ووُلد "الشيخ أبوالعينين شعيشع (12 أغسطس 1922 - 23 يونيو 2011)" في مدينة "بيلا" بمحافظة "كفر الشيخ" المصرية في 12 أغسطس من عام 1922، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "يوسف شتا"، وهو لم يتجاوز العاشرة من عُمره.
وذاع صيته كقارئ للقرآن عام 1936 للميلاد، وهو في الرابعة عشر من عُمره، وذلك بعد مُشاركته بالتلاوة في حفل أُقيم بمدينة المنصورة في ذلك العام، والتى تبعدُ عن مدينة بيلا بنحو 27 كيلو متراً.
ودخل شعيشع، الإذاعة المصرية عام 1939، مُتأثراً بالشيخ محمد رفعت، حيث استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات "رفعت"، ولكنه اتخذ لنفسه أسلوباً فريداً في التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات.
وعندما كان يبلغ من العمر 18 عاماً، وقّع عقداً مع إذاعة فلسطين وتوجه إلى هناك حيث ترك إرثاً كبيراً من التلاوة ولكن الحرب العالمية الأولى أدت إلى دمار الاذاعة وإرث تلاوة الشيخ شعيشع، كما كان لوجوده في فلسطين آثار كثيرة، وبعد ذلك تمت دعوة قراء آخرين إلى فلسطين.
ويشير الشيخ أبوالعينين شعيشع إن عمله في الاذاعة الفلسطينية فتح أمامه أبواباً كبيرةً، وآفاقاً واسعةً وفي هذا الصدد يقول "عندما عدت من فلسطين إلى مصر، تمت دعوتي إلى قصر الملك فاروق لتلاوة القرآن خلال شهر رمضان المبارك الى جانب كبار القراء".
وأدت تلاوة الشيخ شعيشع في الإذاعة الفلسطينية إلى وصول صوته إلى العالم الإسلامي وتلقى العديد من الدعوات للسفر إلى دول إسلامية أخرى، كما أنه من هناك سافر الى ايران والاردن ولبنان باكستان والامارات والعراق وسوريا.
وكان "الشيخ أبوالعينين شعيشع" أول ممثل قرآني لمصر سافر إلى الخارج رسمياً بحسب قوله حيث سافر الى الامارات لمدة 10 سنوات لتلاوة القرآن الى جانب كبار القراء بمن فيهم الشيخ عبد الباسط عبدالصمد.
ويعدّ الشيخ شعيشع من المتأثرين بتلاوة الشيخ محمد رفعت الذي كان يمتلك الأسلوب القديم، ولهذا كان أسلوب تلاوته مميزاً حيث ابتكر لنفسه أسلوباً مستقلاً ولم يحاول تقليد القراء السابقين، ولهذا السبب كان له مكانة خاصة في مصر.
ومن أقوال الشيخ شعيشع أنه كان يقول دائماً "أنا القارئ الذي كشفني رجل مسيحي فأول من سمع صوتي كان "فخري عبدالنور" من السياسيين المسيحيين المصريين وأنا لن أنساه أبداً".
ويضيف الشيخ شعيشع "أن عبد النور دعاني الى بيته في "جرجا" بمحافظة "السوهاج" المصرية واستضافني ثلاثة أيام في بيته وكان يجلس هو ابنه على الارض ليستمعوا الى تلاوتي للقرآن في مجالس جرجا".
وطوال مسيرته الحافلة، سافر الشيخ أبو العينين شعيشع إلى عدد من دول العالم، وصدح بصوته في أكبر وأشهر المساجد العالمية كالمسجد الحرام بمكة، والمسجد الأقصى بفلسطين، والمسجد الأموي بسوريا، ومسجد المركز الإسلامي بلندن. كما أسلم على يديه ثلة من المواطنين من جنسيات مختلفة بعدما تأثروا بتلاواته الفريدة.
وتقديرا لكفاءاته ومواهبه، نال عدد من التشريفات والأوسمة أبرزها حصوله على وسام الرافدين من العراق، وعلى وسام الأرز من لبنان، وعلى وسام الاستحاق من سوريا وفلسطين، إضافة إلى أوسمة أخرى من دول عربية وإسلامية.
وتُوفي شعيشع، فى 23 يونيو من عام 2011، عن عُمر يُناهز الـ89 عاماً، قضى خلالها رحلة عامرة في تلاوة القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، ودُفن في المقابر المُجاورة لكلية البنات بجامعة الأزهر بالقاهرة.