ذُراكِ تطوفُ بها الأنجُمُ *** ويسعى لها الكوكبُ الأعظمُ
فأنتِ لنا في طريقِ العُلا *** إلى غدِنا الضوءُ والمَعْلَمُ
أيا ثورةَ الحقِ جِدِّي فلَنْ *** يفُلَّكِ طاغٍ ولا مُجرمُ
فإنّ اقتدارَكِ أُعجوبةٌ *** تبُثُّ ثباتاً ولا تُهزَمُ
تذودُ عن الحقِّ في عالمٍ *** يُضامُ بهِ الباذلُ المكرِمُ
وكلُّ أَبيٍّ يرى حقَّهُ *** مُضاعاً ويسلِبُهُ المجرِمُ
فبوركَ يومُكِ مِنْ مشرقٍ *** يُضاءُ بهِ المُعتَمُ المظلِمُ
وبوركَ عزمُكِ لا ينثني *** إذا جاءَ بغيٌ بما يهدِمُ
وذا عنفوانُكِ زحفٌ أَتى *** بخيرٍ وألويةٍ تُكرَمُ
يسدِّدهُ قائدٌ أصيَدٌ *** يعاضدُهُ شعبُهُ الضيغَمُ
وأدعيةٌ تبتغي رفعةً *** يردِّدُها الصُوَّمُ القُوَّمُ
هنيئاً لثورتِنا عيدَها *** وملحمةً لم تزلْ تبسِمُ
ومكتسباتٍ أتاحتْ لنا *** شُمُوخاً يُدوِّي ويُستَلهَمُ
أَضيئي بشمعتَكِ الألوياتِ *** مشاعِلَ فتحٍ لِمنْ قاوَمُوا
ومَنْ شُرِّدوا مِن بلادٍ لهمْ *** فصارتْ أسيرةَ مَن أجرموا
أَضيئي قصائدَنا أبلجاً *** يُضيءُ الطريقَ لِمنْ يعلمُ
بأَنّ الوفاءَ حصيلُ تُقىً *** وأنّ التقيَّ هو الأعلمُ
أضيئِي لنا الدربَ يا ثورةً *** هي القلبُ مِن نهضةٍ تَقدُمُ
وإيرانُ فيها عرينُ الإبا *** ورائدُها القائدُ المُلْهَمُ
وجُودي علينا بذُخرِ الولاء *** كقاسمَ طوداً بهِ نحسِمُ
أزيلي جبالَ الهمومِ التي *** أراعتْ وآلامُها علقمُ
فإنَّا جميعاً عطاشى غَدٍ *** يزيدُ بهِ الخيرُ والبلسمُ
أنيري قصائدَ قد دُوِّنتْ *** بصدقِ الولاءِ لها ميسَمُ
تدافِعُ عن أُمَّةٍ اُرهِقَتْ *** وثورةِ حقٍّ بها نُكرَمُ
وتمحقُ أحقادَ مَنْ ناوأُوا *** بعزمٍ لهُ البغيُ يستسلمُ
سلامٌ على ثورةٍ لم يزلْ *** يُغاثُ بها الغصنُ والبرعُمُ
ويحيا بها الدينُ مستظِهراً *** على كلِّ طاغٍ مضى يَحرِمُ
سلامٌ على راحلٍ خالدٍ *** بنى دولةً بالجهادِ فمُ
ونائبهُ الفذُّ ليثُ الحمى *** ومِن فيهِ يخرجُ ما يُلهمُ
سلامٌ على اُمّةٍ أنجبتْ *** كَمثلِهما قادةً أقدموا
يذودون عن شِرعةٍ لم تَمُت *** بغدْرٍ عدى أو برَهطٍ عَمُوا
بقلم الكاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي