البث المباشر

تفسير موجز للآيات 11 الى 17 من سورة المجادلة

السبت 24 أغسطس 2024 - 11:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1004

 

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. حضرات المستمعين الأكارم سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.. تحية طيبة لكم وأنتم تستمعون إلى حلقة جديدة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنواصل فيها تفسير سورة المجادلة المباركة بدأً بالإسماع الى تلاوة الآيتين الثانية عشرة والثالثة عشرة منها فابقوا معنا...

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{12} أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{13}

أيها الأحبة، ورد في كتب التفسير أنه كان بعض الناس يزعجون النبي بمناجاته عندما يكون بين الناس، وكان أكثرهم من الأغنياء وأهل الدنيا، فكان ذلك يؤذي النبي (ص) والمؤمنين الحاضرين في المجلس، فنزلت الآية لإختبار مدى صدق علاقتهم بالنبي (ص)، فلم يعمل بها غير علي (ع) حيث صرف ديناراً بدراهم ليتصدق بدرهم كلما أراد مناجاة النبي (ص) قبل إلغاء الحكم، حيث لم يكن من الأحكام الدائمة.

و"الإشفاق" هو الخشية، وهو عناية مختلطة بخوف؛ لأن المشفق يحب المُشفَق عليه، ويخاف ما يلحقه.

وتكشف الآية الثامنة عن أن الهدف من تشريع الصدقة قبل مناجاة النبي (ص) هو اكتشاف المؤمن الصادق والمحب للنبي (ص) وتمييزه عن غيره، ولم يكن الهدف هو الصدقة، ثم رفع الحكم عندما لم يلتزم أكثر الناس به. كما يعاتب الله في هذه الآية المؤمنين الذين رجحوا الأموال على مناجاة النبي وتركوا المناجاة لأنها تلزمهم بالصدقة قبلها.

ومما يمكن إستنتاجه من هاتين الآيتين المباركتين أولاً: يمكن للمعلم أن يجعل على المتعلم مبلغاً مقرراً يدفعه، وسواء أخذه المعلم نفسه، أو أمره بدفعه إلى غيره، كما في الصدقة والدفع الى الفقراء.

ثانياً: يهتم الإسلام برفع حاجة الفقراء بأي وسيلة ممكنة، ولو بفرض الصدقة على الذين يريدون اللقاء الخاص بالنبي (ص).

ثالثاً: يعرف مدى إيمان الناس، ومقدار رغبتهم في العلاقة بالنبي (ص) بتخييرهم بين المال وبين النبي (ص).

رابعاً: إذا لم نفعل المستحبات، فلنقم بالواجبات، فالله عزوجل يأمر الذين لا يدفعون الصدقة قبل مناجاة النبي (ص) بإيتاء الزكاة.

وخامساً: علينا أن ننعم النظر في أعمالنا فالله سبحانه وتعالى هو المراقب المطلع.

أما الآن، أيها الأفاضل، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة المجادلة..

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{14} أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{15}

أيها الأحبة، على الرغم من أن الله عزوجل يخبر عن غضبه على عدد من الأشخاص والجماعات، إلا أنه ربما كان المراد ممن غضب الله عليهم، في هذه الآية هم اليهود؛ وذلك لأن صرح القرآن بالغضب على اليهود في آيات أخرى، بقوله تعالى في سورة البقرة (وباءو بغضب من الله). والمراد من الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم، هو المنافقون.

ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان الشريفتان أولاً: تولي الذين غضب الله عليهم، وإنشاء علاقة صداقة حميمة بهم، من الأمور التي يستحق فاعلها التأنيب.

ثانياً: من الأمور المطلوبة في المجتمع الإسلامي تمييز الموالي عن غيره، ومعرفة العدو والمنافق.

وثالثاً: من عادة المنافقين اللجوء إلى الأيمان الكاذبة لإثبات براءتهم واتخاذ المقدسات وسيلة لغاياتهم.

أما الآن، إخوتنا الأفاضل، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيتين السادسة عشرة والسابعة عشرة من سورة المجادلة المباركة..

اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ{16} لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{17}

أيها الأكارم، يعتمد شياطين الجن والإنس على وسائل عدة لصد الناس عن سبيل الله، وجرهم إلى الإنحراف، ومن هذه الوسائل القسم الكاذب المشار إليه في الآية السادسة عشرة.

ومما نستقيه من هاتين الآيتين المباركتين أولاً: القرآن جاد في تحذيره ولا تنفع الأموال ولا الأولاد يوم القيامة.

ثانياً: من أوجه إختلافات الدنيا والآخرة هو أن الأموال والأولاد قد تعطي صاحبها موقعاً في الدنيا وتساعده على تحقيق ما يريد، وأما في الآخرة فلا أثر لا للمال ولا للولد.

وثالثاً: النفاق في الدنيا من أسباب الخلود في النار في الآخرة.

مستمعينا الكرام، بهذا قد وصلنا وإياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى اللقاء القادم تقبلوا تحيات إخوتكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بخير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة