وقدم "علي باقري كني"، مساعد وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، في حوار مع قناة "برس تي في" تحليلاً عن مختلف جوانب السياسة الخارجية الإيرانية في الحكومة الحالية وتناول على وجه التحديد مكانة إيران على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقال: بعد الحرب العالمية الثانية، خلقت القوى التي انتصرت في الحرب المذكورة نوعاً من التوازن فيما بينها، أصبح أساساً لتشكيل نظام دولي. في هذا الإطار، تم إنشاء الآليات السياسية والشاملة مثل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن (مع حق النقض للقوى العالمية الخمس) وفي نفس الوقت المنظمات الاقتصادية مثل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي، إلخ، مع الأخذ بنظر الاعتبار الموقف المتفوق الذي تؤمن به الحكومة الأمريكية لنفسها.
وأضاف باقري كني: على الرغم من أن هذه المؤسسات تحمل لقب المنظمات الدولية، إلا أن الدور الذي لعبته دولة مثل الولايات المتحدة كان مهماً ومسيطراً، وقد خدموا مصالح هذا البلد. كان الأساس الرئيسي لهذا النظام الدولي هو قوة الأطراف التي شكلته. كانت الطبيعة الرئيسية لقوتهم هي الجيش الذي ظهر في المقدمة خلال الحرب العالمية الثانية. بالطبع، أصبحت القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن) القوى النووية الرئيسية في العالم مع مرور الوقت.
وصرح نائب وزير الخارجية: إلا أنه مع مرور الوقت، تعرض النظام الدولي الذي أنشأته القوى الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لأضرار جسيمة وشهد عمليا أجواء جديدة أمامه. ففي هذا الجو، ادعى الأمريكيون إنشاء نظام أحادي القطب. بالطبع، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لم ير الكثير من المراقبين والمحللين هذا الادعاء لواشنطن مبالغ فيه، بالنظر إلى المسافة بين قوة أمريكا والدول الأخرى على الساحة الدولية. لكن على هذا المسار وقع حدث لافت على الساحة الدولية، وهو انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران.
ومضى موضحاً: إن الثورة الإسلامية حدثت في منطقة جغرافية معينة، لكنها من حيث طبيعتها وخطابها قدمت تصميماً جديداً على الساحة الدولية. لم يكن المفهوم المركزي في هذا السياق يعتمد على أي قوة. في هذا الجو، أعطى العالم الغربي الأولوية للمواجهة الجادة مع الثورة الإسلامية وشعر بالتهديد بأننا نشهد المظهر الرئيسي لهذه القضية في قصة الحرب التي استمرت ثماني سنوات ضد إيران. على الرغم من أن الحرب شنت ضد إيران من خلال نظام المقبور صدام، إلا أن القوى العالمية التي شعرت بأنها مهددة من قبل الثورة الإسلامية كانت وراءها.
وقال: أدرك الأمريكيون تدريجياً أن مواقفهم ومقارباتهم السابقة في شكل نظام دولي وأنظمة إقليمية أخرى غير صحيحة، وعلى سبيل المثال، فإن كياناً مثل الثورة الإسلامية يشكك بجدية في استراتيجياته ونهجه الكلي، وتهاجمها.