موضوع البرنامج:
متى يا ولي الله (للشاعر المعاصر ناجي الحرز)
مقارنة بين غيبة ابراهيم الخليل(ع) وغيبة المهدي(عج)
الامام المهدي يدعو للمؤمنين برواية السيد ابن طاووس
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول تهديم قبة الامامين العسكريين(ع) وعلامات الظهور

*****

واسفر نور الحق شمس كرامة

بعزة مهدي على الدين قيما

ألاليت شعري ما بقاء كواكب

ونورك قد ضاءت له الارض والسما

فيا ثالثاً للمكرمين بحكمة

صغيرين يحيى والمسيح بن مريما

لقد طبت من صلبي وصيين مسكةً

لعيسى وللمبعوث بعد متمما

ويغنيك منها- حجة الله مفخراً

ابو الحسن الكرار سيفاً وضيغما

واباؤك الأطهار والصفوة‌ الاولى

بمجدهم قد عرش المجد واحتمى

بنوا سدة الايمان صرحاً تتابعت

عليه الأيادي ترفع الحق معلما

واعطرك من عز الخلافة تاجها

لتبقى بذاك العز - مادمت- مكرما

فحتام يا نجل الأباة يجوس في

قلوب احبتك المغير عرمرما

فما اعلن القرآن غيرك ملجأً

تلوناه تبياناً بذكرك مفعما

بوعد وبشرى للعباد وصيحة

ونصر وطوبى للقلوب وبلسما

متى يا ولي الله تخفق رايةً

وتجتث اصل الظلم والجور مخذما

سألناك بالضلع الكسير ومهجة

تفرت وبالصدر المحطم اعظما

فعجل بها يا شبل حيدر نهضةً

تمزق ليلاً بالغياهب مظلما

وادرك محبيك الذين توجهوا

اليك نصيراً تستغاث ومعصما

فقد انشب الدهر المشوم نيوبه

ودارت علينا كأساً بعدك علقما

*******

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته.
واهلاً بكم ومرحباً في حلقة اخرى من حلقات هذا البرنامج تشتمل على موضوع محوري هو مقارنة مفصلة بعض الشيء بين غيبتي نبي الله وخليله ابراهيم عليه السلام وغيبتي مولانا وامام زماننا بقية الله المهدي (عجل الله فرجه الشريف).
اضافة الى رواية دعاء الامام المهدي (ارواحنا فداه) للمؤمنين كما ورد في احدى روايات الفائزين بلقائه (عليه السلام) وفي غضون ذلك يجيب سماحة الشيخ علي الكوراني عن بعض اسئلتكم للبرنامج ومنها سؤال عن ارتباط جريمة هدم مرقد العسكريين (عليهما السلام) في سامراء بظهور ولدهما المهدي )عجل الله فرجه).
اما الأبيات التي افتتحنا بها هذه الحلقة فهي للشاعر ناجي الحرز من قصيدة له تحت عنوان متى يا ولي الله.

*******

اهلاً مع هذه الحلقة وفقرتها الاولى وعنوانها هو:

