الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ومن الصادقات المخلصات المرحومة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن عبد زهرة هي ام النبي(ص) وقد التقاني العديد من الاخوة من خلال اسفاري وقالوا بأننا نستغرب كيف لم تذكر ولامرة واحدة خلال برنامجك هذا الذي امتد لخمس سنوات آمنة ام النبي وجزاهم الله خيراً فرجعت ونقبت في المصادر وها انا اروي بأقتضاب حديثها ولكن هذا الحديث شيق جداً ان شاء الله، آمنة بنت وهب بن عبد مناف والتي رأت العجائب حين حملها بالرسول (ص) وحين ولادته ما من شك ان الله سبحانه وتعالى يختار اكمل النساء لتكون امهات للانبياء وهكذا الاوصياء وهكذا الائمة كما يؤكد على ذلك ابو عبد الله الحسين بقوله يأبى الله لنا ذلك ورسوله وحجور طابت وطهرت ونفوس ابيه وانوف حمية او كما ورد في زيارة الرسول (ص) والمعصومين (ع) واشهد انكم كنتم نوراً في الاصلاب الطاهرة والارحام المطهرة لم تنجسكم الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسكم من مدلهمات ثيابها، الله يرحم البوصيري الشاعر يقول يخاطب النبي - لم تزل في ضمائر الكون- تختار لك الامهات والآباء - عبد الباقي العمري الشاعر الموصلي يصف النبي يقول- لو لم يكن قلباً لكل ساجد - في الساجدين الغر ما تقلبا- فبناءاً على هذا ان والدي رسول الله اجداده الى آدم لم يتلوثوا بالشرك ودنسه وكانوا موحدين على دين ابراهيم الخليل والقرآن يقول ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً والقرآن اشار ايضاً الى طهارة اجداد النبي فيقول عز من قائل في سورة الشعراء آية219 وتقلبك في الساجدين لو لم يكن قلباً لكل ساجد - في الساجدين الغر ما تقلبا- بناءً على هذا امهات الانبياء والاوصياء والائمة لهن وضع خاص يتم اختيارهن وبالخصوص ام الرسول (ص) وهو خاتم النبيين وآمنة بنت وهب جاء عنها في آمال الصدوق ما ضرب على آدمية حجب الجنة غير مريم ابنة عمران وآمنة بنت وهب واكلت الملائكة بأنثى حملت غير مريم وآمنة بنت وهب وجاء في المناقب عن الامام الصادق(ع) قال لما ولد رسول الله (ص) فتح لآمنة بياض فارس وقصور الشام فجاءت فاطمة بنت اسد الى ابي طالب ضاحكة مستبشرة واعلمته ما سمعته من آمنة عن حملها ووليدها فقال لها ابو طالب وتتعجبين من هذا انك ستحملين وتلدين بوصيه ووزير والمقصود بهذا سيد الاوصياء ومولى الموالي مولى الموحدين امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وهنا اروي بعض ما ذكرته آمنة بنت وهب وما تتحدث به في مشاهدتها في هذا الجو تقول لما قربت مني ولادة الرسول رأيت طائراً مسح على فؤادي فذهب الرعب عني وكنت عطشى فاتيت بشربة ماء فشربتها فأصابني نور عالي ورأيت نسوة طوال تحدثني ولما ولدته سمعت منادياً ينادي طوبى لك ولمن تبعك وويل لمن تخلف عنك وكان حمل آمنة به مقرونا بالجزع والالم النفسي لان آمنة هي بعد ان تزوجت بعبد الله وكانت من اجمل النساء وعبد الله ايضاً كان في الجمال لا يستطيع تعبير ان يصفه المورخون يقولون لما تزوجت آمنة بعبد الله تأسفت المئات من النساء لما فاتهن الزواج من عبد الله ويغبطن آمنة ويحسدنها على هذا الاقتران بعبد الله اما لماذا كانت حياتها مقرونة بالجزع والالم لان زوجها عبد الله ابوالنبي توفي وعمره عشرون سنة وعمر آمنة آنذاك ثمانية عشر سنة وكانت حامل في الشهر السادس برسول الله وتوفي زوجها فأحاط بها الحزن فكانت تختلي بأمها وتسألها كيف يأتي هذا المولود يا اماه ولا اب له ولكن الله سبحانه وتعالى وهو المؤنس لمن اوحشته الايام عوضها بما شاهدت من مشاهد غريبة، توفيت آمنة وعمر النبي ست سنوات وكانت وفاتها بالابواء بين مكة والمدينة لانها كانت تتوجه الى الابواء لزيارة قبر زوجها عبد الله وكان يصحبها رسول الله (ص) وام ايمن حاضنة الرسول فتوفيت آمنة بالابواء وكأنه استشعرت فالمؤرخون يقولون قبل وفاتها بيومين كانت تردد- كل حي ميت وكل جديد بال وكل كبير- فان وانا ميتة وذكري باق- اذ تركت خيراً وولدت براً- ثم انعطفت تنظر الى ابنها رسول الله وعمره ست سنوات تقول له - بارك فيك الله من علام- يا بن الذي من حمة الحمام - نجى يعون الملك العلام - وانت مبعوث الى الانام - تبعث في التحقيق بالاسلام- تقيم في الحل وفي الحرام - دين ابيك الطهر ابراهام- يعني تنبأت لولدها وتفائلت ولعل هذا منبعه ما سمعته من الاحبار الرهبان وكبار القاوسة وعلماء النصارىلان كان هذا موجوداً في الاخبار والاناجيل والتوراة وغيبته الايدي العابثة، هي لوفاتها الاثر الكبير على نساء قومها وعلى ولدها الرسول (ص) حتى انه صار شبه مجلس فاتحة او عزاء على وفاتها، النساء اجتمعن في ذكرى وفاتها يرددن - نبكي الفتاة البرة الامينة- ذات الجمال العفة الرزينة - زوجة عبد الله والقرينة- ام نبي الله ذي السكينة - وصاحب المنبر في المدينة- صارت لدى حفرتها رهينة- واستمر النبي بعد ذلك يتردد على قبري والديه وشهد النبي يبكي عند قبر ابيه وامه ويدعو لهما ويقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ودعا الرسول لابيه وامه عند قبريهما دعاء النبي دليل على موقعهما الايماني وموقعهما من الرسالة والرسول لان الله حدد صفة من يدعو له النبي اللهم عزوجل يقول في آية 84 من سورة التوبة «ولا تصل على احد منهم مات ابداً ولا تقم على قبره» وحاشا للنبي ان يخالف امر القرآن وهو الامين عليه ولكن بما ان الآية تشمل موت الجاهلية اما والده فهم من رموز الموحدين ولم يترك النبي الوقوف عند قبري والديه واستمر الحال في عهد الائمة وكان علي قبريهما بناء كبير ولكنه اهدم عام 1344 مع هدم بناء البقيع اثر تلك الهجمة على مشاهد آل الرسول وآثارهم تغمدها الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******