موضوع البرنامج:
أبيات للسيد ابراهيم العطار في التشوق للمهدي (عج)
دلالات لقب "الغوث" من ألقاب امام العصر(عج)
أجوبة الشيخ علي الكوراني على أسئلة الاخ الفضلي
من فوائد كتاب الغيبة للنعماني
*******
اين الحماة حماة الدين اين ولاة
الحق اين أمين الله حجته
اين الامام امام العصر قائم اهل
البيت خيرة خلق الله صفوته
اين المعد لادراك الذحول ومن
ترجى لإخماد نار الشرك كرته
اين الذي وعد الله الانام بان
تقيم قناة الدين رجعته
اين البقية من آل الرسول ومن
تحي معالم دين الله دولته
حتام كم ذا الانتظار متى
تجلو غياهب ليل الجور طلعته
ويملأ الارض قسطاً مثلما ملئت
ظلماً وتعلو بأمر الله دعوته
فأذن له - يا الهي- بالظهور فقد
اودت بشيعته الابرار غيبته
واجمع به شمل دين قد امرت به
وقد اقيمت بجده دعامته
وعجل الإذن فالأعداء مجمعة
ان ليس تبقى له حتى إرومته
*******
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في هذا البرنامج تشتمل على ثلاث فقرات اساسية الاولى وقفة فيها بعض التفصيل عن لقب الغوث من القاب مولانا وامام زماننا المهدي (عجل الله فرجه) وهو من اهم القابه عليه السلام، اما في الفقرة الثانية فيجيب الشيخ علي الكوراني عن بعض اسئلة الاخ الفضلي من الكويت.
وفي الفقرة الثالثة لنا وقفة اخرى مع تعليقات الشيخ محمد بن ابراهيم النعماني في كتابه القيم الغيبة.
بالنسبة للابيات التي افتتحنا بها هذه الحلقة من البرنامج فهي للسيد ابراهيم العطار (رضوان الله عليه) وهو من العلماء الاجلاء في القرن الهجري الثالث عشر ومن الشعراء المخلصين في ولائهم لائمة الهدى (عليهم السلام).
*******
من الالقاب المهدوية المهمة التي وردت في زيارة آل ياسين المباركة لقب «الغوث» وقد ورد مضمون هذا اللقب من القاب امام العصر (عجل الله فرجه) في عدد من النصوص الشريفة وحفلت التجارب العملية للمؤمنين بالكثير من المظاهر العملية لمقتضيات هذا اللقب الشريف.
يعتبر لقب «الغوث» من اهم القاب مولانا المهدي ارواحنا فداه لانه يعبر عن مظهر قيامه (عليه السلام) بأحد مهام امامته في غيبته وفي ظهوره.
إذ أن اغاثة الملهوفين والمنقطعين هي من مهام الإمام بحكم كونه خليفة الله في أرضه مثلما ان إرشاد الضال وإيصال المستعد للهداية الى قرب ربه -جل جلاله- وحفظ الشريعة الإلهية هي من مهامة (عليه السلام).
وقد اشار آية الله الميرزا النوري (رضوان الله عليه) في مقدمة الفصل الخاص بروايات من فاز بلقاء مولانا المهدي في غيبته (عجل الله فرجه) الى هذه المهمة من مهام الإمامة اي إغاثة الملهوفين والمضطرين واستدل بها للقطع بان من يظهر بصورة غير مألوفة لإغاثة المستغيثين الذين تقطعت بهم الاسباب هو إمام العصر او احد اعوانه (عليه السلام) لأن هو المأمور والمكلف من قبل الله تبارك وتعالى بهذه المهمة.
والواقع إن هذا اللقب الشريف من ألقاب مولانا بقية الله المهدي (عجل الله فرجه) يعرفنا باحدى كبريات حقائق التوحيد الخالص لله - جل جلاله-، وهي ان مقتضى التوحيد الصحيح هو الاستغاثة والاستعانة بالله - عزوجل- من خلال التوجه اليه جل جلاله عبر الوسائل التي أمر بالتوسل بها اليه وعلى راسها خليفته في أرضه وحجته الذي لا تخلو منه أرضه وهو الامام المعصوم. وهذا من اوضح مصاديق نظام الاسباب الذي ابى الله جلت حكمته ان يجري تدبير شؤون خلقه الا به.
ونجد في القرآن الكريم كثيراً من التصريحات بأجراء الله - عزوجل- لنظام الاسباب في تدبير شؤون خلقه وربوبيته الكبرى للعالمين نظير الآيات التي تنسب التوفي لذاته المقدسة حيناً وحيناً لرسله وثالثة لملائكته ورابعة لملك الموت، ونظير الآيات التي تنسب التدبير الإلهي للملائكة كآيات المدبرات امرا، والآيات التي تنسب انزال القرآن الكريم الى الله - عزوجل- تارة وتارةاخرى للروح الامين والآيات التي تنسب الهداية مرة اليه تبارك و تعالى واخرى الى الائمة الذين يهدون بأمره.
