موضوع البرنامج:

ابيات محمد بن اسماعيل البغدادي في المهدي(عج)
دلالات لقب الثائر بأمر الله من القاب الشمس المهدوية
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول ملاحظة للشيخ النعمائي للنجاة من فتى أدعياء المهدوية
اعمال وادعية التعجيل بالفرج
قصة نجاة السيد الآوي ببركة التوسل بالامام المهدي(عج)

ناهيك من ركب تقوض من هم

وحدا به الحادي دجىً يترنم

ابدى الرنين فجاوبته حمامة

تنعى على طلل ودارس معلم

ذكر المعاهد بين منعرج اللوى

سحراً وسالف عهدها المتقدم

نادته والوجد ملوء فؤداه

وعن المحبة والهوى لم يسلم

خفض عليك فلست تلقى بعض ما

ألقاه من برح وطول تيتم

لا تسكب الدمع الهتون ولا تبح

بالسر ان بان الاحبة واكتم

فلذا لما لاقيت من فرط الأسى

والوجد والبلوى ووشك تألم

لم يشجني ذكر العذيب وبارق

وغزينتين وسفح ام الغيلم

فمتى ارى المهدي يظهر معلناً

للحق يوضح بالحسام وبالفم

ويسير في ام القرى في فيلق

لجب وجيش كالاسود عرمرم

ومواكب ترد المجرة خيلها

وسوى فواقع زهرها لم تطعم

يحملن اساداً كان سيوفها

برق تلألاً في سحاب مظلم

ويطهر الآفاق من عقب غدا

الايمان عندهم يباع بدرهم

*******

الحمد لله الغالب على أمره والناصر لمن نصره والحكيم في ربوبيته، والصلاة والسلام على هداة‌ خلقه بأمره وخلفائه في ارضه محمد وآله الطاهرين لا سيما خاتم الأوصياء بقية الله المهدي عجل الله فرجه.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في هذا البرنامج، نسأل الله ان تقضوا معنا فيها وقتاً نافعاً.
مجددين في بدايتها ترحيبنا بتواصلكم معنا عبر مقترحاتكم ومشاركاتكم واسئلتكم التي بأمكانكم ارسالها الينا عبر عناويننا ومنها البريد العادي وهو: ٦۷٦۷/۱۹۳۹٥.
والبريد الالكتروني وهو: [email protected].
أيها الاخوة والأخوات، في هذه الحلقة نقف اولاً عند دلالات لقب الثائر بأمر الله من القاب مولانا الحجة المهدي (عجل الله فرجه) ثم اجابات الشيخ علي الكوراني على اسئلة بشأن اعمال وادعية تعجيل الفرج المهدوي - تلي ذلك ملاحظة للشيخ النعماني (رحمه الله) عن سبل النجاة من فتن ادعياء المهدوية، واخيراً ننقل لكم روايه لقاء‌ السيد محمد الآوي بأمام عصره في عالم الرؤيا الصادقة ونجاته ببركة ذلك من السجن.
اما الأبيات التي افتتحنا بها هذه الحلقة فهي من قصيدة للأديب الولائي محمد بن اسماعيل البغدادي (رضوان الله عليه).

*******

فالى الفقرة الاولى وعنوانها هو:

