وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أنّه "على الرغم من أن القرار الذي صدر في حزيران/يونيو بشأن ترشيح أوكرانيا لعضوية في الاتحاد كان له وقع خاص وتم الترحيب به بشكل كبير، إلا أن الدول الأعضاء تعتبر أن بروكسل فشلت في توضيح تفاصيل المسألة إلى أوكرانيا بأن الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً وسيكون بلا شك شاقاً".
كما شدّدت الصحيفة على أن هذا هو الجو العام في العواصم الأوروبية حالياً، والذي يتزامن مع زيارة عدد من قادة الاتحاد إلى العاصمة الأوكرانية كييف، ومنهم رئيس الإتحاد أورسولا فودورلاين.
كذلك ذكرت الصحيفة أنّ الدول الأعضاء دعوا قيادة الاتحاد إلى أن تكون صريحة بشأن العقبات الضخمة التي تواجه اندماج كييف.
ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هذا الأسبوع، إذ يُتوقع أن يضغط من أجل نيل بلاده لعضوية التكتل، واستخدام أصول روسيا المجمدة في إعادة إعمار أوكرانيا.
وقال عدة مسؤولين في دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي للصحيفة، إنّ المفوضية بحاجة إلى أن توضح لأوكرانيا أن هناك "عقبات ضخمة" تعترض بدء مفاوضات الانضمام الرسمي، وقد تستغرق إزالتها "عقداً أو أكثر".
وذكر دبلوماسي أوروبي لـ "فاينانشال تايمز"، أنّ "هذه الفجوة بين الوعود والواقع تتسع في بعض الأحيان حتى وصلنا إلى نقطة أصبحت فيها واسعة للغاية"، مضيفاً أنّه "يبدو أنهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يصبحوا أعضاء غداً. بكل وضوح ليس هذا هو الحال".
ومن المقرر أن تلتقي فون دير لاين وأعضاء آخرون في المفوضية الأوروبية مسؤولين في الحكومة الأوكرانية خلال الزيارة، وأن تعقد رئيسة المفوضية ورئيس المجلس الأوروبي، اللذان يمثلان الدول الأعضاء الـ27، قمة مع زيلينسكي، يوم الجمعة.
كما قال أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي قبل انعقاد الاجتماعات لـ"فاينانشال تايمز"، "لقد لاحظنا جميعاً زخم الإصلاح في أوكرانيا"، مشيراً، على سبيل المثال، إلى العمل على سيادة القانون وجهود مكافحة الفساد".
وتوقع أن تسلط المحادثات في كييف الضوء على "الحاجة إلى مزيد من الإصلاحات"، وأن تتطرق أيضاً إلى "التعاون الاقتصادي وتقليل الحواجز التجارية مع الاتحاد الأوروبي".
على الجانب الآخر اعتمدت قيادة الاتحاد الأوروبي "نبرة متفائلة"، إذ قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لاين، أثناء زيارتها إلى كييف في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، إنّ "عملية الانضمام تسير على الطريق الصحيح". وأضافت أنه "من المثير للإعجاب أن نرى السرعة والتصميم والدقة التي تتقدمون بها".
وفي السياق قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، هذا الشهر، إنه "يجب ألّا نألوَ جهداً لتحويل هذا الوعد إلى واقع بأقصى سرعة ممكنة"، مضيفاً أمام البرلمان الأوكراني، أن "أوكرانيا هي الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأوروبي هو أوكرانيا".
هذا الخطاب، وفقاً لـ "فاينانشال تايمز"، خلق "توقعات" لدى كييف بأنها تستحق امتيازات خاصة من أجل الدخول سريعاً في نسيج الكتلة، حتى أن رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال، توقع "جدولاً زمنياً لمدة عامين".
ولكنّ دبلوماسياً آخر من الاتحاد الأوروبي أكّد لـ "فاينانشال تايمز"، أنّه "لا يوجد مسار سريع لحصول أوكرانيا على عضوية الاتحاد"، محذراً من أن "هناك مخاطرة في هذا الصدام بين الخطاب والواقع".