وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي نعيم العبودي في لقاء مع وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الايراني محمد علي زلفي كل ، في إشارة إلى ان هنالك 75 ألف طالب جامعي عراقي يدرسون في إيران: أن الطلب على الدراسة في إيران كبير جدًا وهنالك عدد كبير من الطلاب العراقيين مهتمون بالدراسة في إيران كدولة صديقة وجارة.
وأشار إلى أن الجامعات العراقية غير قادرة على الاستجابة لهذا الحجم من الطلبات، داعيا الجمهورية الاسلامية لزيادة استيعاب قبول الطلاب العراقيين لديها.
وأضاف العبودي: نتوقع أن تحل إيران بعض المشاكل في دراسة الطلاب حتى لا يختار الطلاب العراقيون خيارات أخرى لدراستهم.
وأشار إلى أن التعاون السياسي والاقتصادي الإيراني على مستوى جيد ، وقال: إن القدرات والطاقات العلمية للبلدين تتطلب تعاونًا جادًا وهامًا مع بعضنا البعض في مجال العلوم والبحوث ، وفي هذا المجال نحن بحاجة لتخطيط دقيق وتشكيل فرق عمل خاصة.
وفي إشارة إلى زيارته لبعض واحات العلوم والتكنولوجيا في إيران ، أضاف وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي: هناك واحات علمية مشابهة في العراق ونحن مهتمون بمشاركة خبرات البلدين في مجال الشركات المعرفية والتكنولوجية.
ونوه إلى إنشاء أول فرع لجامعة العلوم الطبية الإيرانية في العراق ، وقال: إن الأرضية جاهزة الآن لمزيد من التعاون بين الجامعات تحت إشراف وزارة العلوم والجامعات العراقية.
*مقترح عقد اجتماع مشترك لرؤساء الجامعات في إيران والعراق
من جانبه اعتبر وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الايراني، في هذا الاجتماع ، العلاقة بين الشعبين الإيراني والعراق بانها علاقة قلبية قائمة على المحبة والمودة لوجود العديد من مراقد الائمة المعصومين عليهم السلام.
وفي معرض تأكيده على زيادة التبادل العلمي المشترك بين إيران والعراق في مجالات الابحاث والطلبة والندوات المشتركة ، قال زلفي كل: ان عقد لقاء مشترك بين رؤساء الجامعات ومراكز الابحاث والتكنولوجيا في إيران ورؤساء مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في العراق يمكنه أن يساعد في تعرف البلدين على طاقات كل منهما الاخر والمعرفة الدقيقة لمجالات التعاون.
*التعاون في مجالات البيئة والنفط والغاز
ورحب وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا الايراني باقتراح وزير التعليم العالي العراقي بجعل المصالح المشتركة للبلدين أساس التعاون العلمي والتكنولوجي ، وأضاف: هناك بعض المجالات العلمية التي تهم البلدين، ويمكننا إجراء ابحاث مشتركة ومن بين هذه المجالات يمكن الاشارة الى حقول النفط والغاز والبيئة.
واشار زلفي كل الى إن عددًا كبيرًا من الطلبة الجامعيين العراقيين يدرسون في إيران ، وقال: نحن نعتبر الطلاب العراقيين أبناءنا ونحاول جعلهم يواصلون دراستهم في إيران براحة البال وبأقل قدر من الهواجس.
*التعاون في مجال تعليم اللغة الفارسية والعربية
واعتبر التعاون بين إيران والعراق في مجال التعليم الجامعي باللغتين الفارسية والعربية أحد مجالات التعاون المشتركة بين البلدين ، واعلن رغبة إيران في إنشاء كراسي تدريس للغة الفارسية في الجامعات العراقية ، وأضاف: نرحب بتدريس اللغة العربية في الجامعات الإيرانية.
وأكد زلفي كل: إذا كان بإمكان الطلاب الإيرانيين المتخصصين في اللغة العربية وآدابها قضاء جزء من دراستهم في الجامعات العراقية ، فيمكنهم تعلم اللغة العربية بطريقة أعمق وأكثر جاذبية في البيئة الحقيقية.
وقال أيضا: يمكننا تنظيم الدراسة الجامعية لمرحلة البكالوريوس في بعض مجالات الدراسة بشكل مشترك بين جامعات البلدين بحيث يقضي الطالب عامين من الدراسة في إيران وعامين آخرين في العراق.
وفي إشارة إلى التغيرات المناخية الطبيعية وبعض نتائجها مثل الجفاف وقضايا نقص المياه التي تسببت في آثار اجتماعية واقتصادية معينة ، أضاف زلفي كل: اننا نواجه في عالم اليوم بروز ظواهر جديدة مثل إنترنت الأشياء والجوفضاء وفي الفضاء الافتراضي وتكنولوجيا المعلومات وقد أوجدت أيضًا بيئة ثقافية جديدة يمكننا من خلالها تبادل الأفكار بين البلدين لإدارة هذا المناخ الثقافي الجديد.
وأشار إلى أن إيران والعراق لديهما موارد نفطية وغازية غنية ، وقال: يمكن للبلدين الابتعاد عن بيع الموارد الطبيعية الخام بالاعتماد على العلم وزيادة الاستثمار في هذا المجال وزيادة التعاون العلمي المشترك لتصدير مواردهما الطبيعية ذات القيمة المضافة والسعر الحقيقي للبلدان الأخرى على أساس العلم والمعرفة.
وفي ختام هذا الاجتماع ، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون العلمي والبحثي بين إيران والعراق من قبل وزير العلوم والابحاث والتكنولوجيا الايراني ووزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي.
وحضر اللقاء وحيد حدادي نائب وزير العلوم الايراني للشؤون الدولية وقاسم عمو عابديني نائب وزير العلوم الايراني للشؤون التعليمية ونصير عبد المحسن عبد الله سفير العراق لدى إيران.