الامام المهدي وسنن الانبياء

من ابرز اوجه الشبه بين مولانا المهدي وسيدنا خليل الرحمان ابراهيم على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام، هو خفاء الحمل بهما وخفاء ولادتهما وهذه من سنن الله جلت قدرته في حفظ انبيائه واوليائه )عليهم السلام).
فالطاغية نمرود كان قد أخبر بالبشارات السابقة بظهور ابراهيم الخليل في عصره وقيامه بثورته التوحيدية وتحطيم الأصنام ولذلك فقد اخذ جلاوزته وجواسيسه يتعقبون النساء لقتل خليل الرحمان وليداً او قبل ولادته، فأنجاه الله عزوجل من هذا الخطر من خلال اخفاء‌ الحمل به وولادته في غار ناء كما حدثتنا بذلك احاديث قصص الانبياء التي اشرنا اليها في حلقات سابقة.
وقد تكررت هذه السنة الالهية مع بقية الله مولانا المهدي (ارواحنا فداه) لأن السلطات العباسية كان قد علمت بالبشارات النبوية المصرحة بان المهدي الموعود هو الثاني عشر من أئمة العترة الطاهرة (عليه السلام) ولذلك جندت قواها لمنع ولادة‌ ابن للامام الحادي عشر وهو الحسن العسكري (عليه السلام) او قتل ابنه وليداً، ولكن الله غالب على امره وكيده اعظم من كيد اعداءه فأنجى وليه المهدي من كيدهم بأخفاء امر حمله وولادته كما تحدثنا مفصلاً عن ذلك في الحلقات الخاصة بروايات ونصوص ولادته (عجل الله تعالى فرجه).
وتحدثنا الروايات الشريفة - مستمعينا الاعزاء- بسنة الهية اخرى جرت على شيخ الانبياء وخاتم الأوصياء عليهم السلام، وهي سنة الغيبة، فقد ورد في قصة ابراهيم الخليل انه غاب عن الامة غيبتين لمصالح اقتضتها حكمة الله في تدبير شؤون عباده وامر رسالاته، وهذه السنة جرت مع مولانا وامام عصرنا المهدي (سلام الله عليه) كما هو معلوم ومع فارق في طول مدتي هاتين الغيبتين.
لقد حدثنا القرآن الكريم عن عزلة‌ ابراهيم الخليل في سورة مريم فقال عز من قائل حاكياً خطابه لقومه «واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى الا اكون بدعاء ربي شقياً» فيما روي في الحديث الصحيح المروي في عدة مصادر عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال عن غيبة المهدي (عجل الله فرجه):
«لابد لصاحب هذا الامر من غيبة، ولابد له في غيبته من عزلة...».
وقد جاء على‌ لسان امامنا المهدي (ارواحنا فداه) في رواية لقائه بأبراهيم بن مهزيار التي رواها الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين، قوله (عجل الله فرجه):
«ان ابي (عليه السلام) عهد الي ان لا أوطن من الأرض الا اخفاها واقصاها اسراراً لامري وتحصيناً لمحلي، لمكائد اهل الضلال والمردة من احداث الامم الضوال» وفي هذا النص يشير (عليه السلام) الى ان الغيبة والعزلة وسيلة لدرء اخطار الاعداء من مختلف الاجيال وفي ذلك اشارة لطيفة الى طول غيبته (سلام الله عليه).
وعامل درء هذه الاخطار نجده - ايها الاخوة والأخوات- في قصة نبي الله ابراهيم (عليه السلام) ايضاً وفي كلا غيبتيه مع فوارق ترتبط بمهام كل منهما (سلام الله عليهما) وخصوصيات عصريهما، فلقد كانت غيبة ابراهيم الخليل عن قومه مكانية فقط حيث هاجر في الغيبة الأولى‌ الى الشامات وفي الثانية الى‌ الحجاز، وكانت الهجرة المكانية تكفي يومذاك لدرء خطر تصفية نمرود الطاغية له لمحدودية حاكمية نمرود يومذاك وبساطة وسائل الاتصال.
اما بالنسبة لغيبة مولانا المهدي (ارواحنا فداه) فهي وان اشتركت مع الغيبة الابراهيمية في العامل المتقدم لكنها تمايزت عنها بفوارق عدة في شكلها وشموليتها وذلك بحكم خصوصيات طول امدها وسعة مهام صاحبها (عجل الله فرجه) وخصوصيات عصر امامته وغير ذلك.
لقد انجز نبي الله ابراهيم (سلام الله عليه) خلال غيبتيه اثنتين من كبريات مهامه الالهية، ففي غيبته الاولى ‌عن قومه حيث هاجر الى الشام والمسجد الاقصى وضع اسس حركة الأنبياء من ذرية ولده اسحق الذي وهبه الله عزوجل له في هذه الهجرة، وقد استمرت هذه الحركة وبلغت ذروتها في رسالة كليم الله موسى (على نبينا وآله وعليه السلام) واهلاك فرعون ثم دخول وصيه يوشع بن نون الأرض المقدسة واقامة ‌الدولة‌ الالهية فيها التي عدت في التأريخ الانساني الدولة الالهية الاعظم الى ذلك الحين والى قبل انحراف بني اسرائيل.
اما في غيبته الثانية وهجرته الى الحجاز فقد انجز سلام الله عليه مهمته الاكبر وهي رفع القواعد من الكعبة البيت الحرام وتأسيس سدانة ذريته له ووضع اسس حركة نبوات الأنبياء وامامة الائمة من ذرية ولده اسماعيل والتي توجت في جانب النبوة منها بنبوة سيد الخلائق اجمعين خاتم الانبياء محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وتبليغ خاتمة الرسالات، والتي توجت وتتوج في جانب الامامة ‌منها بأمامة خاتم الأوصياء المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) الذي يقيم عند ظهوره المرتقب الدولة الالهية الكبرى في عموم التأريخ الانساني والتي لا تكون بعدها للشيطان دولة.
وعلى‌ ضوء ما تقدم نفهم - مستمعينا الافاضل- ما صرحت به الأحاديث الشريفة من ان مولانا المهدي ينتفع بوجوده في غيبته كما ينتفع بالشمس اذا جللتها السحاب، فهو (عليه السلام) يقوم في غيبته وضمن ما يقوم به من مهام الامامة، بتأسيس او تطوير جميع ما تحتاجه اقامة الدولة الالهية العظمى‌ عند ظهوره من عوامل اساسية وفي مختلف المجالات، بمعنى ان لغيبته (عجل الله فرجه) ارتباطاً وثيقاً بظهوره، فهي مقدمة لازمة له.

