موضوع البرنامج:
أتهدم للنور الالهي قبة (شعر الاديب محمد بن اسماعيل البغدادي)
السلام على الامام العصر في الحالات المختلفة
أجوبة الشيخ باقر الصادقي عن اسئلة المستمعين
بقية الله يصحح طواف الحاج الزاهدي

******

فيا غيرة الله استفزي بما لقت

ثمود من التدمير منك وتبع

اتهدم للنور الالهي قبة

على الفلك الدوار تسمو وترفع

ويقلع باب الله عن مستقره

وعن كل داع لا يرد ويردع

وتهتك حجب الله عن اوجه التقى

عتاة بغير الشرك لا تتبرقع

وتطفي قناديل كشهب منيرة

تطوف قناديل بها وهي خضع

ويحطم شباك النبوة بالظبا

جذاذاً وصندوق الامامة يقلع

وينبش قبرا لو تكون السماء ثرى

لحط له في قنة العرض موضع

كساه اله العرش انوار قدسه

عجيب يماط السر عنه وينزع

متى يا امام العصر تقدم ثائراً

تقوم بامر الله بالحق تصدع

وتردي بمسنون الغرار عصائباً

مدى الدهر قد سنوا الضلال وابدعوا

وتنظر اشياعاً عفاةً جسومها

لفرط الأسى والقلب منها مشبع

فصلها وعجل حيث لم تر راحماً

وارحامها بالمشرفية قطعوا

ايا ابن الذي انوار شرعته بدت

ولاح لنا لألاؤها يتشعشع

أيفعل ذا الباغي ولا منك دعوة

ابى الله عنها ما لها الحجب تمنع

امولاي صفحاً فهت من نار حرقتي

بما فهته اذ انت للصفح منبع

*******

السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته، ورحمة الله وبركاته ايضاً على الاديب الولائي البارع الشاعر محمد بن اسماعيل البغدادي الحلي (رضوان الله عليه) الذي ابتدئنا هذا البرنامج بأبيات مختارة من احدى روائعه الغراء في رثاء الامام الحسين (سلام الله عليه) واستنهاض سليله المنقذ المنتظر الحجة بن الحسن (ارواحنا فداه).
وهذا الشاعر الولائي هو من اعاجيب عصره حقاً، فرغم انه كان امياً لا يعرف القراءة والكتابة الا ان ولاءه الصادق لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) قد فجر فيه ابداعاً شعرياً باهراً جعله ينظم كثيراً من القصائد الغراء فيهم (عليهم السلام) تضاهي روائع فحول شعراء العرب من المتقدمين والمتأخرين.
كما ان قصائده (رضوان الله عليه) تمتاز - اضافة الى ابداعاتها الفنية- بأبداعات مضمونية نادرة قلما تجد نظائرها في روائع الادب العربي، الامر الذي يشير الى تسديد الهي لقريحته الفياضة (رحمه الله).
لقد توفي هذا الشاعر الولائي المشهور بلقب ابن الخلفة في اواسط القرن الهجري الثالث عشر.
ايها الاخوة والاخوات، ننقل الميكرفون الآن الى الاتصال الهاتفي التالي مع سماحة الشيخ باقر الصادقي حيث يتفضل مشكوراً بالاجابة عن بعض اسئلة المستمع الفاضل الاخ عبد العزيز ودود، كما ان لنا وقفة بعد ذلك عند عبارة نادرة في التسليم على امام العصر مولانا المهدي (ارواحنا فداه) وردت في زيارة آل ياسين المباركة، فيما نختم اللقاء بنقل رواية قصيرة تحتوي على عبرة مهمة من روايات الفائزين بلقاء الشمس المهدوية، فالى لقاءنا التالي مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ باقر الصادقي اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: السلام عليكم سماحة الشيخ باقر الصادقي.
الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وصلت البرنامج هو سؤال موقع بأسم الاخ عبدالعزيز ودود في الواقع اكثر من سؤال احدها يرتبط بعين الله في خلقه، الواردة في زيارة الامام المهدي الخاص بيوم الجمعة، يسأل عن معنى هذه العبارة وكيف يطلع الامام سلام الله عليه على اعمال العباد؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم طبيعي من خلال الرجوع الى القرآن الكريم يشير في اكثر من آية بسم الله الرحمن الرحيم «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» في الروايات الواردة عن اهل بيت العصمة والطهارة ان المراد من المؤمنون في هذه الآية قال: ايانا عنى سلام الله عليه. اذن تعرض الاعمال على الائمة كما انها تعرض على‌ الرسول كل اثنين وكل خميس وفي بعض الروايات صباح مساء كما تشير رواية الامام الرضا عليه السلام اذن الامام في زماننا بلاشك تعرض عليه الاعمال كما كانت الاعمال تعرض في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وكذلك تعرض في زمن الائمة امام بعد امام وفي يومنا هذا تعرض على صاحب العصر والزمان عليه السلام، هنالك عرض اجمالي انه العلم الاجمالي الذي يعلمه الامام بالامور التي الله عزوجل جعله حجة على العالم وحجة على من في الارض، لابد ان يعطيه شيء من العلم وتعرض عليه الاعمال ويكتب الامام تأكيداً لذلك للشيخ المفيد في التوقيع الصادر «انا وان كنا في مكاننا النائي حيث اختاره الله لنا، انا نحيط علماً بأنباءكم ولا يغرب عنا شيء من اموركم» اذن الامام صلوات الله وسلامه عليه عنده علم بأعمال شيعته واعمال محبيه واعمال العالم بما يجري ويدور لذلك نحن نسلم على الائمة في الزيارة السلام على عيبة علم الله، مستودع علم الله وهذا بلاشك، الان نحن مع تطور العلم يعني ادراك ومشاهدة هذه الامور صارت فائدة مع تطور العلم.
المحاور: لكن يبقى بالنسبة للانسان العادي يعني مع اكثر الاجهزة تطوراً لا يمكنه ان يطلع على اعمال العباد ولو اشارات؟
الشيخ باقر الصادقي: انا اقول تقريبي لا اقول نفسها لكن تقريباً، الان الحمد لله مع هذه الاجهزة الحديثة وهذا قرص السي دي، الآن حين تغذيه بمجموعة معلومات مجرد تضغط على زر ترى المعلومة كاملة، الله عزوجل الذي جعل الامام حجة على الخلق ولولاه لساخت الارض بأهلها لابد وان يعطيه شيء يميزه عن بقية الناس ومن جملة هذه الامور هو العلم وهذا العلم في الحقيقة لا يمكن ان نوصف الامام به لانه فوق ادراكنا ولا يقاس بهم احد ويصور لنا الامام الرضا عليه السلام سعة هذا العلم يقول في الحديث الشريف ان الله عزوجل جمع لنبينا محمد صلى الله عليه وآله من العلوم جميع ما اعطى الانبياء من لدن ادم الى عيسى عليه السلام وزاده عليهم وما كان عند رسول الله ورثناه يعني ورثنا رسول الله كل شيء ما خلا النبوة‌ بأعتبار هو خاتم الانبياء لذلك الله عزوجل يطلعهم وهم يرون اعمال العباد بلاشك عندنا بعض الاولياء الصالحين ما وصلوا الى درجة العصمة والامامة مع ذلك ونتيجة التقوى، «اتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بعين الله» لديهم اطلاع بفراسة الناس، فيما ينقل من حالات السيد علي القاضي احد تلاميذه ينقل عنه يقول مسألة من المسائل لم استوعبها واردت شيء من المشاهدة فهو حس بالقضية فرأى ان احتاج الى شيء من المشاهدة والنظرية لا تكفي فيقول كنا في طريقنا الى مسجد الكوفة يقول بالاثناء طلع افعى تفاجئت ودخل نفسي شيء من الخوف فهو اشار اشارة وقال لها موتي بأذن الله، يقول وقعت ميتة، يقول دخلنا الى المسجد فدخل الى غرفته يتعبد بها وانا ذهبت الى غرفتي. يقول بعد قليل خرجت لارى هذا التصرف هل كان هو آني لو انه فعلاً ميتة يقول رجعت ورأيتها في نفس المكان ميتة رجعت اكمل عبادتي. يقول لما فرغت وفرغ هو وخرج من الغرفة قال لي هل تيقنت يقول يعني حتى خروجي عرفه، عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احداً الا من ارتضاه.
المحاور: عفواً سماحة الشيخ الوقت المخصص لهذه الفقرة انتهى بقي سؤالان يعني عين الله في خلقه وعين الحياة لو سمحتم نوكلهما الى الحلقة المقبلة جزاكم الله خيراً.

