الآثار التي عثر عليها في ما بين النهرين وإفريقيا خير مثال على قدم هذه الصناعة، ويمكن اعتبار حياكة الحصائر وكذا حياكة السلال هي منشأ صناعة النسيج والخزف والجرار.
يعتقد البروفسور آرثر آبهام بوب أن أول بساط استعمله البشر كان من القصب والنباتات في أهوار بلاد الرافدين, حيث تم فرش القصب ومن ثم ربطه بنباتات أقل سماكة ويمكن إطلاق عليها "الحصير" وهي تعتبر أول خطوة لانتاج السجاد, لذا يمكن القول وبكل ثقة أن أول بساط استعمله الانسان هو الحصير.
في مناطق عديدة من ايران يقوم الاهالى بحياكة الحصائر ومعظمها في جنوب إيران وشمالها, وبشكل عام يمكن القول في المناطق التي فيها النخيل والحنطة والقصب حياكة الحصائر فيها مزدهرة. يمكن مشاهدة هذه الصناعة في كل من محافظات سيستان بلوشستان، وخوزستان، وكردستان، وهرمزكان، وبوشهر، وخراسان…
ان المواد الاولية المستعملة في الحصائر تختلف باختلاف المكان الجغرافي ولكن معظمها من سعف النخيل , وسيقان قصب المستنقعات والأهوار في المناطق الحارة والباردة , وسيقان الحنطة والأرز والمواد المضافة لها هي أنواع الدهون ومنها دهن الطلاء.
الأدوات والوسائل المستعملة في حياكة الحصائر بسيطة جدا وخاصة ومنها المنجل, انواع من السكين , منشار , مبرد , مفك , مقص , إبرة خياطة و.... تستعمل هذه الادوات في قطع النباتات وحياكتها .
بعد نمو القصب ووصوله الى الطول المطلوب يقطع من أقرب نقطة للجذر بواسطة المنجل ويتم ايجاد فتحة من الاعلى وبعد ذلك يتم قطعه من الوسط وصفه الى جانب البعض وبعدها يتم دكه ويقطع الى قياسات ويتم ربطه بواسطة شرائط ليستعمل كبساط لفرش الغرف والأسطح.
تشكل هذه الصناعة التقليدية مصدر دخل لآلاف الأسر الريفية في ايران وتعتبر أحد الصناعات اليدوية التراثية في البلاد.
هناك لا تزال بعض الأرياف في مدن شاطئ الخليج الفارسي تمارس صناعات يدوية تقليدية قل نظيرها، ففي "بندر جاسك" إحدى بلديات محافظة هرمزكان تعمل النساء في حياكة الحصير الشعبية التي بدأت تندثر بسبب الجفاف وتدمير الغطاء النباتي الذي يستخدم في تأمين المواد الأولية لهذه الصناعة، حيث تراجع نمو شجرة الغضف التي تستخدم أوراقها في صناعة الحصير ما أدى إلى هجرة الأيادي العاملة من المنطقة الى المدن الكبرى.