وكثرت بعدها تساؤلات حول وجود أي إمكانية للتنبؤ بحدوث هكذا كوارث طبيعية مقدّماً سعياً للتخفيف من الخسائر البشرية؟.
ويعد التنبؤ بوقت الزلزال وموقعه وحجمه مهمة صعبة لأن الزلزال لا يظهر أنماطاً محددة تؤدي إلى تنبؤات غير دقيقة. والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي معروفة جيداً بقدرتها على العثور على الأنماط المخفية في البيانات. وفي حالة التنبؤ بالزلازل، تحقق هذه النماذج أيضا نتيجة واعدة.
وطوّر المركز الوطني للحوسبة عالية الأداء (NCHC) وأكاديمية سينيكا نموذج الذكاء الاصطناعي (AI) الذي يمكن أن يساعد الباحثين على التنبؤ بالزلازل قبل يوم واحد وذلك استناداً الى النشاط الصفائح التكتونية.
ويقوم هذا النموذج على دراسة وتحليل نشاط هذه الصفائح من الثلاثين يومًا السابقة بالاضافة الى إستخدام بيانات محتوى الإلكترون الكلي او ما يُعرف ب TEC, وبعدها يمكنه التنبؤ بحدوث زلزال بقوة 6 درجات او اكثر من عدمه.
ووفق دراسات سابقة تابعة لمكتب الأرصاد الجوية، وجدت بعض التغييرات في TEC الموجود بالغلاف الجوي في حدود 50 كيلومتراً من مركز الزلزال. وهذا ما أظهره او أكده مستوى TEC المنخفض قبل حدوث زلزال تايوان عام 1999.
وعمل فريق البحث على هذا النموذج من خلال تحليل معلومات معينة مثل مؤشر وقت عاصفة الاضطرابات وبيانات البقع الشمسية ومؤشر الإشعاع الشمسي. الأمر الذي مكّنهم من تحديد تغييرات TEC كل ساعة بدقة. بالإضافة إلى الاستعانة بعدد من البيانات التي لوحظ فيها تغييرًا في TEC لكن لم يحدث بعدها أي نشاط زلزالي وذلك بهدف التحسين من دقة نموذج الذكاء الاصطناعي.
ويمكن لهذا النموذج التنبؤ بموعد حدوث زلزال بقوة 6 درجات أو أعلى، لكن ما زال محدود بدقة بيانات الغلاف الأيوني، ولا يمكن الجزم أين سيكون مركز الزلزال.