وجميع هذه الاعمال هي من شؤون ربوبية الله - عزوجل- لخلقه وليس ثمة اي مرتبة من مراتب الشرك في نسبتها الى جنده الذين يعملون بأمره ولا يعصونه في شيء، من الملائكة والمخلصين من خلقه الذي جعلهم ائمة للناس يهدونهم اليه بأمره ويعينونهم على عبادته بأمره ويغيثونهم في الشدائد بأمره، فتكون الاستعانة بهم استعانة بالله والاستغاثة بهم استغاثة به جل جلاله وكذلك الحال مع الاستهداء بهم وموالاتهم وحسبهم وطاعتهم والبراءة من اعدائهم.
وعلى ضوء هذا الفهم التوحيدي الخالص نفهم معنى لقب «الغوث» من القاب مولانا الحجة المهدي (ارواحنا فداه)، ورغم ان المستفاد من كثير من الروايات التي تناقلها الثقاة بشأن الفائزون باغاثة امام زماننا المهدي، انه (عليه السلام) يغيث حتى الذين لم يستغيثوا به مباشرة، بل وانه يغيث حتى الذين لا يعرفونه، وان اغاثته لهم كانت في كثير من الحالات سبباً لتعرفهم عليه لا حقاً.
نقول رغم ذلك فان التوجه به الى الله - عزوجل- والاستغاثة به بصدق تؤهل المؤمن للفوز بمراتب اسمى واعلى من اغاثته (عليه السلام) له واعانتة على عبادة الله - جل جلاله- ونقله الى ما يأمله من مراتب القرب الإلهي.
رزقنا الله واياكم احباءنا صدق الاستعانة والاستغاثة التوحيدية الخالصة بمولانا المهدي (عجل الله فرجه) بمختلف صور الاستغاثة ومنها دوام التوجه اليه وزيارته او ارسال رقع الحاجة اليه طبق ما ورد في النصوص الشريفة، والمهم فيها هو ان تكون قلبية خالصة.
*******
أما الآن نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ علي الكوراني اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: السلام عليكم سماحة الشيخ علي الكوراني.
الشيخ علي الكوراني: وعليكم السلام ورحمة الله.
المحاور: سماحة الشيخ من الاخ فضلي الذي اجبتم على سؤاله في الحلقات السابقة له سؤال آخر وهو الاخير ويرتبط بقضية دعاء الندبة يقول السائل ورد في دعاء الندبة عبارة متى ترانا ونراك اي نرى الامام عليه السلام بعد ان رؤية الامام تعد غاية المنى ولذلك ندعو الله تبارك وتعالى ان يوفقنا لهذا الامر ولكن الامام يرانا ويطلع على احوالنا هذا ما ورد في الروايات الصحيحة فهل نحتاج بالدعاء بذلك اي ندعو الله ان يرانا ونراه؟
الشيخ علي الكوراني: هذا من عدم الالتفات الى الموضوع، عندنا اولاً القرآن انه يرى اعمالنا، قل فسيرى الله اعمالكم ورسوله والمؤمنون وعندنا ثابت ان الامام عليه السلام يتحرك في العالم ويرى الناس ونصوص كثيرة في هذا يعني الآن هو يراه من طرف واحد نحن لا نراه، نقول يا سيدي لا تدخل الرؤية من الطرفين هذه لا تنفي انه الآن يرانا.
المحاور: يعني متى ترانا ونراك، يعني في آن واحد؟
الشيخ علي الكوراني: يعني مع بعضهم.
المحاور: يعني في آن واحد، طيب هذه الرؤية من الطرفين على ضوء هذا الدعاء؟
الشيخ علي الكوراني: يعني رؤية كاملة لكن من طرفك يا سيدي ونحن نريد ان نراك.
المحاور: انا اخترت هذا السؤال في شطره الاخر بأعتبار تصل الى البرنامج وبصورة متكررة اسئلة بهذا المعنى حول امكان رؤية الامام سلام الله عليه مع ما اشرتم اليه في الحلقة السابقة من تكذيب مدعي المشاهدة.
الشيخ علي الكوراني: نعم يمكن رؤية الامام روحي فداه وقد رآه اناس كثيرون بشكل قطعي، اولاً تقريباً ثمانين بالمئة من الذين رأوه ما عرفوه الا بعد ان غادر والذين عرفوه لم يدعي احد مهم مقاماً لما يدعي ان الامام كلفني وقال لي قل لفلان فلان شيء هذا سفير وهذا يأمرون بتكذيبه، اي شيء ينقل، قال لي كن مرجعاً، قال لي بلغ، قال لي حضر الناس وقال انت وصي لكل الناس هذا سفير خاص.
المحاور: طيب سماحة الشيخ، قال مثلاً اوصى الامام سلام الله عليه مثلاً بتلاوة الدعاء الفلاني؟
الشيخ علي الكوراني: يعني هذه كنصيحة عامة، هذه متعارف الشريعة وسيرة المؤمنين.
