الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اوفى الصادقين لاهل البيت ولامير المؤمنين(ع) هو المجاهد الشهيد حكيم بن جبلة العبدي، هو من اصحاب الامام امير المؤمنين وخيرة اصحابه وكما انه من اجلاء الصحابة ومن صفوة الصادقين ولعله مثلاً افضل كلمة تقييم لامير المؤمنين له حينما قال وهذا البيت ينسب لامير المؤمنين:
وعى حكيم دعوة سميعة
نال بها منزلة رفيعة
كان هذا الرجل شجاعاً مطاعاً صالحاً متحدثاً وله مواقف سياسية قاسية مع الجبهة التي وقفت في وجه الامامة بخصوص له جولات ثائرة ايام حكومة الخليفة الثالث وقال فيه صاحب المستدرك حكيم بن الجبلة العبدي كان رجلاً شجاعاً وهو مشهور بولاءه لعلي والنصح له يعني مفاده انه مستشار ومنزلته عند الامام هكذا يشاوره وتأزم وضعه مع الخليفة الثالث وبخصوص حينما اعاد الخليفة الاعتبار الى بعض الاشخاص الذين طردوا من المدينة على عهد رسول الله(ص) مثل ابن ابي السرح، ابن عقبة ومثل مروان بن الحكم او غيرهم فالبني طردهم من المدينة ولكن اعاد الخليفة الثالث لهم الاعتبار وولاهم مناصب حساسة في الادارة المدنية والشؤون المالية واكثر من هذا صار عليهم الهبات وحصر واردات الدولة في قبضة هؤلاء وهذا شكل له ازمة حادة مع شخصيات من اصحاب النبي مثل ابن مسعود مثل عمار بن ياسر مثل ابي ذر وفي هذا المسار حكيم بن جبلة العبدي والاخير هذا تحول الى مذياع يحكي للناس خطر هذا السلوك لان مروان بن الحكم والذي يعرفه القريب والبعيد انه طريد رسول الله وكما وصفه النبي انه الوزغ ابن الوزغ ومرة يقول له النبي انما انت وزغة وكل المصادر تذكر هذا واذا به يتحكم في موقوفات الدولة والمصادر المهمة لخزينة الدولة الاسلامية ثم بعد ذلك تطور الامر وصار التصعيد خطير واصبح نفوذ مروان يتحكم في قلب اتخاذ القرار في الدولة لكن في الظل ويكفينا ما حدث للوفد المصري الذي اضطلع في طريقة على رسالة الخليفة بعدما فتحوها واذا بمحتوياتها تتناقض تماماً لما تحدثوا عن الخليفة وما وعدهم به، هؤلاء رجعوا على امل وعود الخليفة وشاهدوا في الطريق رسول يحمل رسالة الى الخليفة فتحوها واذا المحتويات تماماً تتباين مع الذي وعدهم به مفاد الرسالة تنكر لكل ما عرضه عليهم ثم يرون توقيع الخليفة في تلك الرسالة فتراجع الوفد المصري ودخلوا عليه وقالوا انت وعدتنا وهذه رسالتك فلما نظر الى الرسالة سألوه عن امضاءه واذا بالتالي انكشف ان الامور والرسالة كلها يديرها عملياً مروان بن الحكم وراح الوفد يشكو الحال الى ام المؤمنين عائشة وخرجت هي ثائرة وبيدها نعل النبي وبيدها الثانية قميص النبي وهي تصرخ هذا قميص رسول الله ونعله لم يبليا وقد ابلى عثمان سنته فأجتمع الناس حولها وصارت تستجيش العواطف ومن يريد المزيد من هذا والتفاصيل اعتقد ان افضل مصدر هو كتاب لعالم مصري اسمه سعيد ايوب معالم الفتن وهذا الرجل طبعاً من الجمهور وليس من الشيعة وكتابه من جزءين ونعمة المصادر يذكر فيه كيف تفاقم الموقف بين ام المؤمنين وبين الخليفة وكان يرد عليها بقراءة هذه الاية بصوت عال«ضرب الله مثلاً للذين كفروا أمرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما» الخ في هذه المعمعة كان حكيم بن جبلة احد العناصر الناشطة ناصراً للحق ومدافعاً عن مظلومية امير المؤمنين بالذات ويكشف للناس ما يعانيه المسلمون من اضطرابات واقصاء الامام امير المؤمنين وتحجيم الامامة وبهذا اصبحت الرسالة مجمدة بالكامل، هذا الرجل المناضل البطل استشهد دفاعاً عن الحق عندما قاد جيشاً قوامه سبعمئة رجل وحاصر فريقاً كبيراً يوم الجمل، كان هو تدخله مع هذه المجموعة ان ينقذ حياة عثمان بن حنيف الانصاري الذي هو الوالي من قبل الامام امير المؤمنين في البصرة، عثمان بن حنيف عانى حالة حضام عنيف والامام لما نظر اليه تأثر كثيراً وهو يقول ارسلتك شيخاً وعدت الي امرداً وارادوا قتله لولا حكيم بن جبلة مع هذه المجموعة والجيش الذي كان يحاصر جيش عثمان بن حنيف وقاتلهم قتالاً شديداً وفك الحصار عنه وقطعت رجله اليمنى وكان يذب عن نفسه تقول السير انه لشدة شجاعته اخذ رجله المقطوعة ورمى بها من ضربه وارداه قتيلاً وهو لم يزل في اصيل الحياة، ولعب دوراً كبيراً في الدفاع عن الرسالة والامامة والامام امير المؤمنين من يترجموه يقولون انه ما شوهد مثله في حرب الناكثين مقاتلاً الا واحد وذلك اقر بأن حكيم بن جبلة اشجع منه استمر يقاتل ورجله قطيعة حتى حمل عليه سحيم الحداني فقتله ولحق بربه شهيداً صابراً مدافعاً عن الحق، في الواقع لاحظت هذه النكتة في بعض كتب التراجم ان يوم الجمل يقسم الى يومين يوم الجمل الاصغر ويوم الجمل الاكبر يعني هي حرب الجمل لكن صنفت المقطع الاول منها وهو الجمل الاصغر وهو يوم يعبر عنه بيوم شهادة هذا المجاهد وهو حكيم بن جبلة والمقطع الثاني يوم الجمل الاكبر اليوم الذي حمل فيه الامام امير المؤمنين على الجمل وقطعت قوامه وبذلك اخمد الفتنة وانهى هذه المعضلة التي فتكت بالمسلمين وكانت واحدة من المهام التي اثقلت كاهل امير المؤمنين ولولا هذه الفتن الثلاث التي سجرت بوجهه لكان الامام نشر من العدل واعطى من الثراء العلمي والاجتماعي وعلى اغنى الاصعدة الاسلامية فسلام على حكيم بن جبلة رجل الايمان والثبات واليقين تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******