القاب الشمس

يحمل لقب «الثائر بأمر الله» مستمعينا الاعزاء جملة من الدلالات المهمة في بيان مقامات مولانا بقية الله المهدي (عجل الله فرجه) وطبيعة الثورة الاصلاحية الكبرى التي أدخر لها سلام الله عليه.
هذا اللقب هو الثاني والعشرون من القابه حسب الترتيب في زيارة آل ياسين المباركة وهي من اهم زياراته واهم وسائل التوجه به (عليه السلام) الى الله تبارك وتعالى سواء عند الشدائد وطلباً لقضاء الحوائج او للتقرب مطلقاً اليه عزوجل بوليه المهدي.
وجاء لقب الثائر بأمر الله بعد لقب القائم بقسط الله، ليشير هذا التعاقب الى‌ ان ما يحققه امام العصر عند ظهوره عجل الله فرجه هو القسط الالهي بالتحديد وليس اي قسط او عدل كان، بمعنى ان ما يملأ الأرض به هو قسط الله وعدله الذي يعني اشمل وادق وأكمل معاني القسط والعدل وفي مختلف مجالات وشؤون الحياة الانسانية الاقتصادية‌ منها والسياسية والقضائية والتربوية والأخلاقية والمعنوية والثقافية والعبادية وهذه الشمولية لا نجدها في اي ما تعرضه المدارس الأخرى للعدل الذي تدعو له.
ويحمل لقب الثائر بأمر الله تبارك وتعالى دلالة اخرى اشارت اليها جملة من الاحاديث الشريفة وهي ان ظهور مولانا المهدي (عجل الله فرجه) منوط بالاذن الالهي والله تبارك وتعالى هو العالم بالوقت الذي فيه صلاح امره واظهار بقيته خاتم الاوصياء (ارواحنا فداه).
ولهذه الدلالة اثر تربوي مهم في صقل قلوب المؤمنين والمنتظرين على التسليم لأمر الله عزوجل حتى لا تحب تعجيل ما اخر الله ولا تأخير ما عجله فتكون راضية بكل ذلك مستعدة لظهور مولاها ونصرته في كل حين.

*******

ايها الأخوات والأخوة، حان موعدكم الآن مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يجيب عن اسئلتكم نستمع معاً:
المحاور: سماحة الشيخ من الاخت زهراء‌ الموسوي وردت الى البرنامج رسالة تشتمل على سؤال تسأل فيه عن اقدم الكتب المؤلفة عن الامام المهدي عليه السلام عند السنة وعند الشيعة، تسـأل عن اكثر هذه الكتب اعتباراً؟ تفضلوا سماحة الشيخ.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، سؤال مركب من قسمين، اقدم الكتب واكثرها اعتباراً، اقدم الكتب كتاب قبل ولادة الامام الف في غيبته وهذه ظاهرة ملفتة ومهمة، انه الفضل بن شاذان لانه كان معروف عن الائمة عليهم السلام ان الامام الثاني عشر سوف يغيب والنبي والائمة لهم كثير روايات في الغيبة فألف كتاباً في غيبة الثاني عشر قبل ولادته وهذا الكتاب نقلوا عنه وموزع الان في مصادرنا واسمه الغيبة وكذلك عندنا من اقدم الكتب النعماني الذي هو تلميذ الكليني الذي جمع من الكتب العديدة، الآن الرواة عن الائمة عليهم السلام وجدانه من اقدم الرواة هو كتاب في الغيبة، اذن هذه متعددة واقدمها هو الفضل بن شاذان.
المحاور: تقصدون من الرواة من سماحة الشيخ.
الشيخ علي الكوراني: يعني من اصحاب الائمة عليهم السلام ومن الرواة السفراء وقبل السفراء الفوا في الامام صلوات الله عليه وكذلك الفوا بعده من اكثر الكتب اعتباراً المؤلفة بعده في زمن الغيبة الصغرى النعماني هو كاتب الكليني والف كتاب الغيبة للنعماني وبعده الشيخ الطوسي بحوالي سبعين او مئة سنة الف كتاباً للشيخ الطوسي، الان اكثر الكتب المعروفة من قدمائنا في الامام صلوات الله عليه هي كتاب كمال الدين الصدوق وغيبة النعماني ويليه في الزمن كمال الدين الصدوق او معاصره ثم كتاب الغيبة للشيخ الطوسي قدس الله انفسهم وبشكل عام معتبره وانه احاديثها قابلة للصحة ويجب بحثها سنداً ودلالة.
المحاور: يعني سماحة الشيخ بالنسبة للعموم وغير المتخصصين، افضل مصدر يستفيدون منه؟
الشيخ علي الكوراني: ما يمكن ان يأخذ غير المتخصص لانه اراها الآن هؤلاء المدعين في العراق وغيره يتشبت بأية رواية ويفسرها كيفما يريد وخاصة اذا وجد كتاب الفتن لابن حماد، هذا ايضاً مؤلف قبل غيبته، قبل ولادة الامام سلام الله عليه، فيه تفاصيل ولكن لا يذكر ولادته ولكنه كتاب فيه الكثير وكتاب ضخم تراه الآن مجلدين وفيه من الاسرائيليات احمال واكداس اسمه كتاب الفتن لنعيم بن حماد، نعيم بن حماد هو ايراني متوفي وهو امام عند المذاهب وخاصة هو يميل الى التجسيم ايضاً اتباع بن تيمية يقبلونه وكتابه الفتن فيه الحشو الكثير وعن كعب الاحبار يمكن فيه الف رواية وغيره وغيره.
المحاور: هذا من الكتب؟
الشيخ علي الكوراني: نعم، هذا من المصادر السنية ويروي عن الامام الباقر والامام الصادق وهذا ايضاً من اقدم المصادر واستطيع ان اقول ان اقدم مصدر عند السنة هو كتاب الفتن لنعيم بن حماد.
المحاور: بالنسبة لغير المستقلة يعني هل هنالك اقدم من ذلك، فصول في كتب معنية مثلاً اختصت بالامام المهدي، هذه كتب مستقلة التي تفضلتم بها.
الشيخ علي الكوراني: نعم، كل الذين الفوا ودونوا الحديث دونوا اخبار المهدي صلوات الله عليه، الاستاذ البخاري عبدالرزاق عنده، ابن خزيمة وغيرهم شيوخ البخاري شيوخ شيوخهم الفوا ورووا روايات عن المهدي سلام الله عليه.
المحاور: سماحة الشيخ الكوراني شكراً جزيلاً.