المحاور: هذه معروفة مثلاً بأكثار دعاء الفرج، امر بزيارة آل ياسين وغير ذلك.
الشيخ علي الكوراني: هذه لا تمنع ليس في الدعاء سفارة، اذن رؤيته في غيبته الكبرى ممكنة وواقعة وقطعية ولكنها هؤلاء الابرار الاخيار الذين تشرفوا بخدمته لم يدعي احد منهم مقاماً ولا سفارة وكل من ادعى مقاماً او سفارة هذا معناه انه يدعي السفارة الخاصة مأمورين بتكذييه.
المحاور: بعض الاخوة طرحوا اسئلة من هذا القبيل الذين التقوا بالامام في غيبته حقاً لم يخبروا احداً في حياتهم وانما اخبروا بعض الاشخاص واوصوهم بالكتمان هل هذا شرط ان نصدق بحوادث التقاءه؟
الشيخ علي الكوراني: اولاً يوجد ناس يلتقون بخدمته ولا يقولون لاحد حتى عند موتهم، بعضهم يقول عند موته او بعضهم يقول بعد فترة وهذه تختلف وان الامام وجهها كذلك وهو يخشى من العجب لانه يذهب ثوابه يكون فيها مثل دعاية لنفسه او ادعاء لانه سينزل مقامه ولا يكون اهلاً لان يراه الامام عليه السلام.
المحاور: واذا كانت هنالك مصلحة معينة؟
الشيخ علي الكوراني: نعم يقولها ولا مانع فيه.
المحاور: يعني لا تشكل ان ينفي الانسان شرطه على اساسه سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً على ما تفضلتم به.
*******
ايها الاخوة والاخوات كانت لنا في حلقات سابقة وقفات مع كتاب الغيبة للشيخ محمد بن ابراهيم النعماني من اعلام القرن الهجري الرابع، والذي يعد مصنفه من اهم المراجع المبينة لعقيدة مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) بشأن هذه القضية المهمة، لنا في هذه الحلقة وقفة اخرى مع بعض فوائده في الفقرة التالية وعنوانها هو:
الامام المهدي (عجل الله فرجه) في حركة التأليف
من الفوائد القيمة التي اشتمل عليها كتاب الغيبة للشيخ النعماني هو ما يرتبط بتعليقاته المهمة على بعض فصوله فهي وان كانت قليلة لكنها غنية للغاية في تسليط الاضواء على العبر التربوية المستفادة من الاحاديث الشريفة التي يرويها في كتابه عن النبي الاكرم وائمة الهدى (صلوات الله عليهم اجمعين). اي انها تمثل بادرة مبكرة في مجال مابات يعرف بفقه الحديث الشريف هذا اولاً وثانياً فانه (رضوان الله عليه) ركز في تعليقاته على ما يرتبط بالجانب الايماني والسلوكي العملي من حياة الانسان المؤمن ولم يستغرق في الجانب التنظيري.
لبيان هذه الحقيقة ننقل لكم احباءنا ما ورد في تعليقة الشيخ النعماني (رضوان الله عليه) على الاحاديث التي رواها في الباب الثاني والعشرين الخاص بما جاء في ذكر سن الامام المهدي حين تفضي إليه أمور الامامة، قال:
«انظروا رحمكم الله يا معشر المؤمنين الى ما جاء عن الصادقين (عليهم السلام) في ذكر سن القائم (عليه السلام) وقولهم انه وقت افضاء الإمامة اليه اصغر الائمة سناً واحدثهم، وان احداً ممن قبله لم يفض اليه الامر في مثل سنه، والى قولهم «اخملنا ذكراً» يشيرون بخمول ذكره الى غيبة شخصه واستتاره، واذ جاءت الروايات متصلة متواترة بمثل هذه الاشياء قبل كونها، وبحدوث هذه الحوادث قبل حدوثها ثم حققها العيان والوجود، وجب ان تزول الشكوك عمن فتح الله قلبه ونوره وهداه واضاء له بصره...».
ثم يتابع (رضوان الله عليه) تعليقته بعبارات بليغة مؤثرة ومبينة للموقف الشرعي السليم تجاه الدلالات المستفادة من هذه الأحاديث الشريفة، فيقول رحمه الله:
«والحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء من عباده بتسليمهم لامره - جل جلاله- وامر اوليائه (عليهم السلام) وايقانهم بحقيقة كل ما قاله، واثقاً بحقية كل ما يقوله الائمة (عليهم السلام) من غير شك فيه ولا ارتياب، اذ كان الله - عزوجل- قد رفع منزلة حججه (عليهم السلام) وخفض منزلة من دونهم ان يكون اغياراً عليهم وجعل الجزاء على التسليم لقولهم والرد اليهم الهدى والثواب، وجعل على الشك والارتياب فيه العمى واليم العذاب، واياه نسأل الثواب على ما من به والمزيد فيما اولاه وحسن البصيرة فيما هدى اليه، فانما نحن به وله».
ختاماً نسأل الله البصيرة فيما هدانا اليه من معرفة حجته في زمانه.
*******