وأُقِيم المهرجان الذي حمل شعار (وأشرَقتْ بِنُورِ المَهدِيّ) عند باب قبلة مَرقَدِ أبِي الفَضلِ العَبّاسِ (عَلَيهِ السّلامُ)، وحضره مدير مكتب المتولّي الشرعي للعتبة العباسية الدكتور أفضل الشامي وعدد من مسؤولي العتبتَيْن المقدّستَيْن، وتضمّن إيقاد (1189) شمعةً بعدد سني عمر الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) مرتّبةً بطريقةٍ فنّية لتشكّل عبارةً معيّنة تتغيّر في كلّ عام، وقد شُكّلت هذه السنة لكتابة عبارة: (ومِنّا مَهدِيُّها).
وابتُدِئ المهرجان بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم للقارئ عادل الكربلائي، أعقبتها كلمةُ الأمانتَيْن العامّتَيْن للعتبتَيْن الحسينيّة والعبّاسية، ألقاها بالنيابة عضو مجلس إدارة العتبة العباسية الدكتور عباس رشيد الموسوي، وابتدأها بتقديم التهاني للحاضرين وللأمّة الإسلاميّة بحلول ذكرى ولادة الإمام الحجّة المنتظر(عجّل الله فرجه الشريف)، وأوضح فيها أن "احتفال اليوم بذكرى هذه الولادة الميمونة، ليس إلّا أملاً منا بأماننا لإقامة دولة الحق والعدل والقسط"، مبيناً أن "الاحتفال هو ترجمة لقناعتنا بالمشروع الإلهي عبر حجّته في الأرض، الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) وكلمته التامة في أرضنا، وإيمانٌ به وبغيبته".
وبعد ذلك استمع الحضورُ لنخبةٍ من القصائد ألقاها شعراء أهل البيت (عليهم السلام)، وهم كلٌّ من الشاعر كرار حسين الكربلائي ومحمد الأعاجبيبي وابو حسنين الربيعي، وكذلك كانت هناك فقراتٌ إنشاديّة اشترَكَ في تقديمها كل من المنشد علي الوائلي والرادود احمد الموسوي.
وكان الختام بقراءة سورة الفاتحة لشهداء العراق ومن ثم إيقاد شمعة المولد المبارك التي تشرّف بإيقادها الفائز يوسف حامد من خلال قرعة تم سحب اسمه من بين الحاضرين، بعدها وُزّعت شهادات تقديرية للشعراء وهدايا تبركية للزائرين والتي كانت مسك ختامه.
ويعتبر مهرجان الشموع تقليد سنويّ يتضمن إيقاد شموعٍ بعدد سنيّ عمر الإمام الحجّة بن الحسن (عليهما السلام) دأب عليه الحاج (مقداد كريم هادي) من مدينة الصويرة في محافظة واسط منذ عام 2001م، لكنّه تطوّر حيث أصبح يُجرى بإشراف العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية، في احتفاليّةٍ لإيقاد الشموع كلّ عام تطوّرت إلى مهرجان، ونظراً لكثرة الزحام ليلة النصف من شعبان قرّرت الأمانتان العامّتان للعتبتَيْن المقدّستَيْن أن يكون موعد انعقاد هذا المهرجان ليلة الرابع عشر من شهر شعبان المعظّم.