وطالب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بتغيير ما سماه مفهوم الأمن وبالانتقال من الدفاع إلى الهجوم، مضيفا في تغريدة على تويتر أنه "لن يكون هناك احتواء بل يد ضاربة"، على حد قوله.
في غضون ذلك، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبة رابعة بعد تقييم الوضع الأمني هناك، وقال إنه يتوقع أن "تشهد الفترة المقبلة أياما معقدة وصعبة".
بدوره، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن بناء المستوطنات الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية سيستمر في عهد الحكومة الحالية كما كان في عهد سابقتها.
وقال كوهين أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي على هامش زيارته العاصمة الألمانية برلين "قطعا سنواصل البناء هناك أيضا".
إدانة أميركية
في المقابل، دان المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية في القدس "أعمال العنف العشوائية والواسعة النطاق وغير المقبولة التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون في المناطق الفلسطينية".
وعبّر المكتب في بيان عن قلقه إزاء هذه الأعمال، وقال "نريد أن نرى محاسبة كاملة ومقاضاة للمسؤولين عن الهجمات الشنيعة التي يرتكبها المستوطنون".
وأشار البيان إلى أن المبعوث الأميركي الخاص هادي عمرو زار ضحايا هجوم حوارة الأخير، وأعرب عن تعازيه للعائلات الفلسطينية هناك.
وفي السياق، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن تقرير للخارجية الأميركية قولها إن قوات الأمن الإسرائيلية لا تمنع هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، موضحا أن إسرائيل نادرا ما تعتقل أو تتهم المستوطنين الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين.
موقف أوروبي
وفي المواقف الدولية أيضا، أعرب الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء عن "القلق الشديد" إزاء أحداث العنف المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، ودان الهجمات على المدنيين.
ودان الاتحاد الأوروبي عنف المستوطنين الذي أدى إلى مقتل فلسطيني وجرح مئات آخرين وحرق المنازل والمحلات التجارية وتخريب الممتلكات الفلسطينية بشكل لا يمكن القبول به.
وقال الاتحاد في بيان له إن مسؤوله للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل اتصل بالسلطات الإسرائيلية والفلسطينية، مطالبا بوقف العنف والإرهاب وحماية جميع المدنيين.
ودعا بوريل جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء ما سماها دورة العنف المميتة ومنع مزيد من الخسائر في الأرواح، وضمان المساءلة وتقديم الجناة إلى العدالة.
تواصل القمع
وفي التطورات الميدانية، أغلقت قوات الاحتلال مداخل مدينة أريحا الرئيسية والفرعية، واحتجزت المركبات على حاجز عسكري.
كما داهمت قوات الاحتلال عددا من منازل المواطنين الليلة الماضية في مخيم عقبة جبر جنوب المدينة.
وفي الضفة الغربية، اعتقل الاحتلال الإسرائيلي 8 فلسطينيين على الأقل في بلدة يعبد في جنين، وآخرين في مخيم العروب في الخليل، وذلك بعد أن اقتحمت قواته مخيم شعفاط في القدس فجر اليوم الثلاثاء واعتقلت شابا من المخيم.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال نقلت جميع المعتقلين إلى مراكز للتحقيق معهم في قضايا تتعلق بمقاومة الاحتلال.
اعتداءات في القدس
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بحجة البناء دون ترخيص في بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وشرعت في هدم منزل عائلة إيهاب الحصيني الذي يقطنه هو وزوجته وطفلاه.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن بلدية الاحتلال سلمت صاحب المنزل أمرا بهدمه منتصف الشهر الجاري، وأمهلته 3 أسابيع لتنفيذ الهدم بنفسه لكنه رفض.
وفي بلدة العيساوية شمالي شرقي القدس المحتلة، اقتحمت قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي البلدة وحاصرت منزل المواطن زكريا محيسن، ثم شرعت جرافة في هدم المنزل بحجة عدم حصول صاحبه على ترخيص للبناء.
ومنذ الأحد الماضي، شهدت عدة قرى فلسطينية في محيط مدينة نابلس شمال الضفة هجمات غير مسبوقة من مستوطنين إسرائيليين، وأسفرت الهجمات عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات، وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات.