موضوع البرنامج:
أبيات للسيد حيدر الحلي في التشوق للمهدي(عج)
معنى لقب "علم الهدى" من القاب المهدي(ع) في زيارة آل ياسين
دلالة وجود مقامات منسوبة للامام المهدي (عليه السلام)
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول من هو ابن صياد وما علاقته بظهور المهدي عجل الله فرجه
*****
لبني الهدى معانيه تنمى
قد زكا فرعها وطاب شذاها
جده جد بالمناقب حتى
ضاق عن وسع جانبيه فضاها
هو عين الله التي تلحظ الغيب
فلم تنطبق كرى جفناها
وعليه الأعمال تعرض يمتاز
بعينه درها وحصاها
خاتم الأوصيا به انبياء الله
من قبل بشرت أوصياها
واليه انتهت جميع المعالي
يوم عدت وكان منه ابتداها
مدرك للهدى هنالك وتراً
جحدته الأعداء من آباها
شأنه العفو في النوائب لكن
كل دار من العدى عفاها
ان عصته رهن الضلالة قوم
شق صمصامه الزليق عصاها
تطهر الأرض من عداه اديماً
بشبا السيف لا بسيل دماها
*******
الحمد لله الذي يرجع اليه الحمد كله ذي الأناة الذي لا يعجل. والصلاة والسلام على سفرائه الى خلقه وأعلام هداه الذين لا يخلو منهم زمان لا سيما ساداتهم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ورحمة الله وبركاته على الروح الزكية للسيد حيدر الحلي شاعر الولاء الصادق الذي افتتحنا هذه الحلقة بأبيات مختارة من احدى قصائده في مدح مولانا صاحب الزمان وبيان مقاماته المستفادة من الاحاديث الشريفة (سلام الله عليه).
واضافةً الى هذه الأبيات لنا في هذه الحلقة ايها الأخوة والأخوات وقفة مع دلالات تلقيب مولانا المهدي بلقب «علم الهدى» حتى في غيبته.
تليها اجابة من سماحة الشيخ علي الكوراني عن ابن صياد او صائد وعلاقته بظهور المهدي الموعود (عجل الله فرجه).
*******
ثم ننقلكم الى فقرة تتحدث عن ظاهرة المقامات المنسوبة للامام المهدي والمنتشرة في ارجاء العالم الاسلامي وكلام للرحالة المعروف ابن بطوطة.
الى الفقرة الأولى من فقرات هذه الحلقة مستمعينا الأكارم وقد اخترنا لها عنوان:
المهدي هاد الى الله في غيبته
«علم الهدى» هو - احباءنا- اللقب الثلاثون من القاب مولانا بقية الله المهدي (ارواحنا فداه) حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة، وهي كما تعلمون من اهم النصوص التي يزار بها امام العصر وتمتاز بأهمية خاصة هي كونها من اهم الوسائل التي يتوجه الى الله عزوجل بحجته المهدي (سلام الله عليه) كما ورد في مقدمة الزيارة.
وهذه الخصوصية والأهمية لهذه الزيارة تظهر في مختلف القاب صاحب الزمان المذكورة فيها ومنها هذا اللقب اي كون المهدي (عجل الله فرجه) هو «علم الهدى»، ولكن المهم هو أن نفهم جميع هذه الألقاب ونتفاعل وجدانياً مع معانيها بل ومع جميع فقرات هذه الزيارة المباركة على ضوء كونها وسيلةً للتوجه بإمام العصر (ارواحنا فداه) الى الله عزوجل.
وعلى ضوء هذه الحقيقة نقول إن اول ما يستفاد من تلقيب مولانا المهدي (عجل الله فرجه) بلقب «علم الهدى» هو كونه يهدي الى الله تبارك وتعالى وقربه وهذه من المهام الأساسية لجميع ائمة الهدى (عليهم السلام).