*******

حان الآن احباءنا موعد لقاءكم مع ضيف البرنامج واجوبته عن اسئلتكم في الفقرة التالية:
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني سلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله.
المحاور: سماحة الشيخ من الاخت الكريمة غفران نعيم الموسوي من الناصرية في العراق ورد سؤال يقول هل ان تفجير المراقد المقدسة في سامراء من علامات ظهور الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف او هل لها ارتباط اي هذه العمليات بظهوره عليه السلام او هذه حالة خاصة؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، ان ما يجري في العراق ككل هو من علامات الظهور الموصوفة وهناك احاديث متعددة فيها الكثير صحيح السند، بالنسبة الى فاجعة سامراء وهذه الجريمة الكبرى والتي ليس لها في التاريخ شبيه والاعتداء على مقام المعصومين من آل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم، عندنا رواية ‌يرويها امالي المفيد وامالي الشيخ الطوسي لكن غير واضحة، البعض يفهم منها انه فيها ان نخرج مكرهين وانها ستخرب يوماً وتدارك العمارة علامة ذلك وغرضها تدارك العمارة في مشهدي هذه العبارة لا تعطي شيئاً.
المحاور: اي عبارة سماحة الشيخ؟
الشيخ علي الكوراني: العمارة‌ في مشهدي.
المحاور: تدارك العمارة في مشهدي؟ ما المقصود من تدارك؟
الشيخ علي الكوراني: يعني اعادة العمارة، تدارك الاعمار يعني اعادة العمارة.
المحاور: يعني اعمار بعد خراب؟
الشيخ علي الكوراني: نعم هذه غير مفهومة ولا يمكن ان نحكم لان هذه الرواية فيها اختلاف في العبارة في امالي المفيد وامالي الشيخ الطوسي لانه علامة تدارك خرابها وفي خرابها تدارك، المهم ان هذه الرواية‌ لا يمكن ان نحكم بأنها تشير الى ما حدث لكن من المؤكد ان الضغط والقتل الذريع والخوف وتجمع النواصب والاعداء على الشعب العراقي وخاصة الموالي هذا من العلامات المؤكدة وانها لامر يستمر حتى ظهور الامام عجل الله تعالى فرجه الشريف وممكن يظهر الامام بعد مئة سنة وهذا يستمر الى وقته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت تسأل عن ان لها ارتباط بأعتبار تقول ان اثارت المشاعر والاحاسيس بمظلوميت اهل البيت سلام الله عليهم؟
الشيخ علي الكوراني: بشكل عام ما يجري الآن يوجه العالم الى اهل البيت وشيعتهم وبالسنين الاخيرة والعقود الاخيرة وخاصة بعد سقوط الطاغية‌ انظار العالم تتوجه ليعرف من هم اهل البيت ومن هم شيعتهم وان تأثير ذلك ملموس، فضائيات كانت تعطي خبر عاشوراء فلما سقط الطاغية وكانت مناسبة الاربعين كل الاضواء العالمية وطلعت الملايين واختلف الامر، اذن هذه عاشوراء غير ماكان تدور الفضائيات، عاشوراء قضيه وملايين وامام حسين واسلام والنبي واهل البيت ولا اشكال في ان ما حدث في العراق يوجه العالم الى اهل البيت واتباعهم.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ عقيل له سؤال بشأن الامام المهدي سلام الله عليه يتكلم بجميع اللغات عند ظهوره وعندما يخطب يتحدث بالعربية‌ ام بلغات الذين يتحدث معهم؟
الشيخ علي الكوراني: عند النداء السماوي جبرئيل يخاطب الناس بنفس لغاتهم وعندنا ان الامام المعصوم يعرف لغات من هو حجة عليهم، فالامام صلوات الله عليه في يوم عاشوراء يتكلم بالعربية ويخاطب الناس بلغاتهم وممكن عبارات ايضاً بالانجليزية، بالفارسية، اللغات الاساسية التي يختارها الامام فأصل الخطاب بالعربي ومعه خطاب لشعوب العالم بلغاتهم.
المحاور: الشيخ علي الكوراني اسئلة اخرى نوكلها الى لقاء ‌آخر ان شاء الله وشكراً لكم مستمعينا الافاضل الى ما تبقى من فقرات البرنامج.

*******

نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من البرنامج وفقرتها الختامية:

الفائزون بلقاء الشمس

قال السيد الجليل علي بن طاووس (رضوان الله عليه) في كتابه القيم مهج الدعوات: «وكنت انا بسر من رأى فسمعت سحراً‌ دعاءه [يعني مولانا الامام الحجة المهدي] عليه السلام فحفظت منه من الدعاء لمن ذكر من الأحياء والأموات: وأبقهم - أو قال- واحيهم في عزنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا».
ثم قال السيد ابن طاووس مؤرخاً هذه الواقعة: وكان ذلك في ليلة الاربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
وقد صرح السيد ابن طاووس (رحمه الله) بسماعه لدعاء مولانا المهدي (ارواحنا فداه) للمؤمنين بعد ان نقل من كتاب (الأدعية المستجابات) دعاء الامام الحجة (عليه السلام) للمؤمنين ويبدو انه هو الدعاء الذي سمعه منه (عليه السلام) في الواقعة‌ المتقدمة ‌مضافاً اليه العبارة المتقدمة ونص الدعاء المنقول عن الحجة هو:
«الهي بحق من ناجاك وبحق من دعاك في البر والبحر تفضل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغناء والثروة وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء والصحة وعلى احياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرم وعلى اموات المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرد الى‌ أوطانهم سالمين غانمين بمحمد وآله اجمعين».
وختاماً نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******