وأضاف نداكامو، اليوم الجمعة: "تسود حالة هلع بين جميع الأفارقة في تونس، في ظل الاعتداءات المستمرة، حيث يُرجم الطلاب والعمال السود بالحجارة، وتهاجم منازلهم".
وأوضح أن "أصحاب المنازل المستأجرة يهددون بطرد الأفارقة، فضلا عن رفض بعض التجار التعامل مع ذوي البشرة السوداء".
وتابع "منذ بدء هذه الأزمة، حاولت السلطات المحلية تهدئة الوضع؛ معلنة اتخاذ كافة الإجراءات لضمان سلامة مواطني بلدان جنوب الصحراء. لكن للأسف، نشهد أن الاعتداءات مستمرة في الواقع".
ولفت نداكامو إلى أن جميع المعنيين بهذه الاعتداءات يلتزمون منازلهم، ولا يخرجون إلا عند الضرورة؛ خوفا على أمنهم، واتباعا للتعليمات التي تلقوها من مسؤولي بلادهم.
وأشار إلى أنه في أعقاب خطاب الرئيس التونسي، تعرض المواطنين الأفارقة إلى موجات متتالية من الاعتقالات والاعتداءات الجسدية، وساد القلق والخوف لدى جميع ذوي البشرة السوداء، بما فيهم مواطني أفريقيا الوسطى.
وحول الإجراءات التي يتم اتخاذها، قال نداكامو "وزارة خارجية أفريقيا الوسطى، تخطط إلى مساعدة المواطنين، الذين يرغبون بالعودة الى بلدهم.
وتعمل الجهات المختلفة على إطلاق سراح الطلاب، الذين تم توقيفهم بطريقة غير شرعية، خلال عمليات الشرطة لتوقيف المهاجرين غير الشرعيين.
وكان الرئيس التونسي أدلى بتصريحات حول المهاجرين غير الشرعيين في بلاده، المنحدرين من عدد من الدول الأفريقية؛ واعتبرها العديد من المتابعين "عنصرية".
وهاجم سعيد، في 21 شباط/فبراير، ما وصفها بـ "جحافل المهاجرين" من جنوب الصحراء الكبرى، الذين يتسببون في انتشار الجريمة، ويمثلون تهديدا للتركيبة السكانية في البلاد.
غير أنه شدد، على أن حديثه لا يشمل المهاجرين الشرعيين الموجودين في تونس.
وتبع ذلك، انتشار مقاطع فيديو وتقارير إخبارية متلفزة، تحدث فيها مهاجرون أفارقة، عن اعتداءات وتضييق من جانب السلطات التونسية.
من جانبه، أصدر الاتحاد الأفريقي بيانًا، أدان فيه تصريحات الرئيس سعيد، واعتبرها بمثابة "عنصرية وخطاب كراهية"، ستضر بأوضاع المهاجرين في تونس.
وعبّرت المفوضية الأفريقية عن "صدمتها وقلقها العميقين"، إزاء تصريحات الرئيس التونسي؛ مطالبة بمعاملة المهاجرين بكرامة.
وردت وزارة الخارجية التونسية على اتهامات الاتحاد الأفريقي، مبدية استغرابها من البيان الصادر عن أوضاع الجاليات الأفريقية في تونس؛ ورفضت ما ورد به من اتهامات "لا أساس لها من الصحة"، ومبنية على فهم مغلوط لمواقف الدولة التونسية.
وتعتبر تونس نقطة انطلاق للمهاجرين غير النظاميين في القارة الأفريقية، نحو الدول الأوروبية الواقعة على ساحل البحر المتوسط.