وهذه المهمة تصدق على الامام المنتظر في غيبته وفي ظهوره (عجل الله فرجه) ايضاً كما تقدم، ولكن إذا كان كونه كذلك في ظهروه امراً مفهوماً فكيف يكون علماً للهدى في غيبته (عليه السلام)؟!
إن مفهوم «العلم» يدل على الشيء الواضح الظاهر فكيف يصدق على الامام المهدي وهو في غيبته (عجل الله فرجه)؟ الإجابة عن هذا السؤال نجدها في وصف الأحاديث الشريفة للإمام المهدي في غيبته بأنه كالشمس إذا جللها السحاب.
وجه التشبيه ينبهنا الى أن الشعور بالشمس في اليوم الغائم هو شعور كامل لدى الانسان بوجودها، بمعنى أن كل إنسان يعلم كاملاً بوجود الشمس وبتحقق آثارها حتى وهي خلف السحاب.
هذا الشعور ينبغي ان يتوفر لدى المؤمن تجاه صاحب الامر المهدي (ارواحنا فداه) في غيبته، اي أن على كل مؤمن ان يرسخ في قلبه ووجدانه الأيمان الذي هدته اليه كثير من البراهين العقلية والقرآن والسنة الشريفة بالإمام المهدي وغيبته (عجل الله فرجه). وتحقق الانتفاع به (عليه السلام) في الغيبة وبكل شؤونه ومنها كونه حتى في غيبته علماً للهداية الى الله عزوجل.
والترجمة العملية في سلوك المؤمن في عصر الغيبة لدلالات هذا اللقب تتمثل في أن يطلب منه الفوز بالهداية المهدوية ويسعى باستمرار للحصول عليها بمختلف الطرق التي اقرتها الأحاديث الشريفة بأستخدامها لمخاطبة الإمام والتوجه اليه في غيبته للفوز بهدايته والطافه الالهية (سلام الله عليه).
أيها الأخوة والأخوات، من إختنا الكريمة نورة جمعه الساعدي من العراق وصلتنا رسالة اشتملت على مشاركة وبعض الأسئلة، اما المشاركة فهي عبارة عن مقطوعة ادبية تعبر فيها عن مشاعرها في التشوق لظهور المهدي الموعود (ارواحنا فداه) وظهور الحق والعدل على يديه، نختار منها هذه الفقرات مع بعض التعديلات تقول فيها مخاطبةً بقية الله المنتظر (عجل الله فرجه):
متى نراك ومنك الثغر مبتسم
وفوق علياك تاج صيغ من ذهب
يا راية الدين اضحى الدين في نصب
يا شمسه الكبرى ازح دوامة النصب
يا راية الأمن دنيانا غدت هرجاً
والليل داج بسيف الظلم والكذب
إكشف غمام الجور والتزوير واقشعه
بكفك العليا وامطر مثقل السحب
فأنت الذي يملأ الدنيا برحبتها
قسطاً وعدلاً بموفور من الرتب
*******
نشكر الأخت الكريمة على مشاركتها الجميلة، وأما أسئلتها فقد عرضها زميلنا على ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني للإجابة عنها في هذا الاتصال الهاتفي، نستمع معاً:
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وردت الى البرنامج رسالة من الاخت نورا جمعة الساعدي من العراق تسأل عن ابن الصياد، تقول: ما قصة ابن صياد الذي ذكره الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) في حديث له مروي في كتاب الملاحم، ما علاقة هذا الشخص بظهور القائم المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟ تفضلوا سماحة الشيخ:
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، حديث ابن صياد اختي الكريمة هذا حديث رواه مسلم، روته صحاحهم، اتفق، اتفقت مصادر اتباع المذاهب على تصحيح هذا الحديث وانا بحثته في الفصل الاول او الثاني من المعجم الموضوعي لاحاديث الامام المهدي (سلام الله عليه) واصل الموضوع ان عمر قال: انه ولد الدجال، اين ولد؟
قالوا: ولد الدجال قال: انا رأيته في نخلل وهو عبد الله بن صائد وابن صائد يقال: انه يهودي وامه انصاريه لعل امه من الخزرج، قال انه ولد، روى عمر انه اخذ النبي ورواه الدجال ايضاً وقالوا انه هو موجود، وقال لا تغضبوه فأنه يخرج من غضبة يغضبها، ويرون انه حفصة كانت تؤكد على الموضوع، عبد الله بن عمر و يقول انه: رأيته في الطريق وناقشته. فتقول حفصه لا تغضبه فأذا اغضبته يخرج الدجال ويكون هو الدجال، يقول لما غضب علي وملأ الطريق، هذه موجودة لكنه عندهم اولاً مشكلة قبول هذه الاحاديث، كيف تقبل، عبد الله بن صياد مسلم وشارك في الفتوحات وإذا اولاد رواة وحفاظ وهو كان يصيح ويقول انا لست الدجال، الا تقول ان الدجال لا يدخل مكة، انا حجيت.
المحاور: يعني شخص حقيقي سماحة الشيخ؟ موجود؟
الشيخ علي الكوراني: نعم شخص حقيقي وكان يصيح ويقول، لا احد يجلس معي لا احد يرافقني، لان عمر البسني هذا، هذه قضية عبد الله الصائد واولاده في مصادرهم وكتب الرواة يوثقوهم، هذه مشكلة، مشكلة ثانية عندهم احاديث صحيحة، حديث ايضاً رواه مسلم عن تميم الداري وان الدجال موجود في جزيرة مثل جزيرة قبرص وانه هو رآه وهو مكتف ومقيد بقيود وينتظر لما تفك قيوده ويخرج، من الذي كتفه هناك؟ يقال سليمان، كعب الاحبار وهو يماني قال انه في اليمن ومن زمان نبي الله سليمان مقيد هناك ومنتظر حتى يخرج فصار عند اتباع المذاهب ثلاث دجالات، الدجال الذي يؤكد عليه عمر، دجال يؤكد عليه تميم الداري، دجال يؤكد عليه كعب الاحبار، وكل هذه الاحاديث صحيحة ووقعوا فيها، صحيحة عندهم، نحن عندنا، خلاصة الموقف. اخي الكريم انه عندنا نحن لا نأخذ بها ابداً، الدجال ليس شخصاً مولوداً وانما يكون موجوداً وظهوره ليس قبل الامام المهدي (سلام الله عليه) بل بعد ظهور الامام ودولته، هو واحد يهودي من النواصب يكونون حركة مضادة للامام وتضخيم الدجال هذا امر يهودي والدجال ينتظرونه ويعتبرونه هذا زعيمهم المنتظر. تضخيم الدجال لا نقبل به وظهوره قبل الامام لا نقبل به.
*******
اعزاءنا المستمعين نواصل تقديم هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) من اذاعة طهران، مجددين ترحيبنا بمشاركاتكم واقتراحاتكم وآرائكم واسئلتكم، تفضلوا برفد البرنامج بها عبر عناوين الاذاعة ومنها بريدها الالكتروني وهو: [email protected].
او بريدها العادي وهو: (ايران - طهران- ص .ب ٦۷٦۷).
كما نذكركم بأن بأمكانكم الاستماع ومتابعة سائر حلقات هذا البرنامج على موقع الاذاعة في شبكة الانترنت وعنوانه هو: www.arabic-irib-ir.
