الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
من منارات الصادقين وصاحب رسول الله هو قيس بن عبد الله وعرف بالنابغة الجعدي يكنى بأبي ليلى هناك هذا الاسم يشترك فيه عدة اشخاص مثلاً هناك النابغة الجعدي وهناك النابغة الذبياني وهو ايضاً من شعراء الجاهلية هذا النابغة الجعدي ابو ليلى عرفته قبل اكثر من خمسة وثلاثين عاماً عندما كنا في النجف الاشرف وذلك عن طريق ديوان خطي وهو كتاب ثمين كان عند احد اساتذتنا في النجف الاشرف وهو العالم النحرير السيد صادق بحر العلوم والكتاب اسمه الشذور الذهبية ولا ادري طبع هذا الكتاب ام لا لانه مصدر منفعة ومعرفة وثقافة للطلبة والعلماء والخطباء في هذا الكتاب قرأت هذه اللفتة وهو يروي عن محمد بن عبد المعطي بن ابي الفتح المتوفي عام 1063 هـ في كتابه لطائف الاخبار ان النابغة الجعدي نظر ذات يوم الحسن والحسين يمشيان فقابلهما واخذ يقول رحباً على رحب وقرباً على قرب هذان سبطا رسول الله ودعوة ابراهيم ونجلا اسماعيل وفرعا قريش وشبلا هاشم وسيدا شباب اهل الجنة ثم انشأ يقول القطعة الشعرية والتي هي من خيرة القطع التي تفاعلت بها، يقول مرتجلاً:
بدران من شمس كريماً محتد
افنائها بيد النبوة تزهر
من حجر طاهرة لفرع طاهر
كرمت منابته وطاب العنصر
الاطيبون ارومة من هاشم
والاكرمون مآثراً لا تنكر
جبريل منه والنبي محمد
والمروتان وزمزم والكوثر
والبيت بيتهم وينسب منهم
ومنى يورثها الصغير الاكبر
واذا وقفت على العشار عشية
جرتهم جمارتها والمشعر
النابغة الجعدي هو من شعراء الجاهلية قبل الاسلام ومن شعراء الاسلام وهو ممن حظى بفيض خاص من رسول الله(ص) هذان شاعران حظيا بنظرة خاصة من الرسول واحد كعب وهذا النابغة، كعب يأتي حديثه في حلقة خاصة به خلعه رسول الله برداً ودعا له النبي وسأمر بهذه الدعوة حسب ما يناسب الوقت قلت ان هذا الشاعر صار لصيقاً برسول الله واذا ماعدنا الى تاريخ المعمرين في صدر الاسلام يرد اسم النابغة الجعدي ضمن المعمرين عاش 180 سنة ولم يسقط له ضرس واحد وهذا لم يكن امراً طبيعياً وان كان في ذلك الزمن الظروف والاحوال وسلامة الجو من التلوث وسلامة الاطعمة من مداخلات البشر الشريرة وكانت تؤثر اثرها لان الغذاء كله طازج ولم يحدث فيه تلاعب ولم يتخلله شر كما يتخلله الآن لذلك لاضرر من ان نقرأ ان فلاناً عاش 300 سنة او 400 سنة وحتى العلم يقول ان الانسان حياته منوطة بالدورة الدموية اذا قدر لهذه الدورة ان تستمر يعيش الانسان لا مئات السنين بل آلاف السنين وليس في العلم مانع لذلك لكن النابغة الجعدي عاش 180 سنة التاريخ يقول ولم يسقط له ضرس واحد وهذا ليس امراً عادياً ولكنه كان بسبب دعوة من الرسول(ص) هذا النابغة الجعدي هناك ملاحظة ونظرة ايجابية عنه ايضاً، هو من الموحدين في الجاهلية وجاء توحيده نتيجة فطرته الوقادة فأعتمد على الذات في توحيد الله مثلاً كان يردد في الجاهلية هذه الكلمة او هذا البيت في بعض قصائده:
الحمد لله الذي لا شريك له
من لم يقلها فنفسه ظلماً
ننتزع من هذا انه كان على دين ابراهيم الخليل الذي كان عليه اجداد رسول الله ابوطالب، التاريخ يذكر ان النابغة الجعدي حرم على نفسه الخمر قبل الاسلام وهذه قرينة اخرى تدل على وعيه وعلى نضوجه وتأثره بعامل الحجة الباطنة وهي فطرة الله هذه الفطرة التي هي رسول خفي للانسان، اول وفود النابغة على رسول الله، نطقة تعرفه على رسول الله كانت في مكان شريف وفي مناسبة شريفة وفد على رسول الله يوم عيد الاضحى وكان النبي في المسجد النبوي فدخل من باب المسجد وكان ينظر الى النبي(ص) واسلم ودخل ووقف امام النبي والمسجد غاص بالناس فلما وقف امام رسول الله(ص) ارتجل بأنسياب بمعنى انه له قدرة عالية وهو يخاطب رسول الله يقول طبعاً القصيدة مئتي بيت قالوا انها تلفت لعدم وجود الوسائل لضبطها ومراقبتها والحفاظ عليها ولم يبق منها الا خمسة وعشرين بيتاً من جملة الابيات:
خليلي ساعة وتهجرا
ولوماً على ما احدث الدهر او ذرا
ثم يقول:
اتيت رسول الله اذ جاء بالهدى
ويتلو كتاباً كالمجرة نيرا
ملكنا فلم نهتك حجاباً لحرة
ولم نستلم الا الحديد المسمرا
ولو اننا شأنا سوى ذاك
اصبحت كرائمهم فينا تباع وتشترى
ولكن احساباً نمتنا الى العلى
وآباء صدق ان تروم المحقرا
علونا على كل العباد تكرماً
وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال له النبي لا يفضض الله فاك ودعا له بطول العمر فعاش 180 عاماً وتوفي ايام عبد الله بن الزبير تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******