علماء الكوفة ومن الزهاد ومن الابطال ومن مفسري القرآن وصلوا بمحاذاة الفرات كربلاء الامام زين العابدين سلام الله عليه يصل الى كربلاء مع عماته وجابر وعطية يزورون الحسين واذا يقول له عطية يا جابر ارى سوادة من بعيد كأن جابر لديه بعض المعلومات من آل البيت قال لغلامه اذهب اذا كان من جماعة ابن زياد نرى ملاذاً ونضيع انفسنا واذا كان مولاي فأنت حر لوجه الله، جلسوا في ملاذ واذا الغلام ذهب سمعوه يصيح ويلطم ويبحث عن جابر، طلع جابر وطلع عطية وقالوا ما بك؟ قال يا جابر قم واستقبل مولاتي زينب، قم واستقبل حرم الله، قال هذا مولاي زين العابدين اقبل، فلما اتى بيده الامام زين العابدين صاح جابر هذا واجهشا بالبكاء والامام يصيح ها هنا قتلت رجالنا سلام الله على الحسين وعلى زواره وعلى جابر عبد الله الانصاري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة