(١) النعشُ الثائر
نَعشٌ تجسَّدَ في وُجدانِنا مُثُلا **** بِئْسَ الطغاةُ أرادُوا وأدَهُ جبَلا
هوَ الامامُ الذي بالصبر علَّمنا **** انَّ المطاميرَ لن يَحجُبْنَ مُكْتَمِلا
سامُوا اْبنَ جَعْفرَ إرهاباً بِمُظلِمَةٍ **** تبّاً لحُكّامِ غدرٍ أرهقوا النُّبُلَا
مُوسى بن جعفر فردٌ لم يُخِفْ بشراً **** زانتْ به الارضُ عبداً قانتاً وجِلا
أمِثْلُهُ وهو سِبْطُ المصطفى نَسَبَاً **** يُمسي حبيساً بسجنٍ مُظلِمٍ جُعِلا
ألكاظمُ الغيظَ لا يَخُبوُ ونهضتُهُ **** شمسٌ تُضيءُ لأهلِ العِزَّةِ السُبُلا
لم يعرفوا أنَّهُ المُوحِي الى زَمَنٍ **** يبني الحياةَ نقاءً ليس فيه بَلَا
موسى بنُ جعفرَ نورٌ ما لَهُ أمَدّ **** يمُدُّ بالضَّوءِ مِصباحاَ لِمَنْ أفِلا
ونعشُ راهبِ آلِ المصطفى أَلَقٌ **** حتى وإنْ شَنَّعَ الجاني بِهِ نُزُلا
غالَ الإمامَ حليمَاً زاهداً عَلَمَاً **** يهابُهُ الغاصبُ الشِرِّيرُ مُعْتَمِلا
بغدادُ ضجَّتْ وبالاحزانِ قد خَرَجَتْ **** طُرّاً حِداداً بِعَيْنٍ أُلهِبَتْ شُعَلا
وهاجَ حُزناً بنو الأخيارِ في كمَدٍ **** وهمْ يرَونَ حديدَ النعشِ حينَ دَلا
ها هُم بنو الخيرِ حتى اليومَ ترفعُهُ **** نَعْشاً يعزِّزُ فينا العزمَ والأمَلا
يعظِّمونَ أمينَ الله تضحيةً **** وهمْ شهودٌ بأنّ الأطهَرِينَ عُلَا
صلُّوا على احمدِ المختارِ تَسْليةً **** لَكَمْ تأذّى بفَقْدٍ هَدَّهُ قِبَلَا
تلكم مراقِدُ آلِ البيتِ مُعْلَمَةٌ **** مَشاهِدٌ تؤمِنُ الواني إذا وَجَلا
(٢) آهٍ على موسى بن جعفر كاظماً
شوقاً أجيءُ إلى مَقامِكِ سيدي **** موسى بنُ جعفرُ يا كريمَ المَحتِدِ
يا بنَ الأعاظمِ كابراً عن كابرٍ **** وأبا الأكارمِ من سُلالةِ أحمدِ
فلَأَنتَ يا مهوى القُلُوبِ وسيلتي **** ولأنتَ يا ضوءَ العُيونِ مُسدِّدي
أعظِمْ بيومٍ يستفزُّ بكاءَنا **** حُزناً على فخرِ النبيِّ محمدِ
آهٍ على مُوسى بنُ جعفرَ كاظماً **** صحِبَ السُجونَ وشأنُهُ لم يُحمَدِ
واُذيقَ مِنْ حقدِ الغَدُورِ شهادةً **** فُجعتْ بها الدنيا ولمّا تُسعَدِ
جئناكَ في يومِ الرزيَّةِ هبَّةً **** فقوافلٌ زحفتْ وأُخرى تقتدي
والحاملونَ النعشَ صوتٌ هادرٌ **** وولاءٌ استهدى بِطُهْرٍ أمجدِ
في مَوكبِ الرزْءِ العظيمِ تحَشَّدُوا **** لِيدومَ ذكرُ الثائرِ المتعبّدِ
بغدادُ بل كلُّ العراقِ مَضايفٌ **** للسائرينِ الى الإمامِ المُرشِدِ
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي