الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين في محبتهم وموالاتهم لاهل البيت(ع) هو همام بن عبادة بن خثين ولم نعثر على تاريخ ولادته او تاريخ وفاته لكن هو كان من اصحاب الامام امير المؤمنين(ع) وكان من المستفيدين من علم الامام هو كان يبيع البرانص عنده دكان في الكوفة وعرف عن زهده وورعه وتقواه حتى انه مات في هذا كان مماته ونهاية حياته حينما سمع خطبة الامام امير المؤمنين(ع) في وصف المتقين والقضية بهذه الصورة في الواقع تتبع الامام علياً لحاجة له والظاهر الحاجة ترتبط بعالم المعاني وليست حاجة مادية وكان معه عمه الربيع فألتقيا الامام علياً يقول لما التقينا الامام امير المؤمنين(ع) كان يعاين قوماً كانوا يتفكهون ويتنزهون مثلاً وبعضهم كان لاهياً فكان يهز رأسه وينظر اليهم وهو يقول وكأن الموت على غيرهم كتب ثم اقترب منهم الامام فسلموا عليه رد التحية عليهم ثم سألهم ممن القوم فقالوا اناس من شيعتك يا ابا الحسن فرد الامام عليهم قائلاً مالي لا ارى فيكم سمة شيعتنا وحلية احبتنا اهل البيت، همام يقول رأيت القوم خجلوا وامسكوا حياءاً، الح همام والربيع على الامام امير المؤمنين(ع) ان يعرف لهم اهل التقوى او صفات المتقين او هويتهم فتثاقل الامام عن جوابهما وقال اتقيا الله ايها الرجلان واحسنا قوله تعالى «ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» فقال صاحبه همام اسألك يا ابا الحسن بالذي اكرمكم الله به اهل البيت وخصكم وحباكم وفضلكم تفضيلاً الا انبئتنا عن شيعتكم المتقين فقال الامام(ع) لا لا تقسم يا همام ثم اخذ بيده ودخل مسجد الكوفة وصلى ركعتين تحية المسجد ثم ارتقى اعواد المنبر وحفَّ الناس به فحمد الله واثنى عليه والقى خطبة تعد من روائع الكلم ورائع خطب الامام وهذه الخطبة هي تحمل رقم 193 في سلسلة خطب نهج البلاغة وانوه ان بعد هذه الخطبة مباشرة للامام خطبة اخرى في صفة المنافقين ابعاد شخصياتهم برقم 194 والخطبة طويلة قال(ع) الحمد لله الذي خلق الخلق غنياً عن طاعتهم آمناً عن معصيتهم لانه لا تنفعه طاعة من اطاعه ولا تضره معصية من عصاه ثم وضعهم من الدنيا مواضعهم وقسم بينهم معايشهم ثم هنا يضع الامام يده على منكب همام ابن عبادة وقال الا من سأل عن شيعة اهل البيت الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فهم العارفون وشرع الامام بتبيان حوالي ثمانين صفة من المؤمنين للمتقين وهم اتباع اهل البيت الحقيقيين شعاراً وعملاً فهم العارفون بالله العاملون بأمر الله اهل الفضائل والفواضل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع واما الليل فصافون اقدامهم تألين لاجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا فأذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً واذا مروا بآية فيها تخويف اصغوا اليها سمعاً وظنوا ان زفير جهنم في آذانهم شوقاً الى الثواب وخوفاً من العقاب وثم استمر امير المؤمنين(ع) في شرح ابعاد هؤلاء والخطبة اكثر من اربع صفحات في نهج البلاغة وهي في الواقع رسالة من رسائل اهل البيت(ع) لبناء الانسان ولصياغته الى ان قال اولئك هم شيعتنا واحبتنا ومنا ومعنا فصاح همام بعد ان استوعب الخطاب كلمة كلمة واصغى واستمع وتفاعل به صاح صيحة واحدة ووقع مغماً عليه فحركوه واذا به جثة هامدة قد فارق الدنيا فأستعبر الربيع عمه باكياً حزيناً هذا ورد في تاريخ حياة بعض الانبياء بعض الصلحاء الانسان على اي حال مركب من عظم ودم وشرايين وحينما ينصدم ويتفاعل، المرحوم الدربندي المرحوم الشيخ علي الشرفي المرحوم الشيخ جعفر كاشف الغطاء وقرأت عن العديد مثلاً ماتوا في مجلس الحسين ليلة العاشر او يوم العاشر لانهم تفاعلوا بذكر المصرع ومصاب الحسين وخصوصاً المصيبة العظمى وهو سقوط الحسين فصاح احدهم واحسيناه وبعيني شاهدت مرة احد العلماء السيد عبد الرزاق المقرم(رض) في موكب الحسين النجفيين في كربلاء يوم العاشر من المحرم عام 63 كان يقرأ المقتل ووصل الى المصرع فأخذ يلطم يلطم واغمي عليه وظن الكثير من الناس انه مات هذا ورد في رواية ابي الدرداء عن امير المؤمنين(ع) يقول سمعت الامام كان يقرأ المناجاة وسكت فأقتربت منه في الليل بين بعيلات النخل واذا بالامام على الارض سقط لمسته واذا به كالخشبة اليابسة فزويته فلم ينزوي وحركته فلم يتحرك فقلت انا لله وانا اليه راجعون مات والله مولاي علي بن ابي طالب وركضت وجئت الى بيت امير المؤمنين فأخبرتني ابنته الحوراء زينب قالت يا ابا الدرداء ان لأبي علي في كل ليلة موتة من خشية الله تعالى ثم يقول جئنا بماء بارد ونثرناه على وجهه واذا به شيئاً فشيئاً يستعيد حالته اذن تلاميذ الامام فيهم من كان استوعب كلام الامام وتأثر كهمام الذي سقط وفعلاً مات ولما مات كان عمه الربيع يقول لاسرع ما اودت موعظتك يا امير المؤمنين بأبن اخي ولو وددت اني كنت مكانه فقال له الامام هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها، اما والله فقد كنت اخافها. عليه شيعه الامام وجهزه وصلى عليه وحضر مواراته وترحم عليه مستعبراً أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******