وكتبه الامام الراحل قبل انتصار الثورة الإسلامية بحوالي 40 سنة، جمع فيه عدة من أحاديث النبي الأكرم (ص) والأئمة المعصومين (ع) في المسائل الأخلاقية والعقائدية وشرح هذه الأحاديث بأسلوب علمي وفلسفي وعرفاني.
وذكر الإمام الخميني (ره) في مقدمة كتابه أنّ سبب تأليفه لكتاب الأربعون حديثا هو الامتثال لحديث رسول الله (ص) القائل « من حفظ على أمّتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما » فقد أورد في مقدمة كتابه:
"يقول هذا العبد الفقير الضعيف: كنت أحدث نفسي منذ فترة ، بأن أجمع أربعين حديثا من أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة (ع) ، المدوّنة في الكتب المعتبرة للأصحاب والعلماء رضوان الله عليهم ، وأن أشرح كل حديث شرحا يتناسب وفهم العامة .
ومن هذا المنطلق كتبتها باللغة الفارسية كي ينتفع منها الذين ينطقون بالفارسية ، ولعلي بذلك ـ إن شاء الله ـ أصبح ممن يشمله الحديث الشريف لخاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: «من حفظ على أمّتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما».
ويشتمل كتاب "الأربعون حديثا" على أحاديث النبي الأكرم (ص) وأئمة أهل البيت (ع)، 33 حديثا منها في الأخلاق و7 أحاديث في المسائل العقائدية.
ودوّن الإمام الخميني “الأربعون حديثاً” بوصفه كتاباً أخلاقيّاً، فعلاوةً على هدايته القارئ وإرشاده، يمثّل جزءاً من سيرورة علاج الأمراض الخلقيّة.
ولم يقتصر كتاب "الأربعون حديثاً" على الأخلاق، فحسب بل فيه العقائد والمفاهيم وغيرها من الأمور ..
وإنّ هذا الكتاب أراد أن يُقدّم كلام الإمام الخميني (قدس سره) بشكل متن تدريسي يمكن للطالب أن يتناوله دون إرباك، ويسهّل مهمّة الأستاذ، ومن هنا يمتاز الكتاب بما يلي:
إن هذا الكتاب ينقل كلمات الإمام الخميني قدس سره في كتاب "الأربعون حديثاً"، وبالتالي فهو ليس شيئاً جديداً مغايراً له، وبعبارة أخرى هو ليس ترك وهجر لكتاب "الأربعون حديثاً" بل على العكس هو تقديم وتفعيل لهذا الكتاب بشكل يتناسب مع التدريس. وتمّ عرض الأمور الأخلاقية الواردة في "الأربعون حديثاً" دون غيرها وبالتالي رفع مشكلة تعدُّد العلوم .
وأيضاً تمّ عرض الأفكار بشكل تدريجي يبدأ بالكلّيات الأخلاقية ثمّ بما يصطلح عليه بمرحلة التخلية ثمّ التحلية ، وربط الأفكار وعرضها بشكل سلس يسهل على الطالب تناوله. كما يوجد أهداف تعليمية لكلّ درس بما يساعد الأستاذ والطالب لإدراك الهدف والمراد كما أنه هناك خلاصة في آخر كلّ درس تعين الطالب في تذكر المعلومات الأساس.
وجاءت مطالب كتاب “الأربعون حديثاً” على شكل دروس لطلاّب العلوم الحوزويّة في مدينة قم المقدسة، ثم رتّبها الإمام الخميني نفسه بعد ذلك، وصاغها على شكل كتاب.