ويقول سماحته في خطاباته: ان الامام السجاد (ع) أنقذ الناس الغافلين طوال هذه الفترة رويدا رويدا من مخالب الشهوات وهيمنة الجبابرة من جهة، وخلاصهم من كيد علماء السوء التابعين لجهاز الحكم من جهة اخرى.
ويشير سماحته الى نشاط الامام زين العابدين (ع) في تربية الكوادر حسب ما جاء في كتاب تحف العقول نقلا عن هذا الامام وقال: ان الامام يبدأ خطابه بكلمة «أيّها النّاس» فيشير الى مايجري على الانسان عندما يوضع في قبره ويسأله الملكان عن ربه ونبيه ودنياه وعن امامه.
ويضيف سماحته: ان هذا النوع من الكلام الذي يتسم بالرقة واللين كان مرغوبا لدى عامة الناس حينذاك واعتمده الامام (ع) في نهجه الاعلامي، وللإمام نهج آخر يخاطب فيه الخواص حيث يقول: "كَفانا اللّهُ وَاِيّاكُم كَيدَ الظّالِمينَ وبَغيَ الحاسِدينَ وبَطشَ الجَبّارينَ لايَفتِنَنَّكُمُ الطَّواغيت".
ويشدد آية الله العظمى الخامنئي على أن الامام اعتمد نهجا يناسب الشخص المخاطب في عهود مختلفة أو في حديثه لشرائح متعددة كل حسب ما يفهمه، موضحا فتارة يخاطب النظام الطاغوتي وجبابرة عصره، واخرى يكتفي بالامور بشكل عام.
ويتابع سماحته قائلا: كان هذا نهج الامام السجاد (ع) طوال 35 عاما من حياته الشريفة في نشر الثقافة الاسلامية والدفاع عن الدين الاسلامي الحنيف الذي أصبح لعبة بيد آل امية يعملون على نشره بالشكل الذي يرغبونه، فاستطاع الامام انقاذ الناس المغرر بهم الذين انحرفت افكارهم وإرشادهم الى طريق الصلاح والسعادة.
ويشير سماحته الى الصحيفة السجادية التي توصف بزبور آل محمد (ص) لما فيها من معارف اسلامية زاخرة وقال: ان الدعاء الاول في هذه الصحيفة يتناول التوحيد والثاني يتحدث عن النبي الاكرم (ص) والثالث عن المؤمنين، فيما يقول الامام في دعائه الخامس «اللَّهُمَّ أَغْنِني عَنْ هِبَةِ الْوَهَّابِينَ بِهِبَتِك، وَ اكفِني وَحْشَةَ الْقَاطِعِينَ بِصِلَتِك».
ويضيف قائد الثورة الاسلامية قائلا: وهنا عندما يدعو الله الى أن يكفيه عن وحشة القاطعين انما يشجع الانسان المؤمن على الحفاظ بالاتصال مع الله تبارك وتعالى والاكتفاء به وأن لايعير أي اهتمام لمن يفرض عليه العزلة.