*******

نتابع مستمعينا الاكارم تقديم الحلقة الاولى بعد الاربعمائة من حلقات برنامج شمس خلف السحاب بالانتقال الى رحاب القاب مولانا الامام المهدي (عجل الله فرجه)، فهذه الالقاب تعرفنا بكثير من خصوصياته (عليه السلام) وتعيننا على الحصول على معرفة اعمق وافضل به صلوات الله عليه وعلى آبائه ومنذ عدة حلقات اخترنا زيارة آل ياسين المباركة للحديث عما فيها من القاب مولانا امام العصر وقد وصل في الحديث الى اللقب العشرين وهو الامام المأمون، ولكن لنا وقفة في هذه الحلقة مع حقيقة السلام عليه (سلام الله عليه) تأتيكم في الفقرة التالية، فكونوا معنا.
قبل توجيد تحية السلام لمولانا المهدي (ارواحنا فداه) بهذا اللقب، وردت في زيارة آل ياسين عبارات نادرة في السلام عليه لا نظير لها في نصوص زياراته الاخرى، بل وكذلك في نصوص زيارات آبائه الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين، وهذه العبارات هي:
«السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرأ وتبين السلام عليك حين تصلي وتقنت السلام عليك حين تركع وتسجد السلام عليك حين تهلل وتكبر السلام عليك حين تحمد وتستغفر السلام عليك حين تصبح وتمسي السلام عليك في الليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى السلام عليك ايها الامام المأمون السلام عليك ايها المقدم المأمول السلام عليك بجوامع السلام».
واضح ان هذه العباراث تبعث السلام للامام وهو )عليه السلام) في حالات مختلفة تشمل مختلف اوقاته صلوات الله وسلامه عليه، فما هو المغزى من ذلك؟ للإجابة عن هذا السؤال ينبغي الاشارة اولاً الى ان تحية السلام هي نوع من الدعاء يتضمن طلب السلام الالهي ونزوله او مضاعفته على من نسلم عليه، مثلما ان الصلاة على اولياء الله يتضمن الطلب من الله عزوجل انزال رحماته الخاصة عليهم وهو الذي يصلي على العباد كل بما يتناسب مع حاله. بمعنى انه ينزل على كل منهم ما هو مستعد له من رحماته.
ان نزول السلام الالهي. او مضاعفته - مستمعينا الافاضل- هو نوع من التأييد الرباني للشخص الذي تتوجه اليه هذه التحية القدسية، وهو يتناسب مع خصوصيات هذا الشخص ومرتبته، فاذا كان هذا الشخص هو الامام المأمون والمقدم المأمول (أرواحنا فداه)، فان السلام عليه ينبغي ان يكون متناسباً مع مرتبة امامته الالهية من جهة ومن جهة ثانية مع كونه (عليه السلام) هو المقدم على اهل عصره جميعاً والامل الكبير الذي تنتظره البشرية بل اهل الأرض واهل السماء لكي يحقق الله عزوجل على يديه آمال الصالحين جميعاً على مدى التأريخ واهداف الرسالات الالهية جميعاً.
