وذكرت الصحيفة أن نغمة "الإحباط" بين السكان الذين فقدوا ذويهم أو ما زال لديهم أقارب محاصرون تحت الأنقاض أخذت في التصاعد، بسبب تعثر جهود الإنقاذ مع تجاوز عدد القتلى حاجز الـ15 ألف قتيل، مع توقعات بحصيلة "قاتمة" في البلدين.
وقالت إن آمال فرق الإنقاذ قد تضاءلت بسبب سوء الأحوال الجوية؛ ما يعني بقاء الناجين عالقين في أجواء شديدة البرودة.
وأشارت إلى أن الشعور بالفزع قد انتشر بين رجال الإنقاذ والأسر التي فقدت أحباءها على حد سواء، حيث أصبح من الواضح أن الآلاف من الأشخاص المحاصرين لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة لفترة أطول.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زار أمس الأربعاء، المشهد الكارثي للمرة الأولى، بعد يوم من إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.
ولقي عشرات الالاف مصرعهم وأصيب مئات الآلاف في تركيا وسوريا، بعد زلزالين مدمرين ضربا البلدين الإثنين الماضي، وسط توقعات أن تستمر هذه الأرقام في الارتفاع.
وقالت وكالة إدارة الكوارث التركية إنها نشرت 60 ألف فرد مع مئات الآلاف من الخيام والمراتب والبطانيات والوسائد، بالإضافة إلى 10 سفن و100 طائرة وطائرة هليكوبتر.
ورأت الصحيفة أن المساعدات التي تلقتها تركيا وسوريا لم تكن كافية للتعامل مع أعداد كبيرة من الأشخاص المحاصرين تحت محيط من الأنقاض.
وذكرت أن سوريا تواجه تحديات إضافية، تعقد جهود إيصال المساعدات إلى الدولة التي مزقتها الحرب.
وانتقدت الصحيفة تعامل واشنطن مع الأزمة الأخيرة، مشيرة إلى أنها كانت "واضحة" مع أنقرة كونها حليفا لها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) رغم الخلافات فيما بينهما، بينما رفضت الإشارة بوضوح إلى دمشق التي ترفض التعامل معها منذ 12 عاماً.
وقالت الصحيفة، إن الموقف الأمريكي يثير مخاوف أن الضحايا السوريين قد يحرمون من المساعدات الضرورية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أممي قوله، إن المنظمة الدولية تتوقع إعادة فتح الطريق الذي تضرر بشدة من تركيا إلى شمال غرب سوريا اليوم، الخميس؛ ما يسمح للمساعدات الدولية بالبدء في الوصول إلى منطقة في شمال سوريا لم تتلق أي مساعدة حتى الآن.
كما أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها تكافح لمساعدة الناجين في شمال سوريا، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال ممر ضيق على الحدود التركية. وقالت أديلهيد مارشان، كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن البلدين، وخاصة سوريا، من المرجح أن يواجها العديد من المخاطر الصحية على المدى الطويل.