*******

نتابع مستمعينا الأكارم تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل فائدة مستفادة من كتاب غيبة الشيخ النعماني رحمه الله تبين لنا احد السبل المهمة للنجاة من فتن ادعياء المهدوية، كونوا معنا وهذه الفقرة التي تحمل عنوان:

صفة المهدي والنجاة من الفتن

روى الشيخ النعماني )رضوان الله عليه( في الباب الثالث عشر من كتابه القيم (الغيبة) عدداً كبيراً من الأحاديث الشريفة المروية عن أهل بيت النبوة )عليهم السلام( في صفات الامام المهدي وسيرته عند ظهوره (عجل الله فرجه)، وختم الباب بملاحظة قيمة ومهمة‌ للغاية تبين لنا احد اهداف النبي وائمة عترته (صلوات الله عليهم اجمعين) من الاخبار مسبقاً عن صفات المهدي وسيرته عند ظهوره (سلام الله عليه).
ملاحظة الشيخ النعماني (رحمه الله عليه) هي انه اشار الى الدلالات العامة المستفادة من هذه الأحاديث الشريفة فيما يرتبط بصفة المهدي وسيرته ثم قارنها بسيرة احد اهم ادعياء المهدوية يومذاك وهو محمد بن عبيد الله المهدي الملقب بالقائم بأمر الله ثاني الخلفاء الفاطميين والمتوفى سنة ۳۳٤ والذي ادعى اتباعه انه هو المهدي الموعود.
وبهذه المقارنة ‌ولو السريعة اتضح كذب هذا الادعاء وان المهدي الموعود الذي بشرنا به النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ليس هذا الخليفة لأن صفات المهدي الموعود المذكورة في الأحاديث الشريفة لا تنطبق عليه.
وهذا معيار يهدينا الى ضرورة ان نستهدي بالأحاديث الشريفة في تمييز ومعرفة المهدي الحقيقي (ارواحنا فداه)، بل وحتى بين المرتبطين به حقاً وبين مدعي الارتباط به سلام الله عليه كذباً.
قال الشيخ النعماني (رضوان الله عليه) بعد نقله للحديث الخامس والاربعين من احاديث الباب المذكور «فتأملوا- يا من وهب الله له بصيرةً وعقلاً ومنحه تمييزاً ولباً هذا الذي قد جاء من الروايات في صفة القائم لله بالحق وسيرته وما خصه الله عزوجل به من الفضل وما يؤيده الله به من الملائكة وما يلزمه نفسه (عليه السلام) من خشونة الملبس وجشوبة المطعم واتعاب النفس والبدن في طاعة الله تبارك وتعالى والجهاد في سبيله ومحو الظلم والجور والطغيان وبسط الانصاف والعدل والاحسان، وصفة من معه من اصحابه... وانهم حكام الأرض وعماله عليها وبهم يفتح شرق الارض وغربها.
ثم يشير الى سمو مقاماته (عليه السلام) واصحابه التي تنص عليها تلك الروايات وينتقل بعد ذلك لمقارنة ‌ذلك بسيرة وحال رئيس واتباع الفئة المدعية للمهدوية‌ في عصره، فيقول: «فتأملوا بعد هذا ما يدعيه المبطلون ويفتخر به الطائفة المبتدعة من ان الذي هذا وصفه وهذا حاله ومنزلته من الله عزوجل هو صاحبهم ومن الذي يدعون له... في داره اربعة‌ آلاف خادم رومي وصقالبي، ... فانكم تعلمون بعقولكم اذا سلمت من الدخل وبتمييزكم اذا صفى من الهوى ان الله قد ابعد من تكون هذه حاله عن ان يكون القائم لله بحقه والناصر لدينه والخليفة في ارضه والمجدد لشريعة نبيه (صلى الله عليه وآله)...

*******

اما الآن مستمعينا الأعزاء فمع فقرة:

الفائزون بلقاء الشمس

من الأدعية المهمة المروية عن اهل بيت النبوة (عليهم السلام) هو المسمى «دعاء العبرات» الذي تحدث عن العلامة الحلي رضوان الله عليه في كتابه منهاج الصلاح وقد نقل العلامة‌ في هامش الكتاب طريقاً آخر لهذا الدعاء المروي اصلاً عن الامام الصادق (عليه السلام)، والطريق الثاني ينتهي الى مولانا الحجة المهدي أرواحنا فداه، كما جاء فيما نقله العلامة عن والده الفقيه سديد الدين عن السيد الجليل رضي الدين محمد بن محمد الآوي وهو من اوثق والصق اصدقاء السيد ابن طاووس.
وخلاصة ما جرى للسيد الاوي (قدس الله روحه) هو انه كان مسجوناً عند احد امراء او ولاة السلطان (جرماغون)، وبقي في سجنه مدة طويلةً مع شدة وضيق الى ان رأى الخلف الصالح المهدي المنتظر (عليه السلام) في عالم الرؤيا فبكى وشكى له وتوسل به الى الله عزوجل قائلاً:
يا مولاي اشفع لي في خلاصي من هؤلاء الظلمة.
أجابه (عليه السلام): ادع بدعاء العبرات.
فقال السيد: وما دعا العبرات؟
فقال (عليه السلام): انه في مصباحك - وكان للسيد الآوي كتاب في العبادات يحمل اسم (المصباح).
أجاب السيد: ما في مصباحي دعاء الا ان الامام قال له: انظر تجده.
عند هذه العبارة انتبه هذا العبد الصالح المظلوم من منامه، فقام للعبادة وبعد ان صلى صلاة الفجر فتح كتاب المصباح فوجد فيه ورقةً مكتوباً فيها دعاء العبرات، فدعا به اربعين مرة.
وكان للأمير او الوالي الذي سجن السيد امرأتان احداهما عاقلة مدبرة وهو كثير الاعتماد عليها، فجاء اليها في نوبتهاً فقالت له مبادرة: اخذت احداً من اولاد امير المؤمنين علي (عليه السلام)؟
أجاب: لم تسألين؟
قالت: رأيت شخصاً كأن نور الشمس يتلألاً من وجهه فأخذ بحلقي بين اصبعيه وقال لي: ارى بعلك اخذ ولدي وهو يضيق عليه في المطعم والمشرب، فقلت له يا سيدي من انت؟
فقال: انا علي بن ابي طالب...
ثم امرها (عليه السلام) بأن تنقل لزوجها امره بأخلاء سبيل السيد الآوي محذراً من عاقبة عصيان هذا الأمر. وكانت هذه الرؤيا سبباً في اطلاق سراح السيد الآوي واكرامه من قبل السلطان...
ختاماً ندعو الله لنا ولكم احباءنا بأن يرزقنا توفيق طاعته وطاعة رسوله واوليائه وخاتمهم امام زماننا في كل ما يحب ويرضى. الى لقاء مقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******