اذن على ضوء فهم الحقيقة المتقدمة يمكن القول اجمالاً إن تلك العبارات المباركة من زيارة آل ياسين تنبهنا الى ضرورة ان نطلب من الله عزوجل نزول السلام المضاعف على مولانا المهدي (ارواحنا فداه) بهذه المرتبة العالية من التأييد الالهي الذي يدفع عنه (عليه السلام) كل ما يعيقه او يهدده ويهدد تحركه من الاخطار بمختلف صورها واشكالها سواء اكانت هذه الاخطار من كيد شياطين الانس او من خفي مكائد واحابيل شياطين الجن، فهم جميعاً يتربصون به سوءً - عليهم دائرة السوء- لان تحركه (ارواحنا فداه) يهدد حاكميتهم ووجودهم واهدافهم الظالمة جميعاً.
هذا اولاً وثانياً فان التركيز في تلك العبارات القدسية من زيارة آل ياسين المباركة على ذكر مختلف حالاته (عليه السلام) من القيام والقعود والقراءة والتبيين والركوع والسجود، وكذلك تأكيدها ذكر جميع اوقاته وايامه ولياليه، في كل ذلك اشارة طريفة الى كونه (سلام الله عليه) في جميع حركاته وسكناته واوقاته - بلا استثناء- في حركة عبودية ئائمة ساع في القيام بمهام الامامة وبمختلف ابعادها حتى عندما يصلي لربه ويركع ويسجد مجاهد بكل جهده للتمهيد لظهوره وتحقيق الوعد الالهي الصادق وغير المكذوب الذي ورد وصف امام زماننا (ارواحنا فداه) به قبل السلام عليه بتلك العبارات القدسية.
ويضاف لما تقدم - اعزاءنا المستمعين- امر تربوي اخر تشتمل عليه ايضاً - فيما تشتمل عليه- تلك العبارات القدسية من الزياراة، وهو تقوية وترسيخ روح المودة والحب للامام (ارواحنا فداه) في قلب الزائر من خلال جعله يسلم على مولاه في جميع حركاته وسكاناته واوقاته، اي جعله يعيش بأستمرار حالة من التوجد اليه في جميع تلك الحالات وجعله يطفح بالحب للامام في قيامه وقعوده وركوعه وسجوده وصباحه ومسائه اي يحب جميع هذه الحالات عندما تنسب للامام (ارواحنا فداه).
واخيراً فان في عبارة «السلام عليك حين تقرأ وتبين» اشارة الى كونه (عجل الله فرجه) يقوم بقراءة وتبيين حقائق الدين الحقة للناس حتى في عصر غيبته، ولكن - وبالطبع- بأساليب خفية تناسب وعصر الغيبة، فإن من يطلب هذه الحقائق بصدق يحصل عليها حتما بأحد تلك الاساليب.

*******

مستمعينا الاكارم نصل الى الفقرة الختامية من فقرات البرنامج وهي:

الفائزون بلقاء الشمس

روى‌ آية الله الشيخ احمد القاضي الزاهدي في كتابه (عشاق المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف) عن خاله العالم الجليل الشيخ محمد القاضي الحادثة التالية، قال:
وفقني الله لحج بيته الحرام في سنة ۱٤۰٦ للهجرة، وكان رفيقي في هذه الرحلة القدسية آية الله السيد موسى الزنجاني الشبيري - وهو من مراجع التقليد في ايران..، وقد انشددت كثيراً في تلك الرحلة الى ‌اجوائها الروحانية وفي احدى المرات طلب مني جمع من رفاق هذه الرحلة ان يطوفوا معي معتمدين على حسابي للاشواط، فقبلت وبدأت الطواف وهم يتابعوني لكنني شككت ما بين الشوطين السادس والسابع، فاضطربت وتوسلت بمولاي امام العصر (عليه السلام) واثر ذلك رأيت شخصاً نيراً يضع فجأةً يده على كتفي ويقول: عليك ان تطوف شوطاً آخر هو السابع!!
مستمعينا الافاضل الى لقائنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******