*******
نشكر لكم احباءنا طيب متابعتكم لبرنامج (شمس خلف السحاب) وننقلكم الآن الى الفقرة التالية إخترنا لها عنوان:
مقامات صاحب الزمان (عليه السلام)
من الظواهر المشهودة في كثير من البلدان الاسلامية - مستمعينا الافاضل- وجود المقامات والمشاهد المنسوبة لصاحب الزمان (عليه السلام) والمستفاد من تحقيقات الباحثين في تأريخها أن اصل ظهور هذه المقامات يرجع إما الى كون مكانها شهد لقاءً مهماً بين أحد الأخيار والصاحب (عليه السلام) كما هو حال مقام المهدي (عليه السلام) في كربلاء المقدسة او الحلة. او في المسجد الجامع في اصفهان واما كون أن مكان المقام شهد ظهور كرامة الهية للمهدي (عليه السلام) كما هو حال سرداب الغيبة في سامراء الذي شهد كرامة الاحباط الاعجازي لمحاولة رسل الخليفه العباسي للقبض على الامام المهدي في غيبته الصغرى في الرواية المشهورة التي نقلتها المصادر المعتبرة عن قائد المجموعة التي أرسلها الخليفة العباسي لاغتيال الامام (ارواحنا فداه).
ويستفاد من بعض التحقيقات التأريخية - مستمعينا الاكارم- أن بعض المقامات المنسوبة للخضر نسبت الى هذا العبد الصالح (عليه السلام) بسبب عدم معرفة صاحب الحادثة او الذين إطلعوا عليها بالامام المهدي (عجل الله فرجه) وعقيدة مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) في غيبته؛ فإهتموا بهذه المقامات التي ظهرت منها الكرامات الالهية ونسبوها الى الخضر (عليه السلام) لأجماع المسلمين على كونه حياً وفي غيبة.
ولذلك يلاحظ ان المقامات التي تنسب للخضر (عليه السلام) تنتشر في الأماكن التي يقطنها مسلمون من غير اتباع مدرسه اهل البيت (عليهم السلام) وعلى اي حال فقد ثبت في احاديث ائمة العترة النبوية الطاهرة (عليهم السلام) ان الله تبارك وتعالى قد اعد العبد الصالح الخضر (عليه السلام) وأطال في عمره ليكون رفيقاً لمولاه ومولانا المهدي المنتظر في غيبته ووزيراً له عند ظهوره (عجل الله فرجه).
بقي أن نشير - ايها الأخوة والأخوات- ان المصادر التأريخية تعرفنا بأن وجود هذه المقامات والمشاهد يرجع الى عصر الغيبة الصغرى واستمر ظهورها على مدى التأريخ الاسلامي.
فمقام الامام المهدي (عليه السلام) في مسجد السهلة مثلاً يرجع اصل ظهوره الى الغيبة الصغرى، فيما يرجع مقامه في مسجد اصفهان الجامع الى القرن الهجري العاشر.
كما أن التاريخ الاسلامي يعرفنا من خلال عدة روايات متناثرة أن ظهور الكرامات الالهية واهتمام المؤمنين بزيارة هذه المقامات إستمرا طوال التاريخ رغم المضايقات التي كان يتعرض لها المؤمنون بسبب ذلك فمثلاً نقرأ في رحلة ابن بطوطة المشهورة قوله عن زيارته للعراق:
«ثم سافرنا من البصرة فوصلنا الى مشهد علي بن ابي طالب (عليه السلام) وزرناه، ثم توجهنا الى الكوفة فزرنا مسجدها المبارك ثم الى الحلة حيث مشهد صاحب الزمان... واتفق في بعض تلك الايام ان واليها (اي الحلة) منع اهلها من التوجه على عادتهم الى مسجد صاحب الزمان... فأصابت ذلك الوالي علة مات فيها سريعاً...».
ثم ذكر ابن بطوطة أن موت الوالي المفاجىء زاد من اعتقاد المؤمنين (الذين سماهم غفر الله له بالرافضة) ببركة مقام صاحب الزمان (عليه السلام) وذكر ايضاً أن زيارتهم له لم تمنع بعد موت الوالي المشار اليه.
رزقنا الله واياكم مستمعينا الافاضل الإستهداء بهداية مولانا وامام زماننا المهدي بمختلف صورها وتقصي آثاره ارواحنا فداه بمختلف انواعها فهي مما يعمق مودته في القلوب. اللهم آمين، والى لقائنا المقبل نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******